محمدي تتسلّم "نوبل للسلام": إيران ضحية لقمع نظام ديني مستبدّ!

02 : 00

ولدا محمدي يتسلّمان «نوبل للسلام» نيابةً عن والدتهما في أوسلو أمس (أ ف ب)

ندّدت الناشطة الإيرانية المخضرمة نرجس محمدي المسجونة منذ تشرين الثاني 2021 في طهران، بنظام بلادها «الديني المستبدّ والمناهض للمرأة»، في كلمة تُليت أمام العائلة المالكة النروجية ألقاها نيابةً عنها ولداها علي وشقيقته التوأم كيانا البالغان 17 عاماً خلال حفل تسليمها جائزة «نوبل للسلام» في أوسلو أمس، حيث أكدت محمدي أن «الشعب الإيراني بالمثابرة سيتغلّب على القمع والاستبداد».

وفي رسالتها المكتوبة «خلف جدران السجن العالية والباردة»، قالت محمدي التي عُرفت بنضالها لأكثر من عقدين ضدّ عقوبة الإعدام وإلزامية وضع الحجاب في الجمهورية الإسلامية، إنها «إمرأة من الشرق الأوسط، من منطقة رغم أنّها وريثة حضارة غنية، إلّا أنّها واقعة حاليّاً في فخ الحرب وفريسة لهيب الإرهاب والتطرّف»، مؤكدةً أنها «إيرانية فخورة ويُشرّفني أن أُساهم في هذه الحضارة التي هي اليوم ضحية لقمع نظام ديني مستبدّ ومناهض للمرأة». وحضّت المجتمع الدولي على بذل المزيد من أجل حقوق الإنسان.

وكرّرت محمدي المُضربة عن الطعام تضامناً مع الطائفة البهائية، وهي أقلية دينية مقموعة في إيران، القول إنّ «الحجاب الإلزامي الذي تفرضه الحكومة ليس واجباً دينيّاً ولا نموذجاً ثقافيّاً، بل هو وسيلة للسيطرة على المجتمع بأكمله وإخضاعه»، واصفةً إلزامية الحجاب بأنّها «عار حكومي». وأكدت أن الجمهورية الإسلامية «تعيش غربة عن شعبها»، مدينةً خصوصاً القمع وإخضاع النظام القضائي والدعاية والرقابة والمحسوبية والفساد. وفي غيابها، تُرك كرسيها شاغراً في بادرة رمزية، ووضعت صورتها أعلاه.

وفي تاريخ جائزة «نوبل» الممتدّ لأكثر من قرن، محمدي هي خامس فائز يحصل على جائزة «السلام» أثناء احتجازه بعد الألماني كارل فون أوسيتسكي والبورمية أونغ سان سو تشي، والصيني ليو شياوبو والبيلاروسي أليس بيلياتسكي. وفي هذا الصدد، أشارت رئيسة لجنة جائزة «نوبل» بيريت ريس أندرسن أنه «يُمكن مقارنة نضال نرجس محمدي بنضال ألبرت لوتولي وديزموند توتو ونيلسون مانديلا، إذ استمرّ نضالهم أكثر من 30 عاماً قبل نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا»، مؤكدةً أن «النساء في إيران يُناضلنَ ضدّ التمييز منذ أكثر من 30 عاماً ويحلمنَ بمستقبل أكثر إشراقاً سيتحقّق في نهاية المطاف».

من جانبهما، قال ولدا محمدي المفصولان عن والدتهما منذ أكثر من 8 سنوات، إنهما لا يعرفان ما إذا كانا سيريانها مجدّداً. وكانت ابنتها كيانا قد أعربت السبت عن تشاؤمها، في حين قال شقيقها إنه «متفائل جدّاً». وبينما من المقرّر أن تُسلّم في ستراسبورغ غداً جائزة «ساخاروف» التي منحها البرلمان الأوروبي إلى الشابة الكردية مهسا أميني التي قُتلت على يد «شرطة الأخلاق» في طهران ما أثار اندلاع ثورة «إمرأة، حياة، حرّية» العام الماضي، مُنع أفراد عائلة أميني من مغادرة إيران لتسلّم الجائزة، وفق ما أفادت محاميتهم في فرنسا.

وفي سياق متّصل، اتّهم القضاء الإيراني الديبلوماسي في الاتحاد الأوروبي المحتجز في إيران منذ أكثر من 600 يوم، السويدي يوهان فلوديروس، بالتآمر مع إسرائيل «ضدّ أمن» الجمهورية الإسلامية. وأشارت وكالة «ميزان أونلاين» التابعة للسلطة القضائية إلى أن فلوديروس يُحاكم بتُهمة «الإفساد في الأرض» والمشاركة في «تدابير ضدّ أمن البلاد والتعاون الاستخباراتي الواسع مع النظام الصهيوني». ويُعدّ «الإفساد في الأرض» من الجرائم الأكثر خطورة في إيران، بحيث تصل عقوبتها القصوى إلى الإعدام.

وفي هذا الإطار، أكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن فلوديروس «بريء» و»لا يوجد أيّ سبب على الإطلاق لإبقائه رهن الاحتجاز»، داعياً من جديد إلى «الإفراج عنه». كما طلب الأمر نفسه وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، مشدّداً على أنه «لا يوجد أيّ أساس على الإطلاق لإبقاء فلوديروس رهن الاحتجاز ناهيك عن تقديمه للمحاكمة».

في المقابل، ادّعى ممثل النائب العام الإيراني أن «من بين أنشطة فلوديروس القيام برحلات إلى فلسطين المحتلّة والتواصل مع العملاء» في إسرائيل و»جمع معلومات استخباراتية عن برامج الجمهورية الإسلامية، الأمر الذي لا يمت بصلة إلى المجال المهني للمُتّهم». وبعد قراءة لائحة الاتهام، رُفعت جلسة المحاكمة إلى موعد لم يُعلن عنه.

في هذه الأثناء، أفادت وكالة أنباء «إرنا» الإيرانية أن إيران عزّزت قدراتها في مجال الدفاع الجوي بنشر مسيّرات قتالية بعيدة المدى مزوّدة بصواريخ جو - جو، مشيرةً إلى «انضمام مجموعة من مسيرات «كرار» المسلّحة بصواريخ «مجيد» إلى وحدات قوة الدفاع الجوي للجيش». ودعا القائد العام للجيش اللواء عبد الرحيم موسوي الأعداء إلى «مراجعة استراتيجياتهم في القتال الجوي، خصوصاً في مجال الطائرات المسيّرة وستكون لقوّة الدفاع الجوي اليوم اليد العليا في المعارك الجوية في هذا المجال».


MISS 3