افتتاح مركز لإعادة التأهيل لدعم ذوي الإحتياجات الخاصة في الكرنتينا

12 : 18

 إفتتح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع وزارة الصحة العامة مركز الكرنتينا لإعادة التأهيل، في مستشفى بيروت الحكومي في الكرنتينا وهو الأول من نوعه الذي يتم تنفيذه في مستشفى حكومي في لبنان.



وأوضح البرنامج في بيان، أنه قام "ببناء المركز وتجهيزه بالمعدات الطبية من أجل مساعدة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة الذين تأثروا بنسب متفاوتة بالأزمة المستمرة في البلاد، لا سيما في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي خلف صعوبات جسدية ونفسية لدى العديد من الأشخاص".



وقال: "وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 15 في المائة من سكان لبنان أو أكثر من 900 ألف شخص من الإعاقة من مجموع عدد السكان البالغ 7 ملايين نسمة. ولكن 10 في المائة فقط منهم يحصلون على خدمات الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها. وهذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لمراكز إعادة التأهيل على غرار المركز الذي أنشىء في الكرنتينا بهدف توفير خدمات أساسية لأولئك الذين تُركوا من دون مساعدة.



تبلغ مساحة مركز الكرنتينا لإعادة التأهيل الممول بالكامل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 700 متر مربّع، ويضم عيادات جاهزة ومجهزة بالكامل. كما سيعمل بإدارة جمعية (ArcEnCiel) وسيوفر حوالي 360 جلسة علاجية و80 استشارة طبية شهرياً بصورة مجانية، ويشمل ذلك العلاج الفيزيائي وعلاج النطق والعلاج النفسي والتدخلات المبكرة وغيرها من الخدمات التي سيستفيد منها الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة".



أضاف: "ولضمان الحصول على خدمات الطاقة بدون انقطاع، تم تجهيز المركز بنظام هجين يعمل على الطاقة الشمسية الكهروضوئية والديزل بطاقة إجمالية قدرها 80 كيلووات وبنك بطارية يوفر استهلاكاً للطاقة قدره 150 كيلووات في الساعة، وقد تحقق ذلك بفضل الدعم السخيّ المقدّم من الحكومة الألمانية من خلال بنك الائتمان لإعادة التنمية (KFW).




يتمتع المركز حالياً بتمويل كامل لمدة عام واحد من خلال تمويل إضافي يوفره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسيقدم خدمات مجانية ريثما يتمكن من مواصلة عمله من خلال استيفاء رسوم رمزية في المستقبل.



لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة من دون التأكد من أن الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة هم في صميم الجهود المبذولة من جانب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. لذلك من الضروري أن تكون جهود التنمية شاملة ومتاحة للجميع بغض النظر عن قدراتهم. ونتج عن هذا الالتزام مزيد من الإجراءات الملموسة مثل توزيع أجهزة المساعدة على 1800 شخص من ذوي الإحتياجات الخاصة بعد انفجار مرفأ بيروت من خلال مؤسسة أرك أن سييل".




وفي هذا الإطار، قالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونشتاين: "يفخر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي باتخاذ هذه الإجراءات، ولكننا ندرك أيضاً أن الاستدامة أمر بالغ الأهمية لضمان التأثير الطويل الأمد للمركز. ويتعين على الحكومة ومستشفى بيروت الحكومي في الكرنتينا والمنظمات غير الحكومية والمجتمع الدولي مواصلة العمل معاً من أجل تأمين استدامة التمويل طويل الأمد. وتقع على عاتقنا مسؤولية جماعية بضمان حصول الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة على الخدمات التي يحتاجون إليها كي يعيشوا حياة كريمة تلبي طموحاتهم. وسيواصل البرنامج العمل بلا كلل من أجل بناء مجتمع أكثر شمولاً".



كما أعلن سفير النوايا الحسنة الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعمل المناخي مايكل حداد: "يمثل إطلاق مركز الكرنتينا لإعادة التأهيل خطوة مهمة نحو ضمان حصول الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة في لبنان والمنطقة على الموارد التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح. وأفتخر بأن أكون جزءاً من جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الرامية إلى بناء مجتمع أكثر شمولاً والمدركة لقيمة ومساهمات جميع الأفراد بغض النظر عن قدراتهم".




من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة مستشفى بيروت الحكومي في الكرنتينا الدكتور ميشال مطر: "نعرب عن امتناننا للتمويل والدعم اللذين يوفرهما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مما مكّننا من تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية هذه للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة الذين يعانون من نقص في الخدمات منذ مدة طويلة جداً. وسيكون لمركز الكرنتينا لإعادة التأهيل تأثير بارز في حياة أولئك الذين هم بأمس الحاجة إليه".


ولفت برنامج الامم المتحدة الى أن مركز الكرنتينا لإعادة التأهيل "يشكل جزءاً من نهج التعافي الشامل لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي امتد لأكثر من عامين، حيث يعمل مع المجتمعات المحلية والجهات المعنية في الكرنتينا للتخطيط في سبيل حي يتسم بالاستدامة والشمول. ويشمل ذلك تركيب سخانات المياه بالطاقة الشمسية للمنازل، والدعم النفسي والاجتماعي، وإنارة الشوارع الرئيسية باستخدام الطاقة الشمسية، وإعادة تأهيل المؤسسات التجارية الصغيرة والمنازل، من بين أمور أخرى".



وذكر بأنه يعمل "منذ عام 1986 كشريك إنمائي يدعم التعافي الإقتصادي، بما في ذلك العمل مع البلديات لتوفير الخدمات الأساسية للمجتمعات المضيفة، وتعزيز الطاقة النظيفة وإدارة النفايات الصلبة، وتعزيز الحوكمة وسيادة القانون، وتقديم الدعم للإنتخابات، والعمل على تمكين المرأة والشباب".

MISS 3