خاص - وفد العشائر في مديرية المخابرات: حادثة القادرية وراءنا

02 : 00

أجهض الجيش ودار الفتوى والعشائر العربية في البقاع كل المحاولات التي دأب عليها المصطادون في الماء العكر، لايجاد شرخ بين المؤسسة العسكرية والعشائر على خلفية المداهمات التي نُفذت في القادرية في البقاع الغربي، على أثر إشكالات وقعت بين أفراد من العشائر والجيش اللبناني، أدّت الى مقتل شخصين بعد مصادرة شاحنة إسمنت.

وعلمت «نداء الوطن» أنّ «وفداً من العشائر العربية زار قيادة الجيش واستقبله مدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي لمعالجة تداعيات حادثة القادرية، وفي مبادرة معبّرة وحريصة من دار الفتوى انتدب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط ليترأس الوفد، للاستماع الى حقيقة ما حصل والاطلاع عن كثب على مجريات الأمور والدور الذي يضطلع به الجيش في سهره الدائم على حفظ الامن والاستقرار، بعدما حاول البعض ايجاد شرخ بين العشائر والجيش من دون ان ينجح في مبتغاه».

وقال مصدر شارك في الاجتماع إنّ «الشيخ عريمط أكد في خلال الاجتماع بما يمثل، على الثقة الكبيرة بالجيش باعتباره الضمانة للجميع، وكونه وحده يستطيع وضع حد للسلاح المتفلت، ولا أحد يستطيع أن يكون بديلاً عنه، وأنّ دار الفتوى لا تغطي أي خارج عن القانون أو مخل بالأمن».

كما تحدث شيخ عشائر العرب جاسم العسكر مطولاً في الاجتماع، مؤكداً «الايمان بالجيش ودوره، وأنّ لا أحد يستطيع المزايدة على محبتنا للمؤسسة العسكرية التي هي درّة تاج الأمن القومي اللبناني، ونحن حريصون على منع دخول طابور معادٍ لأنّنا حريصون جداً على الامن والاستقرار والسلم الاهلي»، وقال إنّ المتهم خالد العسكر الذي قام بحجز الشاحنة عمله فردي لا يعمم على العشيرة، والمشاكل التي تحصل مع الجيش نادرة جداً وعرضية ونحن نلتزم القانون ولا أحد فوق القانون».

وأوضح المصدر أنّ «مديرية المخابرات قدمت خلال الاجتماع عرضاً لمجريات ما حصل، اذ إنّ قوة من الجيش كانت تنفذ مهمة أمنية بهدف منع التعديات على الناس، وتعرّضت لاطلاق النار، وأنّ المطلوب خالد العسكر كرر تعدياته وصولاً إلى التهديد بمواجهة الجيش بخمسمائة مقاتل تحت قيادته، وسبق وتم انذاره لأكثر من مرة للكف عن تعدياته لا سيما فرض الخوات على الناس من العابرين وأصحاب المحال، وصولاً إلى قيامه بدور مشبوه وخطير تمثل في التعدي على بلدات مجاورة في عملية تحريض طائفي بين المسلمين والمسيحيين وخاصة في بلدة المنصورة، وبعدما تكونت قناعة لدى مديرية المخابرات بوجوب وضع حدّ لهذه الحالة الشاذة واستئصالها من منطقة البقاع الغربي المعروفة بالتآخي والعيش المشترك الواحد، وحتى لا تكبر هذه الظاهرة وينتج عنها ولادة عصابات مماثلة للتعدي والقتل، قام الجيش بعملية واسعة لقطع دابر الفتنة والاستباحة ومنع استمرار التفلت».

وأشار المصدر إلى أنّ «عرض مديرية المخابرات لفت إلى أنّ الجيش نفذ منذ حوالى ثلاثة سنوات وحتى الآن 1765 مداهمة سقط في خلالها 41 مطلوباً، وحصلت حوادث جانبية نتج عنها اصابات عادية، وبطبيعة الحال تحصل بعض الأخطاء خلال تنفيذ المهام ونتيجة لكثافتها، لأنّ من لا يخطئ هو من لا يعمل، ولكن لا يعني ذلك التراجع، فلا شيء يمنع الجيش من متابعة تنفيذ مهماته، كما أنّ الجيش يجري دائماً تحقيقات وتقييماً لكل عملية وتتخذ الاجراءات المناسبة».

وكشف المصدر أنّ «ما طلبه الوفد هو اجراء تحقيق شفاف بما حصل خلال العملية الأمنية في القادرية، واحتضان أهالي الذين قتلوا أو أصيبوا، وكان تأكيد من مديرية المخابرات على القيام بمبادرات من شأنها طمأنة الجميع والوقوف على خاطر الأهالي الذين اتخذ المطلوب خالد عسكر منهم ومن أبنائهم دروعاً بشرية جراء محاولة تخفيه بين الناس الأبرياء العزّل».


MISS 3