كييف تُحرّر قرية روبوتين الاستراتيجية

بوتين يُعلن الحرب على "الدولار" أمام "بريكس"

02 : 00

بوتين متحدّثاً عبر الفيديو أمام قمّة "بريكس" أمس (أ ف ب)

تزداد المواجهة بين موسكو والغرب حدّة يوماً بعد يوم، إنطلاقاً من الحرب في أوكرانيا مروراً بسياسة احتواء «الدب الروسي» عبر توسيع حلف الناتو وتطويق روسيا من الجهة الغربية، وصولاً إلى ملفات عدّة شائكة، لا سيّما تلك الاقتصادية والتجارية والمالية والنقدية. وفي هذا السياق، أعلن «القيصر» الروسي فلاديمير بوتين في كلمة عبر الفيديو خلال افتتاح قمة مجموعة «بريكس» في جوهانسبرغ، الحرب على الدولار الأميركي، زاعماً أن حصة الدولار في تعاملات «بريكس» تراجعت، وأن الحدّ من الاعتماد عليه مستمرّ و»لا تراجع عنه»، بينما استبعدت واشنطن تحوّل المجموعة إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر، مشيرةً إلى التباينات في وجهات نظر أعضائها.

وإذ زعم بوتين أن حصة الدولار في تعاملات دول «بريكس» تراجعت إلى 28 في المئة، ادّعى أن بنك التنمية التابع للمجموعة سيُمثل «بديلاً لمؤسّسات التمويل الغربية»، متّهماً «دولاً غير مسؤولة» بالضغط على الأسواق ما تسبّب في التضخّم الذي يشهده عدد من البلدان والأثر السلبي على الاقتصاد العالمي، فيما رأى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن الأساليب الحمائية الاقتصادية والإجراءات الأحادية «تُقوّض النمو العالمي».

وبالإضافة إلى مسألة توسيع مجموعة «بريكس»، التي تضمّ البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، يُناقش جدول أعمال القمة أيضاً تعزيز استخدام العملات المحلّية للدول الأعضاء، لكن المنظّمين في جنوب أفريقيا أوضحوا أنه لن تجري مناقشة مسألة عملة لـ»بريكس»، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.

في المقابل، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيدعو إلى إصلاحات في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من شأنها أن تخدم حاجات البلدان النامية بشكل أفضل خلال قمة «مجموعة العشرين» المقرّرة في نيودلهي الشهر المقبل.

ووصف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان المؤسّستَين بأنهما «فعّالتان وشفّافتان» خلافاً لمبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقتها بكين، وهو برنامج عمره 10 سنوات ويهدف إلى تعزيز مكانة الصين في التنمية العالمية، يشمل بنى تحتية كبيرة وقروضاً صناعية للدول الفقيرة.

وكشف أن بلاده ستُقدّم مقترحات في نيودلهي من شأنها زيادة قوّة الإقراض للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بحوالى 200 مليار دولار، في حين وصف الأوضاع في ساحة المعركة في أوكرانيا بأنها «دينامية». وتحدّث سوليفان عن هجمات روسية في أماكن معيّنة وهجمات أوكرانية في أماكن أخرى، مؤكداً أن كييف «تُحقّق مكاسب».

ووصف سوليفان الهجوم الأوكراني المضاد بأنه منهجي ومتأقلم مع التحدّيات، معتبراً أن على القادة العسكريين الأوكرانيين أن يُقاتلوا «بشكل مستدام» لكي يتمكّنوا من الضغط على القوات الروسية على المدى الطويل. وأكد أن الولايات المتحدة «مستمرّة بدعم أوكرانيا في هجومها المضاد».

ميدانيّاً، حرّرت القوات الأوكرانية قرية روبوتين الاستراتيجية في جنوب شرق البلاد، وذكرت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار أن «الجنود الأوكرانيين يُنظّمون إجلاء المدنيين بعد دخولهم إلى روبوتين، لكنّهم ما زالوا يتعرّضون لإطلاق النار من القوات الروسية».

وتقع القرية على بُعد 10 كيلومترات إلى الجنوب من بلدة أوريخيف على خط المواجهة في منطقة زابوريجيا، على طريق مهمّ في اتجاه توكماك، وهي محور للسكك الحديد والطرق البرّية تحتلّه روسيا. ومن شأن استعادة السيطرة على توكماك أن يكون علامة فارقة، إذ تضغط القوات الأوكرانية جنوباً في اتجاه بحر آزوف في إطار حملة عسكرية تهدف إلى تقسيم قوات الاحتلال الروسية.

في الغضون، أعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت «طائرتَين مسيّرتَين هجوميّتَين» فوق منطقة موسكو، في وقت رجّحت فيه الاستخبارات العسكرية البريطانية أن يكون الهجوم الذي استهدف مطاراً في عمق الأراضي الروسية بطائرة مسيّرة الإثنين قد تسبّب بتدمير قاذفة بعيدة المدى من طراز «تو 22 إم 3». بالتزامن، ادّعت موسكو تدمير زورقَين حربيَّين أوكرانيَّين في البحر الأسود.


MISS 3