رمال جوني -

آلاء سلمان "إبنة الرسمية" الأولى في الإنسانيات

7 آب 2023

02 : 00

الطالبة آلاء سلمان

على الرغم من الانتكاسات التي رافقت العام الدراسي من إضرابات واعتصامات وغيرها، إلّا أن المدرسة الرسمية لا تزال صامدة. هذا ما سجّلته نسبة نجاح طلابها في الامتحانات الرسميّة.

في السنوات الأخيرة، كثر الحديث عن نزوح كبير من التعليم الرسمي الى الخاص، غير أنّ مصادر تربوية أكدت عكس ذلك، مشيرة إلى أنّ غالبية المدارس الرسمية «مفوّلة» ولا مقاعد شاغرة داخلها، والرهان على تعديل رواتب الأساتذة، يكذّب مياه المراهنين.

ففي نتائج الامتحانات الرسمية، نجحت آلاء سلمان في تلميع صورة المدرسة الرسمية، إذ حازت المرتبة الأولى في لبنان في فرع الآداب والإنسانيات. بدت واثقة من نتيجتها، «الشاطر لا خوف عليه»، لافتة إلى أنها «بذلت جهداً مضاعفاً لتقول إنّ «الإرادة هي سرّ النّجاح». وقالت الطالبة في مدرسة الإمام موسى الصدر في صور إنّ «النجاح يحتاج إلى تعب وثقة ومتابعة وإصرار، وهذا ما قمت به». وثقت آلاء بقدراتها فكثّفت ساعات الدراسة، وطالعت بشكل معمّق، وكانت النتيجة: الأولى في لبنان. لم تكن تتوقّع هذه المرتبة، مع يقينها أنها ستحوز درجة عالية، إلا أنها تفوّقت «مع مرتبة الشرف».

في منزلها ببلدة معركة قضاء صور، تمضي يومياتها، تُخيّم البهجة على والديها «الفرحة لا توصف»، قالت الوالدة التي توزّع الحلوى، في حين تتلقى آلاء التهنئة من الرفاق والأساتذة، حتى أنها تلقت اتصالاً من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، ومن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عبّاس الحلبي. علامات السعادة تبدو واضحة على وجهها، لا تفارقها ابتسامة الثقة، التي دفعتها لتحقق ما سعت إليه «كنت على يقين أنني سأحصد نتيجة مميزة، وأن تعبي لن يذهب سدى».

وأضافت: «رغم الظروف التي مررنا بها، حوّلنا الصّعاب إلى نجاح وتميّز». معدّلات النجاح في المدارس الرسمية تحديداً، كانت لافتة، إذ لامست الـ90%. نسبة لم تكن بعيدة كثيراً عن المدارس الخاصة». ورأت أنّ «الجهود المضاعفة التي بذلها الأساتذة من أجلنا، ومتابعتنا بشكل دائم حتى آخر يوم قبل الإمتحان، أكّدت أنّ طلاب المدرسة الرسمية لا يقلّون كفاءة وتميّزاً عن غيرهم من الطلّاب».

برهنت آلاء كما كلّ طلاب المدرسة الرسمية، عن القدرة على تحدي الصعوبات، فقالت: «راهنوا على سقوط المدرسة الرسمية، ولكن نتائجنا المميزة أكدت أنّها لا تزال رائدة، بفضل الأساتذة والإدارة». وأشارت إلى أنّ «النتيجة التي حازتها عوّضت كل سنوات الدراسة، وهي ختام مرحلة تعليمية وبداية مرحلة أخرى». تفكر في التخصّص بالترجمة «تدرس خياراتها جيّداً لأنّ قرارها يحدّد مستقبلها». وتعتقد أنّ «طريق النجاح يبدأ بخطوة، وعلى كلّ طالب أن يطوّر طاقته وقدراته بنفسه، وأن يسعى ليحقّق التغيير المنشود في الواقع التعليمي».

مرّة جديدة، تثبت المدرسة الرسمية مدى صمودها، ومعها تؤكّد الفتيات أنهنّ قادرات على صناعة التغيير والتميّز، إذ كان واضحاً أنّ غالبية المتقدّمات للإمتحانات الرسمية من الطالبات، ما يشير إلى تعزيز دور المرأة في المستقبل، لذلك تشدد على أن «المرأة هي العمود الفقري لأي تطوير، وقدرتها على صناعة الفرق في كل المجالات».


MISS 3