عماد موسى

نبيه بري: رجل كل الأعوام

28 كانون الأول 2023

02 : 00

عندما نشرت مجلة الـ "تايم" الأميركية، في الأسبوع الأول من كانون الأول قائمة المتأهلين لتصفيات "شخصية العام" النهائية للسنة الحالية، المتضمنة أسماء الأمبرطور الروسي والزعيم الصيني والملك تشارلز الثالث وتايلور سويفت ورئيس الإحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول وشخصية "باربي" التي كانت محور فيلم سينمائي حقق مداخيل كبيرة هذه السنة، انتقيتُ من الباقة "باربي" وأضأت شمعة على نيّتها كي تفوز باللقب لا حباً بدمية الأطفال الشقراء التي أنتجتها شركة ماتيل للألعاب في العام 1959 بل لتعكير مزاج وزير ثقافة الممانعة محمد وسام المرتضى ولو ليوم واحد.


في أي حال ما كان المرتضى مرتاحاً إلى اختيار الـ"تايم" لمغنية البوب. كان يفضّل فلاديمير بوتين من ضمن اللائحة و"أبو عبيدة" من خارج الجدول.


فاختيار الزعيم الروسي، لو حصل، يعوّض السقطة التي وقعت فيها الـ"تايم" باعلانها فولوديمير زيلينسكي و"الروح الأوكرانية" شخصية العام 2022. إذ جسّد الرئيس الأوكراني، بحسب المجلة، مقاومة بلاده في وجه الغزو الروسي. ولكل اختيار أسبابه الموجبة ومبرراته.


من يتصفح لائحة المُختارين Person of the year في الأعوام الـ 96 الماضية يلاحظ ورود أسماء الرؤساء روزفلت ونيكسون وأوباما وريغان وفخامة الرئيس الصيني دين تشياو بينغ، حتى أن ستالين حظي بهذا الشرف مرتين. وهتلر مرة واحدة.


تُرى ألم يخطر في بال هيئة التحرير إدراج اسم أحد اللبنانيين القادرين على افتعال حرب عالمية ثالثة على قائمة مرشّحيها؟


كيف تتضمن القائمة المدعين العامين الذين وجّهوا تهماً للرئيس السابق دونالد ترامب، ويتم تجاهل غادة عون الأنترناسيونال مثل الـ "أل بي سي"؟


وكيف يُدرج اسم شي جينبينغ ولا يؤتى على ذكر نبيه بري؟


كما تبرر الـ”تايم” خيارها. فما يوجب اختيار بري، برأي هيئة التحرير في الـ "N.B.N" هو قدرته العجائبية على صنع الحدث السياسي، واللعب النظيف على حافة الهاوية، واستيلاد الأرانب تحت قبة البرلمان، وإشغال العالم بلبنان.


وما يحتم اختيار بري أنه لا يوجد أمامه في لبنان منافس من الوزن نفسه. ولا يوجد له شبيه. قطعة سياسية unique.


وما يفرض تسمية الرئيس بري، أنه رجل لا ينام. ليس من الحرّاس لكنه لا ينعس ولا يغفو قبل إتمام الإستحقاقات في مواقيتها. رئاسة الجمهورية شغله الشاغل. يعمل بري يومياً منذ تشرين الثاني 2022 حتى اليوم، على تمثال نصفي لرئيس الجمهورية ووصل في النحت إلى أذنيّ فخامة.


لأنه "الإستيذ"، ولا أستاذ سواه، يمكن للمجلة الأميركية العريقة، أن تفتح عينيها جيداً السنة المقبلة. هذه المرة مرّقناها. وإن أرادت أن تكفّر عما فعلته، فعليها تسمية بري رئيساً لكل الأعوام والفصول.            

MISS 3