جاد حداد

Soulcatcher... لا تشويق ولا متعة

26 آب 2023

02 : 00

يحمل فيلم الحركة والتشويق البولندي الجديد Soulcatcher (قابض الأرواح)، على شبكة «نتفلكس»، توقيع المخرج دانيال ماركوفيتش الذي شارك في كتابة السيناريو إلى جانب ديفيد كواليوفيتش، وهو من بطولة بيوتر ويتكوسكي، وجاسيك كومان، وجاسيك بونيدزياليك، وماريوس بونازيوسكي، وألكسندرا أدامسكا، وفانش لوثرا. يمتدّ الفيلم على 98 دقيقة.

يعمل «كيل» و»بيوترك» في شركة عسكرية خاصة كمرتزقة، وهما يستلمان مهمة تقضي باسترجاع سلاح تجريبي يُحوّل ضحاياه إلى آلات قتل وحشية. لكن عندما يقع شقيق «كيل» ضحية هذه الآلة، يسعى هذا الأخير إلى الانتقام من المذنبين.

حين يبدأ أي فيلم حركة وتشويق بحادثة مؤسفة مثل موت شخص مقرّب من بطل القصة، يسهل أن نتوقّع تطوّرات محتدمة. تحتدم الأحداث فعلاً في هذا الفيلم، إذ تكثر مشاهد القتال وإطلاق النار ومظاهر الدم والموت. في الوقت نفسه، سنشاهد تلك الآلة الغريبة التي تُحوّل الناس إلى وحوش قاتلة ومتعطشة للدم، ولا شيء يستطيع إيقافها إلى أن تقتل أحداً.

قد توحي القصة الأولية بأن مشاهد الحركة اللاحقة ستكون عالية المستوى، لكن سرعان ما يتّضح أن الحبكة تفتقر إلى العمق وتكتفي بعرض أكبر عدد ممكن من مشاهد الحركة الصاخبة والفارغة المضمونة. ترتكز أفكار الحبكة الأساسية في الفيلم على موت شخص قريب من البطل بطريقة مأسوية، ثم يشعر هذا الأخير برغبة فائقة في الانتقام لكن يخونه أشخاص يوحون للوهلة الأولى بأنهم جديرون بالثقة.



إنها قصة مألوفة ومبتذلة ومن الواضح أن صانعي العمل لم يبذلوا أي جهد حقيقي للخروج من هذه الخانة. رغم استعمال آلة قتل سابقة لعصرها كمحور للقصة، يبقى العمل رديئاً جداً. قد يكون هذا الجهاز الغريب الجانب الوحيد القادر على إثارة اهتمام المشاهدين. أما الجوانب الأخرى، فهي تقتصر على ما نشاهده في أي فيلم حركة عادي. تتعدّد مشاهد القتال والأسلحة وترتكز الأحداث على حبكة الانتقام. لكن تفتقر مشاهد الحركة إلى الجودة وتكثر الشوائب فيها. وحتى الصور المنشأة بالحاسوب تُعتبر مريعة وشبه مضحكة، وتبدو الطلقات النارية والأسلحة مزيّفة لأقصى حد. هذه العيوب كلها تُخرِج المشاهدين من أجواء القصة لأن جميع جوانب العمل لا تعطي المفعول المنشود.

تصل معظم المشاهد إلى نهاية متوقعة أكثر من اللزوم. قبل أن يتعلّق المشاهدون بالأحداث والشخصيات، سيشاهدون حلاً سريعاً للمشاكل من دون أن يتسنى لهم التعمق بما يحصل. في غضون ذلك، تبدو الشخصيات سطحية جداً ويصعب على المشاهدين أن يهتمّوا بمصيرها. هي لا تحصل على خطوط سردية مناسبة لتطوير الأحداث بطريقة جاذبة. قد لا يكون هذا الفيلم من النوع الذي يتعلق به الناس، لكنّ عجز المشاهدين عن التعرف إلى شخصيات العمل هو فشل بحد ذاته.

خلال اللمحات القصيرة التي يعرضها الفيلم عن الشخصيات، يقدّم الممثل بيوتر ويتكوسكي دوره على أكمل وجه. ويبدو أداء الممثلين الآخرين جيداً أيضاً، مع أننا لن نتعرّف إلى أي منهم. لا تُعتبر أي شخصية مثيرة للاهتمام أو مميزة. يكتفي الجميع بتبادل إطلاق النار ويعبّرون عن اهتمامهم ببعضهم البعض. ثمة جانب رومانسي أيضاً لسبب غريب، إذ تنشأ هذه العلاقة بلا مبرر ولا تصل إلى أي مكان في نهاية المطاف. كذلك، تبدو دبلجة الأصوات مريعة في بعض المشاهد، لا سيما حين تتكلم الشخصيات باللغة الإنكليزية، وهو أمر لم يكن ضرورياً.

باختصار، يفتقر فيلم الحركة إلى أي عوامل جاذبة، مع أنه يهدف في الأساس إلى تقديم محتوى مشوّق أو صاخب. تتعدّد التحوّلات المفاجئة في الأحداث، لكن تبقى مشاهد الحركة سيئة. تكثر أفلام الحركة التي تتفوّق على هذا العمل. قد لا تكون منطقية دوماً، لكن تبقى مشاهدتها ممتعة على الأقل.


MISS 3