أدوية الضغط والسكري تزيد خطورة أعراض "كورونا"؟!

10 : 33

قد يكون المصابون بارتفاع ضغط الدم والسكري أكثر عرضة لأعراض فيروس كورونا الحادة أو القاتلة بسبب طريقة عمل الأدوية التي يأخذونها!

يبدو أن الأدوية من فئة مثبطات الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين قد تغيّر خلايا الجسم بطريقة تُسهّل على فيروس كورونا نقل العدوى إليها والتسبب بمرض أكثر خطورة.

نشرت مجلة "ذا لانسيت" البريطانية المتخصصة بالطب التنفسي تقريراً عن دراسة تناولت ما يفعله فيروس كورونا للسيطرة على الخلايا البشرية التي يصيبها. لكن لا يعني ذلك أن يتوقف المرضى عن أخذ أدويتهم، بل يجب أن يستشيروا طبيبهم دوماً إذا ساورتهم أي شكوك.

نشر علماء من مستشفى "بازل" الجامعي في سويسرا ومن جامعة "سالونيك" اليونانية تلك المقالة، وشرحوا فيها أن فيروس كورونا يلتصق بالخلايا ويهاجمها عبر السيطرة على الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين 2.

يكتب الباحثون بقيادة الدكتور مايكل روث من جامعة "بازل": "تكشف البيانات أن التعبير عن الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين 2 يزيد لدى مرضى السكري، وأن تلقي علاج بمثبطات الأنزيم وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين يزيد التعبير عن الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين 2. نتيجةً لذلك، من الأسهل التقاط مرض "كوفيد - 19". لذا نفترض أن معالجة السكري وارتفاع ضغط الدم بهذه الأدوية تزيد خطر الإصابة بشكلٍ حاد أو قاتل من المرض. إذا تأكدت هذه الفرضية، قد تطلق جدلاً حول العلاج المناسب".

لكن يقول تيم شيكو من جامعة "شيفيلد" إن هذا التقرير لا يثبت وجود رابط بين الأدوية وارتفاع خطر الوفاة بسبب فيروس كورونا: "لا ينقل التقرير نتائج دراسة محددة، بل يتساءل بكل بساطة عن احتمال أن يزيد نوع من أدوية الضغط وأمراض القلب، أي مثبطات الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين، خطر الإصابة بعدوى خطيرة من "كوفيد-19". هو لا يطرح أي أدلة مؤكدة بل يدعو إلى استكشاف هذا الرابط. من الضروري إذاً ألا يجزم أحد بأن تلك المثبطات تؤدي إلى تفاقم المرض. لذا أوصي كل من يأخذ أدوية قلب بعدم التوقف عن أخذها أو تغيير العلاج من دون استشارة الطبيب أولاً. إذا أوقف المريض أدويته وتفاقم وضعه لدرجة أن يدخل إلى المستشفى تزامناً مع زيادة حالات "كوفيد - 19"، سيصبح أكثر عرضة للخطر وستزيد الضغوط التي يواجهها قطاع الرعاية الصحية".

تعليقاً على الموضوع، يقول الدكتور ديبندر جيل من صندوق الرعاية الصحية في جامعة "إمبريال كوليدج"، لندن: "لا تزال الأدلة ضئيلة حتى الآن، لذا من المبكر أن نستخلص الاستنتاجات حول أي رابط بين استعمال مثبطات الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 ومخاطر الإصابة بمرض "كوفيد-19". كذلك، لا تزال تداعيات وقف تلك الأدوية بسبب آثارها المحتملة على المرض غير معروفة. لذا من الأفضل أن يطبّق المرضى توجيهات الصحة العامة بدل أن يغيروا علاجهم من دون استشارة طبيبهم".

أجرى روث وزملاؤه بحثهم عبر تحليل دراسات أخرى عن مصابين بأشكال حادة من فيروس كورونا، واكتشفوا أن الأمراض الأكثر شيوعاً لدى هؤلاء المرضى شملت ارتفاع ضغط الدم (23.7%) والسكري (16.2%) وأمراض القلب (5.8%).

ومن خلال دراسة طريقة التصاق فيروس كورونا و"سارس" بالخلايا داخل الجسم، توصّل العلماء إلى فرضية عما تفعله أدوية الضغط لتسهيل عمل الفيروسات.

كذلك، قد يكون المصابون بالسكري وارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للخطر بسبب التغيرات الحاصلة في جيناتهم، ما يجعلهم يفرزون كمية إضافية من الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين 2 طبيعياً: "لهذا السبب، نفترض أن المصابين بأمراض في القلب أو بارتفاع الضغط أو السكري ومن يأخذون أدوية تزيد مستويات الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين 2 يصبحون أكثر عرضة لشكلٍ حاد من عدوى "كوفيد - 19"، وبالتالي يجب أن يخضعوا للمراقبة".