مايا الخوري

الجواب مع البروفسور برنارد جرباقة و الدكتور إيلي حدّاد

حامل أو على وشك الولادة وخائفة من "كورونا"؟

12 آذار 2020

10 : 33

أكّدت الدراسات العالمية أنه يمكن أن يساهم الأطفال في نقل فيروس "كورونا" من دون أي مؤشرات مرضية خطيرة. ولكن ما خطورة إصابة الجنين بالفيروس في حال مَرضت الأم الحامل؟ وأي خطر على المولود الحديث في حال كانت الأم مصابة؟ وهل لبنان مجهّز لمعالجة حالات مماثلة؟

صحيح أن الدراسات الأولية لم تشر إلى انتقال العدوى من الحامل إلى الجنين، ولكن ما مخاطر نقل العدوى منها إلى مولودها الحديث؟

بداية قسّم البروفسور برنارد جرباقة، رئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء ورئيس دائرة طب الأطفال في الجامعة اليسوعية، في حديثه إلى «نداء الوطن» مرحلة الولادة إلى مراحل عدّة مفنّداً إحتياجات كل طفل وفق أسابيع الحمل منطلقاً من أن مرحلة الحياة تكون بعد الأسبوع الـ24. أما المولود قبل هذه الأسابيع، فيعاني من مؤشرات كثيرة إلى عدم النضوج وصعوبة التكيّف في الحياة، فيحتاج دعماً للتنفّس وانتظام عمل القلب والكلى من أجل العيش، عدا عن إمداده بالتغذية عبر العرق. أمّا المولود بين 28 و34 أسبوعاً، قد يحتاج إلى تنفّس إصطناعي وأدوية خاصة لتسريع نضوج الرئة. فيما المولود ما بين 34 و37 أسبوعاً، أي في مرحلة نضوج الرئة، فيكون معرّضاً لضعف في التنفّس إضافة إلى أعراض أخرى، ممكن أن تكون مرتبطة بالولادة المبكرة.

وأضاف: «في حال كان حديث الولادة، بغض النظر ما إذا كان خديجاً أم لا، مصاباً بفيروس معيّن، فإن نوع هذا الفيروس يكون مؤشراً إلى أنواع المشكلات التي يمكن أن يتعرض لها الطفل، فيخضع إلى البروتوكول الخاص بعلاج هذا الفيروس بالذات».


ما البروتوكول المتبّع لمتابعة وعلاج مولودٍ من أمٍ مصابة بفيروس كورونا؟


لقد تبيّن أن عدد حديثي الولادة الذين تعرضوا لمشاكل صحية جديّة بسبب إصابة والدتهم بفيروس كورونا محدود جداً، كما تبيّن أن الإنتقال العمودي من خلال الخلاص بين الأم والطفل محدود جداً تقريباً. أمّا في الحالات الأخرى، فقد تبيّن أن الإنتقال أفقي ما بين الأم والطفل أي من خلال السعال والتواصل المباشر بينهما.

لذا، وفي كل الحالات، يُوضع الطفل المولود من أم مصابة بكورونا في غرفة عزلٍ لئلا يختلط مع أطفال آخرين سواء في الحاضنة أو في غرفة العناية. وهناك يُخضع لبروتوكول فيروس الكورونا، أي يتلقى العناية والعلاج الذي يحتاج إليهما. ويكون عزلا صارماً له وللأم التي لا يُسمح لها بالدخول إلى قسم العناية الفائقة أو الحاضنة، ليستمر عزلهما أسبوعين حتى التأكد من وضعهما الصحي.

البروفسور برنارد جرباقة



وهل نحن مجهزون في لبنان لإستقبـال مولودين حديثاً مصابين بالفيروس؟


نحن مجهّزون لإستقبال الأطفال الكبار في الأقسام المخصصة للراشدين في مستشفى رفيق الحريري المجهّزة لذلك. وهناك يتابع الطبيب المسؤول عن وحدة العزل مع الإختصاصي المسؤول مختلف الحالات الصحيــة وفق احتياجاتها. وكشــف البروفسور جـرباقة عن المطالبة بتخصيص وحدة عزل وعناية فائقة خاصة بالأطفال والرّضع، ممن يحتاجون إلى عناية صحية خاصة، سواء في مستشفى رفيق الحريري أو أي مستشفى حكومي آخر مثل الكرنتينا أو سواه مجهّز أساساً لاستقبال الأطفال الخدّج. علماً أنه يُفترض أن تكون أعداد المصابين محدودة مقارنة مع الراشدين. مضيفًا: "رغم أننا نخشى من الصغار على الكبار، لا العكس، لا مانع من تجهيز مركز لحالة مماثلة تتوافر فيه الحاجات الصحية اللازمة لعزل الطفل المصاب عن الأطفال الآخرين، كما تخصيص غرف طوارئ خاصة بالأطفال في المستشفيات كافة. وأشار إلى أن بعض المستشفيات الجامعية يعمل على إنشاء منطقة آمنة تسمح لفحص كل مشتبه بإصابته بفيروس كورونا وفي حال تأكد ذلك ينتقل إلى غرفة العزل، ومن شأن ذلك الحدّ من تعريض مرضى آخرين للفيروس متواجدين صدفة في الطوارئ.

وعمّا إذا كانت قد أُجريت دراسات عن تأثير الكورونا في حديثي الولادة قال: "أجريت دراسات على عدد محدود من حديثي الولادة، لكننا لا ندرك مدى الشفافية في النتائج، خصوصاً أن ثمة دعوة من منظمة الصحة العالمية لإعتماد الشفافية في إعطـــاء المعلومات والإحصاءات عالمياً".

وتوجّـه البروفسور جرباقة إلى الأهل قائلا: "نعتقد أن الأطفال يتعرضون للفيروس لكنهم لا يُظهرون عوارض مرضية كالراشدين فتبقى المؤشرات لديهم ضئيلة، لكنهم يساهمون في انتشار المرض. لذا ندعو إلى أخذ الحيطة عند ظهور أي مؤشر للمرض لدى الطفل، من أجل عزله مع شخص واحد يهتم به للحد من إنتشار الفيروس في العائلة".

ورداً على سؤال عمّا إذا كان يحبّذ توقف الرضاعة عند الأم المصابة بكورونا، قال: "إذا كانت الأم والمولود يحملان الفيروس، عندها يمكن إستكمال الرضاعة مع عزلهما معاً، بدلاً من إبعاد الطفل عن أمّه."

وتحدث ختاماً عن إحتياطات شخصية إتخذها في عيادته لحماية الأطفال، حيث خصص تواقيت معيّنة لاستقبال من يأتي بهدف اللقاح وتواقيت أخرى لاستقبال المرضى، واستخدام غرفتين منفصلتين بين المعاينة والأخرى بهدف التعقيم وبالتالي منع إنتشار أي فيروس سواء كورونا أو سواه.



الدكتور إيلي حدّاد


نفى الدكتور إيلي حدّاد، المتخصص في الأمراض الجرثومية والمعدية في مستشفى «أوتيل ديو دو فرانس»، أن تكون هناك حالات إصابة بفيروس كورونا لدى نساء حوامل في لبنان، «لذا لا معلومات وافية حول ما إذا كنّ أكثر عرضة للإصابة أم لا». مشيراً في حديثه لـ»نداء الوطن» إلى أن كل ما توافر من معلومات يصبّ في إطار دراسة صينية أجريت على 18 إمرأة في الفصل الثالث من الحمل، تبيّن من خلالها أن لا تأثير مضاعفًا لكورونا على الحمل، إنما تأتي العوارض مشابهة لعوارض أي شخص عادي».


لكن هل من تخوّف لنقل العدوى إلى الجنين؟


كلا، لا دليل إلى نقل العدوى إلى الجنين، إلا أن الإصابة ممكن أن تؤدي إلى ولادة مبكرة.


ما هي الإجراءات الطبيـة في هذه الحال؟


إن الإجراءات الطبية هي نفسها التي تتخذ تجاه أي إصابة، مع اتخاذ إجراءات وقائية مشددة أكثر في أثناء الولادة.


وهل من توصيات تجاه وقف الرضاعة الطبيعية؟


طالما أن كورونا، فيروس جديد لم تنته الدراسات حوله بعد، لا يمكن الحسم في موضوع الرضاعة وإمكان نقل العدوى من الأم إلى الطفل، إنما كطبيب متخصص في الأمراض الجرثومية والمعدية أنصح بعدم الرضاعة.

أمّا عن سبل الوقاية فلفت إلى أن الإجراءات هي مشابهة لتلك المعتمدة في حال الإحتكاك مع مصاب بالرشح:


  • غسل اليدين جيّداً خلال النهار

  • عدم الإحتكاك مع أي مصاب بالرّشح، والنوم في غرفة مستقلة في حال ظهور أعراض رشح على الزوج أو أي فرد من العائلة.

  • لا جدوى من استخدام القناع، لأنه في حال التعرض لرذاذ مصابٍ، سيؤدي لمسه أو تقويمه من قبل واضعه إلى نقل العدوى إليه.

  • لا جدوى من وضع قفازات طبية لأنه في حال نقل العدوى إليها ووضع اليد على الوجه من دون انتباه سنسهّل عملية نقل العدوى.

MISS 3