إختراع جديد يجعل كائنات السايبورغ أقرب إلى الواقع...

العلماء يزرعون جلداً بشرياً حياً حول إصبع آلي

02 : 00

ابتكر باحثون من جامعة طوكيو إصبعاً آلياً مُغطى بجلد بشري حي، بما يشبه قاتل السايبورغ الذي لعب دوره الممثل أرنولد شوارزنيغر في سلسلة The Terminator (المبيد). يهدف هذا المشروع إلى تصنيع روبوتات تشبه البشر الحقيقيين يوماً، ولو أن استعمالاته ستكون مختلفة. في 9 حزيران الماضي، ذكر خبير الهندسة البيولوجية الهجينة، شوجي تاكوشي، وزملاؤه في مجلة «ماتر» أن الروبوتات التي تحمل شكلاً بشرياً واقعياً تستطيع التفاعل مع البشر بسلاسة في مجالات الرعاية الصحية والخدمات.

لإجراء هذه التجربة، غطى تاكوشي وزملاؤه إصبعاً آلياً بخليط من الكولاجين وخلايا ليفية جلدية بشرية. استقر هذا الخليط في طبقة أساسية من باطن الجلد لتغطية الإصبع. ثم سكب فريق البحث سائلاً يحتوي على خلايا كيراتينية بشرية فوق الإصبع، فتشكّلت طبقة جلدية خارجية. بعد مرور أسبوعين، بلغت سماكة الجلد الذي يغطي الإصبع الآلي بضعة ميليمترات، بما يشبه سماكة الجلد البشري.كان الجلد المصنوع في المختبر قابلاً للتمطط وقوياً بما يكفي لتحمّل حركة ثني الإصبع الآلي. حتى أنه يستطيع مداواة نفسه: حين أحدث الباحثون شقاً صغيراً في الإصبع الآلي وغطّوه بضمادة مصنوعة من الكولاجين، قامت الخلايا الليفية في الجلد بدمج الضمادة مع بقية أجزاء البشرة خلال أسبوع.

تقول ريتو رامان، مهندسة في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» تقوم بتصنيع آلات عبر استعمال عناصر حية: «إنه بحث مثير للاهتمام وهو يعكس تقدّماً مهماً في هذا القطاع. تُعتبر المواد البيولوجية جاذبة لأنها تستشعر بيئاتها بطريقة حيوية وتتكيّف معها. أتمنى أن تظهر نسخة مستقبلية من جلد الروبوت الحي المخلوط مع الخلايا العصبية لجعل الروبوتات أكثر إدراكاً لمحيطها».

لكن لا يستطيع أي روبوت أن يرتدي هذه الطبقة الجلدية المصنوعة في المختبر بعد، فقد بقي الإصبع الآلي المغطى بالجلد منقوعاً في السكر، والأحماض الأمينية، وعناصر أخرى تحتاج إليها الخلايا الجلدية للصمود، طوال الوقت تقريباً. سيضطر أي روبوت أو سايبورغ يرتدي هذا الجلد لنقع نفسه في خليط من هذه المغذيات بشكلٍ متكرر أو استعمال مقاربة معقدة أخرى للعناية بالبشرة.


MISS 3