يبدو لي عيد العشاق الوافد إلينا بوروده الحمر واحتفالياته مثل آلة لكشف الكذب. فالحبيبة تضع حبيبها الواقعي أو المفترض أمام اختبار صعب. إختبار نوايا. ووحدها هديته تكشف مدى عمق عشقه وتفانيه. وفي هذا اليوم الشاعري يتبادل العشاق الرسائل النصية والرنات العاطفية ويزدهر سوق الورد الأحمر والـgadgets والوسادات على شكل قلوب (حاذروا منتجات الصين) إلى بطاقات المعايدة التي يُباع منها في مناسبة يوم فالانتاين أكثر من مليار بطاقة في العالم إلى طيور الحب التي تكره اللون الأحمر الفاقع وتتميز إناثها بالعدوانية وعضّها مؤلم وأصواتها مزعجة وهي رخيصة قياساً إلى الببغاوات كما أنها أصغرها حجماً.
الأفكار كثيرة لكن نساء لبنان، بأغلبيتهنّ الساحقة، من سن الخامسة عشرة إلى سن الخامسة والسبعين لسن من السذاجة إلى حدّ تبني شعار "القناعة كنز لا يفنى"، على الرغم من شوق الأيدي لملمس العشرين دولاراً. والرجال بمختلف تلاوينهم وأصنافهم يفكرون في عيد السان فالانتان فرصةً للتعبير عن مشاعرهم ومناسبة للتقرب أكثر من حبيباتهم ولحظة ثمينة لفك عِقد ألسنتهم.
وتبقى الهدية ذلك الإستحقاق الذي لا مفر منه. ويسعدني أن أقدم للقرّاء الذكور خمس نصائح من ذهب.
• إذا كنت عزيزي مغرماً حتى شوشتك فالسوتيان الذكية التي تنفك لوحدها مع احتدام المشاعر مناسبة تماماً في حال توافر المكان الآمن.
• وإذا كنت يا فالنتينو عصرك تود اجتذاب صبية سكسية بعد محاولات فاشلة لا تفكر أن بدزينة ورد أحمر ستسيطر على قلبها وجسدها المتفجر. إبتع آخر أيفون بشيك مصرفي وحمّله كل أغاني مروان خوري.
• وإذا كنت مقبلاً على الزواج فكّر بهدية تستفيد منها خطيبتك في حياتكما المشتركة: طقم طناجر ومقالي. وهل أحلى من سبع طناجر مصطفة على الرف كفرقة دبكة. أو خفّاقة بيض للحلو يا حلو. إعتبر هدية فالانتاين جزءاً من تأثيث العش الزوجي. "ما تعوّدها" من أول الطريق على بريق الألماس.
• إذا كنت مطروداً من عملك وليس معك ثمن دزينة فلافل وهي تحبك حباً لا يوصف إبعث إليها بنسخة مقرصنة من فيلم love story لريان أونيل وآلي ماغرو، الذي عُرض للمرة الأولى في 14 شباط 1970 و"خلّي دموعها تشلي شلي".
• وإذا كنت بها مجنوناً، إنزل بحبل عن سطح بنايتهم كعنصر متمرن وفاجئها بالدخول عبر شرفة غرفة نومها هذه الليلة فإن حالفك الحظ ستتصل مجنونتك بالدفاع المدني وتبلغ المركز بأن معلّم حبيب (عيلته القلب) سقط من الطابق الثاني فيما كان يصلح الدش بُعَيد منتصف ليل العشّاق.
