بشرتك حساسة؟

نصائح عند غسل اليدين المفرط

14 : 32

لكبح انتشار مرض "كوفيد - 19"، توصي جميع الهيئات الصحية الكبرى بتنظيف اليدين بشكلٍ مكثف ومتكرر. لكن قد يسبّب غسل اليدين المفرط مشاكل جلدية مثل الإكزيما أو داء الصدفية (Psoriasis). ما هي توصيات الخبراء لتجنب هذه الحالات؟


بدأ فيروس كورونا الجديد (SARS-CoV-2) في "ووهان"، الصين، ثم وصل إلى جميع قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وبما أن الفيروس جديد من الناحية العلمية، يتابع العلماء حتى الآن البحث عن طرقٍ للوقاية من المرض أو معالجته أو الشفاء منه بالكامل.طرحت معاهد مرموقة، مثل منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، توصياتها في هذا المجال، أبرزها غسل اليدين بعناية بمعقم غني بمواد كحولية أو بالماء والصابون.

الأمراض الجلدية وغسل اليدين

يُعتبر غسل اليدين من أكثر الطرق فاعلية لإبطاء انتشار الأمراض المعدية. لكن إذا كانت بشرتك جافة أو كنت مصاباً بأمراض جلدية مثل الإكزيما أو داء الصدفية، قد يؤدي غسل اليدين المفرط إلى تضرر البشرة وتقرّحها. حتى أن فرط استعمال الصابون ومعقم اليد يؤدي أحياناً إلى جفاف الجلد وتشققه لدى أصحاب البشرة السليمة.

توضح الدكتورة زينب لفتا، اختصاصية في الأمراض الجلدية ومتحدثة باسم "مؤسسة الجلد البريطانية": "قد يؤدي استعمال المعقمات وغسل اليدين بشكل متكرر إلى تجريد الطبقة الجلدية العليا من البروتينات. نتيجةً لذلك، يضعف الحاجز الجلدي ويرتفع خطر الإصابة بالتهابات. كذلك، قد يسبب الصابون التهاباً جلدياً حاداً على مستوى اليدين، وتترافق الحالة مع جفاف البشرة وتقشرها واحمرارها وحكة جلدية، لا سيما على مفاصل الأصابع وفي المساحات الفاصلة بينها".

لتجنب هذه المشاكل، توصي لفتا باستعمال مرطّب عادي: "يكون المصابون بأمراض جلدية سابقة أكثر عرضة للأضرار الجلدية. قد يستفيد هؤلاء الأشخاص من غسل اليدين بمرطّب يحتوي على عنصر مضاد للجراثيم مثل الكلورهيكسيدين وكلوريد البنزالكونيوم".

لكن تذكر دراسة جديدة أن معقمات اليد التي تشمل تلك المبيدات البيولوجية كانت أقل فاعلية من جل اليد الكحولي لاستئصال فيروس كورونا.

بالإضافة إلى ترطيب الجلد، من الضروي أن تجفف يديك جيداً. إنها خطوة أساسية لسببين: أولاً، من الأسهل أن تنتقل الجراثيم بين الأيادي الرطبة. ثانياً، يتمتع الماء بحد ذاته بأثر مجفف للبشرة لأنه يقلّص كمية الزيوت الطبيعية الجلدية حين يتبخر، ما يؤدي إلى إضعاف الحاجز الجلدي.

بشكل عام، أمامك خياران:

• اغسل يديك بالصابون أو بمرطّب مع الماء ثم رطّب بشرتك.

• استعمل معقم اليد الهلامي الكحولي ثم رطّب يديك لاحقاً، لأن ترطيب البشرة في الوقت نفسه قد يضعف الخصائص المضادة للميكروبات في معقم اليد.

يستطيع المرطّب الرغوي أن يصبح بديلاً عن الصابون من دون أن يجفف اليدين بالقدر نفسه. لذا قد يعتبر أصحاب البشرة المشققة هذا الخيار أكثر نعومة. في السياق نفسه، يوضح الدكتور عادل شيراز، اختصاصي في الأمراض الجلدية ومتحدث باسم "مؤسسة الجلد البريطانية"، لمجلة "ميديكل نيوز توداي": "إذا شعر المريض بالحاجة إلى استعمال جِل كحولي أو معقم (قد يزيد مخاطر الإكزيما ومشاكل جلدية أخرى)، يجب أن يدهن منتجاً مُطرّياً فوراً لمنع تهيّج البشرة".

خفّف تداعيات غسل اليدين

لا يريد الخبراء أن يثنوا الناس عن تطبيق التوجيهات الصحية الرسمية لتقليص مخاطر فيروس كورونا، أبرزها غسل اليدين. لكنهم يقدمون بعض النصائح لتخفيف تداعيات هذه العادة على البشرة المتضررة أصلاً:

• منتجات الترطيب أساسية لمعالجة التهاب بشرة اليد، فهي تسهم في معالجة البشرة الخارجية المتضررة وتحبس الرطوبة في داخلها. يجب أن يستعملها الناس بشكلٍ متكرر على مر اليوم أو كلما زاد جفاف البشرة.

• قد يكون استعمال المطرّيات بعد غسل اليدين مفيداً. يستفيد البعض من دهنها على اليدين خلال الليل تزامناً مع وضع قفازات قطنية.

• عند غسل الأطباق أو استعمال منتجات التنظيف أو فرك شعر الأولاد بالشامبو، يمكن حماية اليدين عبر ارتداء قفازات مطاطية أو لاتكس.

مثبطات المناعة

ترتبط المشاكل الجلدية أحياناً بعنصر مناعي. لذا قد يوصي الأطباء في حالات معينة بمثبطات مناعية مثل الميثوتريكسات والسيكلوسبورين. لكن يشعر البعض بالقلق ويتساءل عن حاجته إلى وقف أدويته.

يوضح شيراز: "لا تثبت أي أدلة وافية أن أخذ مثبطات المناعة يزيد خطر الإصابة بمرض "كوفيد-19" أو أن المرض يتخذ مساراً أكثر خطورة لدى هذه الفئة من الناس. لكن يجب أن نكتشف معلومات كثيرة بعد عن الفيروس ومن الضروري أن يلتزم الجميع بالتوصيات الحكومية".

تؤكد "الرابطة البريطانية لأطباء الجلد" على هذه الفكرة وتوضح أن الكريمات المستعملة لمعالجة المشاكل الجلدية، بالكميات المناسبة التي يوصي بها خبراء الجلد أو الأطباء، لن تضاعف على الأرجح مخاطر الإصابة بمرض "كوفيد-19" أو تزيد المرض سوءاً: "في الوقت الراهن، يفضّل معظم الناس متابعة علاجهم إلى أن تظهر أدلة مثبتة كي ترتكز عليها التوصيات الصحية. وأي قرار بشأن وقف العلاج يجب أن يراعي احتمال أن تتدهور نوعية البشرة. كذلك، قد تزيد صعوبة تلقي خدمات الرعاية الصحية خلال الأشهر المقبلة".

يضيف شيراز: "ما من جواب مؤكد لهؤلاء المرضى للأسف. لا بد من اتخاذ القرار المناسب بحسب معطيات كل حالة فردية. قد يؤدي وقف مثبطات المناعة إلى تفاقم المشكلة الصحية الكامنة. يجب أن نأخذ هذا الاحتمال بالاعتبار".

باختصار، يبقى غسل اليدين أساسياً لكن يجب أن يستعمل أصحاب البشرة الجافة أو المصابون بمشاكل جلدية مُطرّيات لتقليص الأضرار، أو يفكروا بشراء بدائل الصابون المُطَرّية.


MISS 3