تاريخ شحتول وعائلاتها لـ جوزف كلّاس

04 : 30

يلقي كتاب الأستاذ جوزف كلّاس "تاريخ شحتول وعائلاتها" الضوء على تاريخ بلدة شحتول والعائلات التي تقطنها، مستنداً إلى وثائق ومستندات رسميّة، ومحدّداً الدافع الأساسي الذي حثّه على الكتابة، وهو رغبته بأن يُطلِعَ أبناء قرية شحتول على جزء من تاريخهم، فيتعرّفون إلى أسماء أجدادهم، "واستخراج ما طُمر من تاريخ هذه القرية المميّزة، ونقلها وتوثيقها واستثمارها في تنمية المجتمع الشحتولي إجتماعياً وثقافياً". تناول كلّاس في كتابه أصل إسم شحتول ومعناه وعائلاتها، وتتّبع بداية السكن في القرية، فعاد إلى أقدم وثيقة عثمانيّة في 1530 وورد فيها اسم شحتول التي كانت عبارة عن مزرعة غير مأهولة.

ثم عرض وثيقة تاريخيّة مخطوطة تعود إلى العام 1867، وهي عبارة عن أول إحصاء رسمي سكاني للذكور تمّ إجراؤه بناءً على أمر المتصرّف داود باشا، وتناول العائلات التي كانت تسكن القرية، محدّداً أسماء الذكور وأعمارهم وألقابهم والعلامات الفارقة التي كانت تميّزهم. كذلك، عرض وثيقة ثانية تعود للتاريخ نفسه، وتعدّد الذكور الذين نزحوا من شحتول والأماكن التي استوطنوها. وأشار المؤلّف إلى كنائس القرية والنادي الرياضي فيها ومدرستها الرسمية ومبنى البلدية ودير الراحة التابع لجمعيّة مار منصور وأخوية الحبل بلا دنس. وعرض لمخطوط يعود للعام 1862 يؤرّخ لأول عملية شراء أرض لآل كلّاس من مشايخ آل الخازن. كذلك، ذيّل كتابه بملحق مهمّ بالخرائط وملحق آخر بالوثائق. ويعتمد المؤلّف في العرض والبحث أسلوب كتابة سلساً، وواضح العبارة بعيداً عن التعقيد يجعل عمليّة القراءة أسهل، ويضيف للقارئ معلومات مهمّة وجديدة.

الأستاذ جوزف كلاس لبناني في الصميم، وربّ عائلة فاضل، عرفته انساناً مندفعاً ومقداماً، وموظفاً متفانياً في الفرع الثاني من كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانيّة، لم يتذمّر يوماً من عمل أُسنِدَ إليه، ولم يبخل عن تزويد اﻹدارة بنصائح تتعلق بمصلحة الكلية وطلابها. وضع كلّاس كتابًا عن القرية التي احتضنت عائلته مع اندلاع الحرب اللبنانيّة العام 1975، فهي الحاضنة التي عشقها، وقد عبّر عن عشقه هذا في مقدمة كتابه: "هذا العمل هو عربون وفاء مني لقرية أحببت أهلها الطيبين المضيافين والكرماء، وعشقت تلالها الخضراء، المجاورة لأشجار السنديان المتنوعة والحاضنة لها".