"جمهورية" أرتساخ تزول من الوجود: إغتيال حلم الاستقلال!

02 : 00

خلال الاشتباك بين المتظاهرين الأرمن وقوات الأمن أمام سفارة أذربيجان في عين عار المتنية أمس. (فضل عيتاني)

في مشهد يزداد مأسوية يوماً بعد يوم تحت أنظار المجتمع الدولي و»العالم الحرّ» على أبواب الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين، أعلنت «جمهورية» أرتساخ (ناغورني قره باغ) أمس أنها «ستزول من الوجود» في نهاية العام بعدما اجتاحتها أذربيجان مهجّرةً أكثر من نصف سكانها إلى أرمينيا خلال أيام معدودة، منهيةً بذلك حلم الاستقلال وحق تقرير المصير. وأصدر زعيم أرتساخ سامفيل شهرمانيان مرسوماً من «العاصمة» ستيباناكيرت ألزم فيه السكان أن «يتعرّفوا إلى شروط إعادة الاندماج» التي طرحتها باكو واتّخاذ «قرار فردي ومستقلّ» حول البقاء من عدمه.

و»نزيف» تهجير أرمن أرتساخ نحو أرمينيا فاقم الغضب في يريفان، حيث اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أذربيجان، بتنفيذ حملة «تطهير عرقي» في أرتساخ، مؤكّداً أنه لن يبقى أي أرمني في المنطقة «في الأيام المقبلة»، واتهم حرس الحدود الأذريين بـ»تنفيذ اعتقالات غير قانونية» بحق أرمن يُحاولون الفرار من أرتساخ.

في المقابل، ادّعت باكو أن باشينيان «يُدرك تماماً أن السكان الأرمن يتركون ناغورني قره باغ بمحض إرادتهم»، زاعمةً أنه «على العكس، ندعو السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم وإلى أن يُصبحوا جزءاً من مجتمع أذربيجان المتعدّد الاتنيات»، في وقت تهجّر فيه أكثر من 70 ألف شخص مع أغراضهم وسياراتهم من أرتساخ، التي يبلغ عدد سكانها 120 ألفاً تقريباً، نحو أرمينيا، وفق يريفان.

وفي إطار محاولات باكو كسر ما تبقى من إرادة أرمنية على البقاء في أرضهم، أمرت محكمة أذربيجانية بوضع رئيس حكومة أرتساخ السابق روبن فاردانيان قيد الحبس الاحتياطي عقب اتهامه بـ»تمويل الإرهاب» وارتكاب جرائم أخرى قد تصل عقوبتها إلى السجن 14 عاماً، فيما دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى احترام حقوق فاردانيان.

أمّا بالنسبة إلى العلاقات الروسية - الأرمنية المستمرّة بالتدهور، فبينما أشار الكرملين إلى أنه «لا يرى سبباً» يدعو الأرمن إلى الفرار من المنطقة، أعلن رئيس لجنة الشؤون القانونية في البرلمان الأرميني إيغيشي كيراكوسيان أن التصويت على التصديق على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية سيجري الثلثاء المقبل، مؤكداً أنه اقترح «على الاتحاد الروسي التوقيع على اتفاقية ثنائية من أجل إنهاء مخاوف روسيا» المتعلّقة بهذه الخطوة، الأمر الذي اعتبرت روسيا أنه «معادٍ جدّاً» لها، مذكرةً بأنها «لا تعترف» بنظام روما الأساسي.

لكنّ يريفان حصلت على التزام سياسي مهمّ بالدعم من رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو أس آيد) سامانثا باور التي تزور أرمينيا، حيث أكدت نشر فريق أميركي للاستجابة للكوارث في المنطقة، مشيرةً إلى أن «العملية العسكرية غير المقبولة التي جرت الأسبوع الماضي أدّت إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردّي أصلاً».


MISS 3