«فراغ» في عمق النظام الشمسي ينسف غلاف المريخ الجوي

01 : 58

حين كانت مركبة «مافن» الفضائية التي تدور حول المريخ تسجّل تراجعاً مفاجئاً وحاداً في الجزيئات الشمسية تزامناً مع مرور الرياح في 26 كانون الأول 2022، سجّلت في الوقت نفسه تغيّراً غريباً ومدهشاً في غلاف المريخ الجوي. توسّع الغلاف المغناطيسي والغلاف الأيوني في ذلك الكوكب بآلاف الكيلومترات، فزاد حجمهما بأكثر من ثلاثة أضعاف.



سجّلت مركبة «مافن» الجزيئات الأعلى كثافة انطلاقاً من هذه الرياح الشمسية المزدوجة. عندما مرّت الرياح بالمرصد المداري، تراجعت كثافة الجزيئات بدرجة ملحوظة، فنشأ فراغ نادر من الرياح الشمسية شديدة الضعف ومنخفضة الكثافة، وانخفض ضغط الرياح الشمسية في الوقت نفسه. ثم تفاعل غلاف المريخ الجوي مع تراجع الضغط من حوله. في الحالات العادية، تصدّ الرياح الشمسية الغلاف المغناطيسي للكوكب. لكن لم يعد المريخ الآن يملك غلافاً مغناطيسياً خاصاً به، بل إنه مزوّد بحقل مغناطيسي مُستحث أنتجته المجالات المغناطيسية الراسخة في الرياح الشمسية وبات متشابكاً مع الغلاف الأيوني للمريخ.



تَوسّع هذا الغلاف الأيوني والحقل المغناطيسي المستحث نحو الخارج، وأصبح ذلك الحقل غير مُمغنط، وباتت الطبقة التي تفصله عن الرياح الشمسية أكثر هدوءاً من المعتاد.

يظن الباحثون أن هذه الاستنتاجات قد تطرح أفكاراً قيّمة حول خسارة الغلاف الجوي على المريخ والكواكب المشابهة في أماكن أخرى من المجرة. قد يكون هذا الاكتشاف جزءاً مهماً من اللغز المرتبط بتحديد المواصفات التي تجعل أي كوكب صالحاً للسكن.

MISS 3