النوم المنتظم يحسّن صحتك ويقوّيك

11 : 13

قد يكون التمسّك بنمط منتظم للنوم والاستيقاظ كفيلاً بحماية صحة الأيض! ربطت دراسة جديدة بين هذه العادة وتراجع احتمال نشوء عوامل الخطر التي تُسبب متلازمة الأيض، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستوى الكولسترول والبدانة.

تشير متلازمة الأيض إلى مجموعة من المشاكل الصحية التي تزيد خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، والجلطات الدماغية، وأمراض القلب، واضطرابات خطيرة أخرى.


حلّل الباحثون في أحدث دراسة الرابط القائم بين تغيّر نمط النوم ونشوء عوامل خطر أيضية بالنسبة إلى 2003 أشخاص يتراوح عمرهم بين 45 و84 عاماً، فرصدوا زيادة في احتمال نشوء عوامل الخطر الأيضية بنسبة 27 %، مقابل كل ساعة من التغيرات اليومية في موعد النوم أو مدته.

يقول عالِم الأوبئة «تياني هوانغ» الذي شارك في الإشراف على الدراسة: «كانت دراسات سابقة قد أثبتت وجود رابط بين قلة النوم وارتفاع مخاطر البدانة والسكري واضطرابات أيضية أخرى». لكن لم توضح تلك الدراسات ما إذا كان عدم انتظام نمط النوم ومدته جزءاً من العوامل المؤثرة أيضاً.


يضيف «هوانغ»: «كشف بحثنا عن تضاعف الأثر الأيضي المعاكس، مقابل كل ساعة من التغيرات الليلية في موعد النوم أو مدته خلال الليل، وذلك رغم مراعاة مدة النوم وعوامل أخرى مرتبطة بأسلوب الحياة».

تبرز خمسة عوامل خطر من شأنها أن تُسبب متلازمة الأيض. يمكن أن يحمل الشخص عامل خطر واحداً، لكنه سيتأثر في هذه الحالة بعوامل أخرى على الأرجح. يُشخّص الطبيب متلازمة الأيض عند رصد ثلاثة عوامل خطر على الأقل.



في الدراسة الأخيرة، ارتكز الباحثون على التقرير الثالث لـ»برنامج التوعية بشأن الكولسترول وهيئة علاج الراشدين» لتعريف عوامل الخطر الأيضية، أبرزها ما يلي:

• محيط الخصر: 102 سنتم للرجال، و88 سنتم للنساء وما فوق.

• مستوى الشحوم الثلاثية في الدم: 150 ملغ/ديسليتر وما فوق.

• مستوى الكولسترول الجيد: أقل من 40 ملغ/ديسليتر للرجال، أو أقل من 50 ملغ/ديسليتر للنساء.

• ضغط الدم: 130/85 ملم زئبق وما فوق، أو تلقّي علاج لارتفاع ضغط الدم.

• غلوكوز الدم على الريق: 100 ملغ/ديسليتر وما فوق، أو تلقّي علاج لمرض السكري.


يقيس حجم الخصر البدانة المركزية. قد يؤدي تراكم كمية فائضة من الدهون حول منطقة المعدة، إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، أكثر مما يحصل عند تراكم الدهون حول الوركين أو أجزاء أخرى من الجسم.

يساهم الكولسترول الجيد من جهته في إبعاد الكولسترول عن الشرايين. إذا لم تكن كميته كافية، قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.

يشير ضغط الدم إلى مستوى الضغط على جدران الشرايين نتيجة ضخ الدم في القلب. إذا ارتفع هذا الضغط وبقي مرتفعاً، يسهل أن تتراكم الصفائح في الشرايين، ما يؤدي إلى تضرّر القلب.

حين يصل مستوى غلوكوز الدم على الريق إلى 100 ملغ/ديسليتر، قد يكون الوضع مؤشراً مبكراً على مرض السكري، علماً أن خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات أخرى على مستوى القلب والأوعية الدموية يرتفع بدرجة ملحوظة تزامناً مع السكري.



رابط سببي

استعمل الباحثون بيانات مأخوذة من رجال ونساء شاركوا في «دراسة متعددة الانتماءات العرقية عن تصلب الشرايين» أجراها «المعهد القومي للقلب والرئة والدم». بين عامَي 2010 و2013، وضع المشاركون على معصمهم أجهزة تعقّب، لمراقبة دورات الراحة والنشاط طوال سبعة أيام. سجلت تلك الأجهزة نشاط النهار والنوم على مرّ أسبوع. في تلك الفترة، احتفظ الرجال والنساء أيضاً بمذكرات عن نمط نومهم، وملؤوا استبيانات عن أسلوب حياتهم وعادات نومهم ومعلومات صحية أخرى. بلغت فترة المتابعة ست سنوات، حتى عامَي 2016 و2017، وقد رصد خلالها الباحثون أي «اختلالات أيضية» محتملة.

كشف التحليل أن الأفراد الذين سجلوا أبرز تغيير في موعد النوم ومدّته كانوا الأكثر عرضة لعوامل الخطر الأيضية أيضاً. كذلك، بدا وكأن هذا الرابط لا يتعلق بمتوسط مدة النوم. حين حلّل الباحثون البيانات التي جُمِعت في فترة المتابعة، اكتشفوا الرابط نفسه. كان المشاركون الذين سجلوا أبرز تغيير في موعد النوم ومدته، أكثر عرضة للمشاكل الأيضية في المراحل اللاحقة. صحيح أن هذه النتيجة لا تثبت صحة الرابط القائم بين عدم انتظام أنماط النوم ومتلازمة الأيض، لكن يعتبر الباحثون أنها تدعم الفكرة التي تؤكد على وجود ذلك الرابط. في النهاية، تقول «سوزان ريدلاين» التي شاركت في الإشراف على الدراسة: «تكشف نتائجنا أن الحفاظ على جدول نوم منتظم له آثار أيضية مفيدة».


MISS 3