لفيروس"كورونا"... شكراً من القلب!

هيدا رأيي - بقلم الياس الشدياق

07 : 30

كتب الصحافي الرياضي الياس الشدياق: "قد يصدمكَ عنوان المقال للوهلة الأولى، ولكنني مصرّ عليه، نعم شكراً لفيروس "كورونا" الذي أعادنا الى أرض الواقع وأعاد معه كرة القدم الى تلك الرياضة التي نحبّ، رياضة الفقراء والشعب الطيّب وأطفال الأزقة الضيّقة، وليس رياضة رجال الأعمال و"البزنس" والأموال الطائلة.


في السنوات القليلة الماضية حصل تغيير جذريّ في كرة القدم، من خلال حجم الصفقات التي كانت تُعقد وأرقام العائدات التلفزيونية الهائلة، وحرمان شعوب عدّة من مشاهدة اللعبة الأولى في العالم بسبب حقوق البثّ التلفزيونيّ.

222 مليون يورو كلفة صفقة إنتقال البرازيلي نيمار من برشلونة الى باريس سان جرمان، لترتفع بعدها أرقام تعاقدات اللاعبين بشكل جنونيّ، بحيث باتَ على أيّ نادٍ دفع أكثر من مئة مليون يورو لضمّ لاعب قد يكون مستواه متواضعاً. كلّ ذلك أثر على نوعية اللعبة وقدرات اللاعبين، وتحوّلت كرة القدم من اللعبة الشعبية البسيطة الى رياضة يحتكرها بشكل كبير رجال الأعمال والاستثمارات الضخمة، بيد أنّ الأمور الآن ستتغيّر من دون شك بعد أزمة وباء "كورونا" الذي ضرب القارة الأوروبية تحديداً.

تعاني الأندية الأوروبية اليوم من أزمة إقتصادية حادّة مع توقّف قسريّ للمباريات والبطولات، وبقاء اللاعبين في الحجر الصحّي، وباشرت أغلبية هذه الأندية بتخفيض رواتب العاملين لديها مع طرح فكرة أن يشمل ذلك أيضاً رواتب اللاعبين، الأمر الذي قد يؤدّي الى مشاكل كبيرة مع هؤلاء، وخصوصاً النجوم منهم، في حال لم يتمّ إستيعاب الوضع الذي يمرّ به العالم بأسره من قبل جميع الأطراف المعنية.

هذه الأزمة ستؤثر أيضاً على قدرة الأندية الأوروبية على التعاقدات المقبلة، إذ قد لا نعود لنرى تلك الصفقات الكبيرة، فالأندية بحاجة الى وقتٍ لاستعادة عافيتها بعد زوال كابوس "كورونا"، وربّما ستلجأ حتى الى إعادة النظر بكلّ العقود التي وقعتها مع لاعبيها لتحسين ظروفها في الفترة المقبلة.

وهنا يطرح العديد من الأسئلة وأبرزها: هل سنشهد حركة خجولة في سوق الانتقالات الصيفية، أم أنّ الأندية التي تملك أموالاً كافية ستستفيد من هذا الوضع الصعب على غرار مانشستر سيتي وباريس سان جرمان وربما ريال مدريد؟

المهمّ من كل ذلك، أنّ ما قبل فيروس "كورونا" ليس أبداً كما بعده، إذ سيتبدّل كلّ شيء، أندية كبيرة قد تتراجع وتتأرجح لأسباب إقتصادية ومالية، ولكن ستبقى كرة القدم هي نفسها التي نحبّ".


MISS 3