جنى جبّور وجورج بو عبدو

عرّاب الدراما وصانع النجوم

مروان نجار...نجومٌ ينعون ويشكرون

16 شباط 2023

02 : 01

من مراسم الدفن

"سكت الورق" أمس الأول في عيد الحب، مغلقاً الفصل الأخير من مسيرة مبدع صنع مجد الدراما اللبنانية بعد الحرب اللبنانية واختار مسرح "الفودفيل" وتفرد به مترجماً أو مؤلفاً، وأطلق ممثلين كثيرين أصبحوا اليوم يعرفون بنجوم الصف الأول. انه الأستاذ مروان نجار، كما يناديه كل من عرفه، أستاذ في الإنسانية والأدب والسياسة. موسوعة في الأدب والثقافة والمسرح، أنهى حياته الصاخبة بالإبداع الفني عن عمر يُناهز 76 عاماً بعد صراع مع المرض، تاركاً إرثاً غنياً من الأعمال المسرحية والتلفزيونية. 


بدأ الراحل حياته العملية مدرّساً، ثم صحافياً وناقداً محترفاً بعد تخصصه في الأدب العربي والعالمي في "الجامعة الأميركية في بيروت"، ليعمل بعدها في عدد من الصحف والمجلات، مثل "الأسبوع العربي" ومجلة "الديار" وفي قسم الأرشيف في "دار الصيّاد".




إنتاجات غزيرة


بعدها استهوته الكتابة التلفزيونية ودفعته إلى المطالعة في الأدب العالمي، ولمع نجمه في التلفزيون بابتكاره فكرة برنامج مسابقات تثقيفي مثل "المتفوّقون" الذي قدّمه شقيقه الراحل رمزي نجار، ثم تلاه برنامج "مجالس الأدب" ظهرت من خلاله مواهب كثيرة، إلى أن قرّر خوض تجربته التلفزيونية الأولى في مسلسل "اللعبة"، من إخراج جورج غياض في عام 1977 ثم مسلسل "ديالا" المأخوذ عن رواية Therese Ethienne، صُوّر العام 1977 وعُرض العام 1978، من إخراج أنطوان ريمي، وتمثيل هند أبي اللمع وأنطوان كرباج.



عرف الراحل بغزارة انتاجه للأعمال التلفزيونية الناجحة ومنها "ماسح الأحذية" و"رحلة العمر" و"حكاية كل بيت" التي عرضت على شاشة تلفزيون لبنان قبل أن ينتقل إلى عرض أعماله على شاشة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" في العام 1988، مقدماً أعمالاً درامية ما زلنا نتغنى بها حتى اليوم، ومن بينها "أحلى بيوت راس بيروت"، و"ميريانا"، و"طالبين القرب"، و"فارس ابن إم فارس"، و"الطاغية" و"لمحة حب". كما ترك بصمته في المسرح والسينما في عز الحرب ولا سيما مع "جوز الجوز"، و"عريسين مدري من وين"، و"صولد"، و"لعب الفار"، و"مشوار" و"كرمال المحروس".




قــــــالــــــوا فــــــيــــــه...



يقف مروان وراء اكتشاف أكثر من موهبة تمثيلية، وتطول أسماء الممثلين الذين اطلقهم فأصبحوا اليوم نجوم الدراما، ورثوه كل على طريقته:


بصوت مخنوق، عبرت الممثلة رندة كعدي عن حزنها قائلةً: "لملَم الاستاذ الكبير أوراقه وأفكاره وودعنا في يوم الحب. لا يمكن للكلام أن يختصر مسيرته أو ابداعه في الثقافة والادب والشعر واللغة والفن، هو عراب الدراما الأكاديمية، الذي فتح الباب امام كل الموهوبين فأصبحوا اليوم نجوماً يلمعون في سماء لبنان والعالم العربي".



كذلك أشار الممثل بديع أبو شقرا الى أنّ "الراحل خلق نوعاً من "المجتمع الدرامي" معالجاً مشاكل مجتمعنا بكل تفاصيله بلغته الخاصة، مؤسساً قاعدة انطلق منها الكثير من الكتاب والممثلين والمخرجين فحولوا إثرها الدراما الى صناعة في هذا الوطن، ناهيك عن دوره الكبير في المسرح"، مضيفاً: "بدايتي كانت معه، هو الذي أدخلنا الى مجال الدراما والتلفزيون ممهداً لنا الطريق، فصنعنا نجوماً. في المقابل، لا يمكننا الّا أنّ نتوقف على خلفية مروان الثقافية ومروحة علاقاته الانسانية الكبيرة".



وأوضحت الممثلة أنجو ريحان أنه "أول من وثق بموهبتي في التمثيل وأعطاني دور البطولة في مسرحية "سيدة حرة مستقلة" و"خادمة القصر" الى جانب بديع ابو شقرا، بالاضافة الى "أحلى بيوت راس بيروت" وغيرها...



كان شخصاً مثقفاً ومعطاءً، وتميز بفلسفة عميقة في الحياة. حزننا كبير جدّاً... خسرنا عموداً اساسياً من الدراما اللبنانية".

وقالت الممثلة برناديت حديب: "رأيته قبل شهر تقريباً وكان وضعه الصحي مستقراً. ولكن قبل اسبوعين كان من المفترض ان نلتقي به خلال اجتماع لجنة "الزمن الجميل" الّا أن وضعه الصحي منعه من ذلك. استاذ مروان بحر من المعرفة والثقافة والبعد الانساني. معه كانت بدايتي في التلفزيون في "حريف وظريف" وكرّت بعدها السّبحة. "الله يرحم" هذا الرجل النادر أن يتكرر. السماء تكتسب رجالات وقامات وتترك لنا الناس التافهة".



الممثل باسم مغنية عبر عن حزنه الكبير في وداع استاذه، مستذكراً لحظات تعارفهما الأولى قائلاً: "شافني بين عجقة ناس. قلي شو اسمك؟ قلتلو باسم. قلي بكرا الصبح بتجي عالمكتب بدي جرب موهبتك بدَور. وهيك بلش مشواري".



من جهته قال الممثل طارق سويد: "رحل الكاتب الكبير والمنتج الذي أعطاني اول فرصة في التمثيل وعرّف الجمهور على موهبتي التي وثق بها.

كان أول من اطلقني من خلال مسلسل "من احلى بيوت راس بيروت"، بعدها في "الطاغية" و"نسمة صيف" و"صارت معي" ومسلسلات ومسرحيات وأفلام أخرى.

ستبقى اعماله خالدة في ذاكرتنا. استاذ مروان نجار الله يرحم روحك، فضلك عليي كتير كبير ورح تبقى استاذي طول العمر".



لم يفقد الكاتب شكري أنيس فاخوري زميلاً له فحسب وقال: "خسرت أخاً لي وخسرنا جميعاً برحيله مسيرة عمرها أكثر من 50 سنة من الابداع في الدراما والمسرح. أعجز عن التعبير أكثر فليرحمه الله".



أمّا الكاتبة كلوديا مارشليان فقالت: "انطلقت معه في المسرح في بداية مشواري التمثيلي حين حققت حينها مسرحيتا "كرمال المحروس" و"جوز الجوز" ضجة كبيرة. كان له فضل كبير في اعادة الدراما بعد الحرب الى مكانها من خلال أعماله، وهو اول من كتب كاراكتيرات مهمة اصبحت بمثابة علامة في الدراما في ما بعد، كما واعادة الممثلين المخضرمين والمبتدئين الى الشاشة".



نقيب الفنانين جورج شلهوب تمنى أن ترقد روحه بسلام، بينما قال نقيب الممثلين نعمة بدوي: "فقدناك معلماً وصديقاً غالياً وانساناً نبيلاً… غادرتنا جسداً، مروان نجار ستبقى خالداً في ضمائرنا وفي الوجدان".



وقال الممثل يورغو شلهوب: "عرفتك مقاتلاً، مقاوماً، مجاهداً في الفن والحياة، ملهماً بإصرارك وبمثابرتك وبثباتك، مدهشاً بفكرك وبعلمك وبثقافتك وعطائك، ملفتاً في محبتك وشغفك وروحك الثائرة. تعلمت منك الكثير وغرفت من معرفتك الواسعة أكثر. السلام والراحة لروحك الطيبة. مروان سنفتقدك وسنشتاق إليك".



أمّا الممثل شادي مارون فأشار الى أنه "تعرّف على الراحل من خلال أعماله في المسرح والتلفزيون"، مردفاً: "سمحت لنا الظروف بعدها بالتعرف الى مروان الانسان من خلال استضافته في عدة برامج. نرفع القبعة لهذه القامة الفنية والانسانية الكبيرة".



الممثل شادي ريشا نعاه معتبراً أنّ "الراحل كان قيمة مضافة في لبنان والعالم العربي، وخلق هوية للدراما اللبنانية، وكان سبّاقاً برؤيته وبالشخصيات التي خلقها".



ولفت المخرج سمير حبشي الى أنّ "الجلسة معه كانت مدرسة بحد ذاتها، نكتسب منها ثقافةً وابداعاً. طور الدارما وخلق ممثلين وطاقات. عرفته نشيطاً وروحه شبابية وكأنه لا يتقدم في العمر. هو الذي شجعني وأدخلني مجال الدراما، بعدما كان تركيزي يقتصر على الاخراج السينمائي فحسب. فعلاً خسرنا هامة ثقافية كبيرة".



وأشارت الممثلة زينة دكاش الى أنها تعرفت على المسرح بسببه، وشاهدت "عريسين مدري من وين" أكثر من 20 مرة. أمّا الممثل والكاتب والمخرج جو قديح فلفت الى أنّ "برحيله طويت صفحة من مسرح "فودفيل" والدراما والكوميدي"، مضيفاً: "لا يمكن وصفه الّا بكلمة "استاذ" مروان".



وقالت الممثلة والكاتبة جوزيان بولس: "التقيته قبل 3 سنوات اثناء مقابلة تدور حول المسرح، أمضيت فيها ساعتين من العمر مع موسوعة حقيقية في الثقافة. الله يرحمه انه معلم كبير ترك لنا الكثير".





من مسلسلاته

من مسرحياته

MISS 3