دعوة أمميّة لإنهاء "الكابوس الإنساني"

جهود أوروبية لعقد "قمة رباعية" حول سوريا

04 : 05

توزيع مساعدات إنسانيّة على النازحين السوريين في مخيّم قرب الحدود مع تركيا (أ ف ب)

بينما حضّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالأمس نظيره الروسي فلاديمير بوتين على "كبح" النظام السوري الذي يشنّ هجوماً عسكريّاً واسعاً بدعم من موسكو في محافظة إدلب، تكثّفت الجهود الديبلوماسيّة بشكل ملحوظ لتجنّب مزيد من إراقة الدماء، إذ أفادت مصادر ديبلوماسيّة فرنسيّة "نداء الوطن" بأنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل يجهدان لعقد قمّة رباعيّة تضمّ، إضافةً إليهما، كلّاً من بوتين وأردوغان بأسرع وقت ممكن. وفي هذا الصدد، طالب ماكرون بقمّة حول سوريا "في أقرب وقت ممكن" بمشاركة ألمانيا وروسيا وتركيا بهدف وقف المعارك في محافظة إدلب وتجنّب أزمة إنسانيّة. وقال للصحافيين قبيل مغادرته بروكسل إنّ "قوّات نظام دمشق، مدعومة من الروس، تواصل تقدّمها في إدلب بالرغم من الدعوات إلى وقف الهجوم".

وفي موسكو، أفاد المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأنّ "احتمال عقد قمّة قيد البحث"، مضيفاً أنّه "لا وجود لقرار واضح بعد"، فيما أشار أردوغان إلى أنّه جرى الحديث عن الخامس من آذار موعداً للقمّة في اسطنبول، غير أنّ ذلك يبقى معلّقاً بانتظار ردّ إيجابي من بوتين.

وفي وقت أكد الرئيس التركي لنظيره الروسي خلال محادثة هاتفيّة بينهما أن الحلّ يكمن في العودة إلى اتفاق سوتشي، الذي أتاح لتركيا إقامة نقاط مراقبة عسكريّة في إدلب، أعرب بوتين عن "قلقه البالغ" إزاء "الأعمال العدوانيّة" للجهاديين في إدلب، مؤكداً "ضرورة الاحترام المطلق لسيادة سوريا ووحدة أراضيها". وشدّد بيان للكرملين على أن الرئيسَيْن اتفقا على "تعزيز المشاورات الثنائيّة حول إدلب بهدف خفض التوتر، وإرساء وقف لإطلاق النار والقضاء على التهديد الإرهابي".

وقبيل الاتصال، تباحث أردوغان هاتفيّاً أيضاً مع الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانيّة، ودعاهما إلى "اتخاذ خطوات ملموسة من أجل منع كارثة إنسانيّة"، بحسب الرئاسة التركيّة، في حين اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "الكابوس الإنساني" في محافظة إدلب "يجب أن ينتهي الآن"، من دون الإعلان عن مبادرة خاصة لمحاولة وضع حدّ للمعارك الضارية.

وقال غوتيريش خلال تصريح أمام وسائل الإعلام إنّ "الرسالة واضحة. ليس هناك من حلّ عسكري للأزمة السوريّة"، مضيفاً: "الحلّ الوحيد لا يزال سياسيّاً". وأكد أيضاً أنّه "من المهمّ كسر الحلقة المفرغة للعنف والمعاناة".

وإذ تواصل أنقرة إرسال تعزيزات عسكريّة إلى شمال غربي سوريا، قام وزير دفاعها خلوصي أكار بزيارة ميدانيّة بالأمس إلى القوّات المنتشرة عند الحدود مع سوريا، رافقه فيها رئيس الأركان يشار غولر وقائد القوّات البرّية أوميد دوندار.


MISS 3