التدخين يحمي من فيروس كورونا؟

04 : 40

تتعدد مضاعفات فيروس كورونا، أبرزها الالتهاب الرئوي. ومن المعروف أن التدخين يسيء إلى الرئة أيضاً، لكن يكشف بحث جديد أنه قد يعطي أثراً واقياً ضد "كوفيد-19"! يتكلم خبير الأمراض المعدية المرموق في جامعة "كوليدج لندن"، فرانسوا بالو، عن وجود أدلة "قوية على نحو غريب" حول هذا الادعاء.

أجرت "المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها" دراسة لمراقبة أكثر من 7 آلاف مصاب بفيروس "كوفيد-19". فحلل باحثون من جامعة "نيويورك" ومن جامعة "غرب إفريقيا" في اليونان 13 تقريراً صينياً. بلغت نسبة المدخنين في عيّنة من 5300 مريض 6.5%.

يقول الباحثون: "لا يدعم هذا التحليل الأولي الفكرة القائلة إن التدخين المتواصل عامل خطر لدخول المستشفى بسبب "كوفيد-19". بل إن ملاحظاتنا تشير إلى تراجع أعداد المدخنين بين المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة (1.3%)، ما يدعم الفرضية القائلة إن النيكوتين قد يعطي أثراً إيجابياً ضد "كوفيد - 19".

لكن يبقى التحليل محدوداً على بعض المستويات، إذ لم يراجع علماء آخرون مثلاً هذا التقرير بعد. ولا تزال البيانات المستعملة محدودة، لذا يعترف الباحثون بضرورة التأكد من دقة المعلومات حول عادة التدخين لدى المرضى.

تعليقاً على التقرير البحثي الأخير، يقول بالو: "صحيح أن تصميم الدراسة ليس مثالياً ويعترف الباحثون بحدود دراستهم، لكنّ الأدلة على أثر التدخين (أو النيكوتين) الواقي ضد "كوفيد - 19" تبدو قوية على نحو غريب. حتى أنها أقوى بكثير من أي دواء آخر خضع للتجارب حتى هذه المرحلة".

لكن لم يقتنع جميع خبراء الطب بهذه الفرضية، لذا سلّط البعض الضوء على عيوب الدراسة. يقول البروفيسور براون من جامعة "كوليدج لندن": "يصعب أن نقيّم دقة تسجيل عادة التدخين في أي وباء ناشئ. كان وضع عدد كبير من هؤلاء المرضى سيئاً لدرجة ألا يتمكنوا من إعطاء أجوبة صادقة بالكامل".

يوافقه الرأي طبيب سابق في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية ومُحاضر في جامعة "إيست أنغليا"، فيقول: "يتعلق تفسير معيّن بعدم دخول أعداد كبيرة من المدخنين إلى المستشفى. لكن يشير هذا الوضع أيضاً إلى ميل الأطباء المنشغلين لأقصى الدرجات في هذه الظروف إلى عدم إتمام استجواب المرضى بالشكل الذي يفعلونه في الظروف العادية".

ينفي باحث آخر هذه الفكرة من أساسها. يقول جايسون شيلتزر الذي يعمل في مختبر "كولد سبريغ هاربور" في نيويورك: "لا أؤمن بوجود أي أدلة مقنعة على أثر التدخين الواقي ضد فيروس كورونا". بحسب أحدث معطيات "مكتب الإحصاءات الوطنية"، يدخّن حوالى 7.2 ملايين شخص السجائر في بريطانيا. صحيح أن العدد تراجع بنسبة 5% منذ العام 2011، لكنه لا يزال مرتفعاً نسبياً. لذا تصرّ هيئة الخدمات الصحية الوطنية على قناعتها القائلة إن "كل سيجارة ندخّنها تبقى مُضرّة في جميع الظروف".


MISS 3