شادي الياس

معاني عيد الحبّ

عيد الحبّ أو عيد العشّاق هو مناسبة تحتفل بها العديد من الثّقافات والشّعوب حول العالم في الرّابع عشر من شباط من كلّ عام. ويُعتبر هذا اليوم فرصة للتّعبير عن الحبّ والمشاعر الرّومانسيّة بين الأزواج والشّركاء. يشتهر عيد الحبّ بتبادل الهدايا الرّمزيّة واللقاءات الرّومانسيّة.



القدّيس فالنتينوس هو شهيد الحبّ لهذه المناسبة وشهيد العائلة المسيحيّة. لم يخَف من قرار الإمبراطور الذي اعتبر أنّ الزّواج يُضعف القدرات العسكريّة لجنوده، فكان القدّيس فالنتينوس يعقد الزّواج في السّرّ ويدعو الى المحبّة وتأسيس العائلات. وبعد أن تمّ القبض عليه حاول الإمبراطور أن يغيّر عقيدته ويُرجعه الى الوثنيّة فلم يقدر، بل حاول القدّيس فالنتينوس تبشير الإمبراطور بالمسيحيّة وإقناعه بالتّوبة، فكان الشّرّ أقوى من القدّيس الطّاهر في ذلك الاستحقاق، فصدر قرار إعدام القدّيس فالنتينوس في الرّابع عشر من شباط عام 269 ميلاديّ.



على مرّ العصور، يُعتبر هذا التّاريخ يوم الحبّ يوم الاستشهاد من أجل الحبّ، وانتشرت هذه العادات والتّقاليد في مختلف المجتمعات حول العالم. وتطوّرت إلى تبادل هدايا وتعبير عن الحبّ واحتفالات.


من المهمّ جدًّا أن نتوقّف عند جمال الحبّ وقوّته وتأثيره على حياتنا. فعيد الحبّ هو فرصة لإظهار المحبّة والتّعبير عنها وتقدير الأشخاص الذين نحبّهم. إنّه يذكّرنا بأهمّيّة العلاقات العاطفية وبضرورة الاهتمام بها والعمل على تعزيزها من عام الى عام.



في النّهاية، عيد العشّاق عدا عن أنّه وقتٌ للتّعبير عن الحبّ والرّومانسيّة، إنّه المناسبة التي يُجب أن نتذكّر فيها مسؤوليّاتنا، مسؤوليّة عدم إهمال الحبيب، وعدم الانفتاح على أشخاص يشتّتون الحبّ الأساسيّ ويهدّدونه، ويجب ألّا ننسى أنّ الحبّ يبدأ من ناحيتنا أوّلاً، ويجب ألّا نتوقّع الحبّ من الآخر إن كنّا غير قادرين على إعطائه من ناحيتنا، دعونا نستغلّ هذا اليوم لإظهار الحبّ والاهتمام بشريكنا، ولنَبْنِ علاقات طاهرة دائمة، وليكُن الحبّ والتّفاهم والاحترام أساسًا في حياتنا. وإلى كلّ المحبّين والعشّاق، من المهمّ جدًّا معرفة مصدر الحبّ، فمصدر الحبّ هو الله والله وحده القادر على إعطائنا الحبّ الكامل، ومنه يجب أن نستمدّ الحبّ ونعطيه للآخرين.