حركة غريبة في نواة الأرض

02 : 00

لا يمكن دراسة نواة الأرض مباشرةً، لكن قد تسمح الموجات الزلزالية المشتقة من الهزات الأرضية في آخر ستة عقود للعلماء برصد التغيرات الحاصلة في الأعماق.

لطالما كانت نواة الأرض الداخلية غامضة لأننا لا نملك طريقة مباشرة لتحليلها. نواة الكوكب هي عبارة عن كرة حمراء ساخنة من الحديد والنيكل بحجم كوكب صغير.

يحلل كريس فينلي، أستاذ في المغناطيسية الأرضية من معهد الفضاء الوطني في الدنمارك، مجال الأرض المغناطيسي وسبق واستعمل بيانات الأقمار الاصطناعية لدراسة الجهة الداخلية من الأرض. هو يقول إن النواة الداخلية هي أكثر جزء مجهول من مكوّنات الأرض. حتى أننا نعرف عن الشمس أكثر مما نعرف ما يحصل في هذا الموقع، نظراً إلى وجود 5 آلاف كلم من الصخور والمعادن السائلة التي تفصل بيننا.

يعني ذلك ضرورة أن نتكل على ملاحظات غير مباشرة عن حقل الأرض المغناطيسي أو بيانات مأخوذة من أحداث زلزالية تحصل في العمق.

نشر العلماء الصينيون نتائجهم حديثاً بعد دراسة هذا النوع من الموجات الزلزالية في المجلة العلمية «ناتشر جيو ساينس». حلل العلماء بيانات جُمِعت على مرّ ستة عقود من زلازل متنوعة مرّت بطبقات داخلية من كوكبنا، وركّزوا بشكلٍ خاص على توقيت تنقّل الموجات الزلزالية. هم يزعمون أنهم توصلوا إلى اكتشاف غريب قد يطلق جدلاً محتدماً ومتواصلاً حول حركة نواة الأرض.

برأي العلماء من جامعة بكين، كشفت الموجات أن نواة الأرض الداخلية راحت تدور بإيقاع أسرع بقليل من وشاحها وسطحها خلال الفترة التي سبقت العام 2009. لكن عند تعقّب حركة دوران الوشاح وبقية السطح في المرحلة اللاحقة، يبدو أن النواة تباطأت قليلاً. هم يظنون الآن أنها تباطأت بما يكفي كي تتحرك في اتجاه معاكس.

يقول العلماء أيضاً إن النواة سبق وشهدت هذه التغيرات. هم لاحظوا تغيراً آخر في الموجات الزلزالية في بداية السبعينات، ما يعني أن ذلك التباطؤ قد يكون جزءاً من نمطٍ تبدأ فيه النواة الداخلية بالدوران في الاتجاه الآخر كل سبعة عقود تقريباً.

لكن تختلف استنتاجاتهم عن الأبحاث السابقة في هذا المجال. في العام 2004، استنتج علماء من جامعة كولومبيا أن النواة كانت تدور بوتيرة أسرع من سطح الأرض، مع أن باحثين آخرين في العام 2011 اكتشفوا أنها تدور بوتيرة أبطأ بكثير ممّا كانوا يظنون.

وفي العام 2021، ذكر علماء فيزياء الأرض من جامعة جنوب كاليفورنيا أن النواة الداخلية تتحرّك وفق دورة مدتها ست سنوات في اتجاه واحد، ثم تطلق دورة أخرى مدتها ست سنوات في الاتجاه المعاكس.

نتيجةً لذلك، لا تزال النظرية الجديدة حول مدة السبعين سنة محط جدل. يظنّ كريس فينلي أن أحداً لا يستطيع طرح تفسير كامل قبل جمع معلومات إضافية عن هذا الموضوع: «هذا المسح هو جزء من مسار طويل نحاول فيه معرفة المزيد عن هذه المساحة الخفية من كوكبنا. لكن تكثر المعلومات التي لم نكتشفها بعد».


MISS 3