عماد موسى

"أكلس" شعب

22 كانون الثاني 2024

02 : 00

وجود حسناء إلى جانب المطرب الأهيف ضروري في «الكليبات»، سواء أكان في منتصف العمر أم في أرذله. مرة تُشاهد في حوض السباحة تحرقصه، ومرة تستفزنا مرتدية قميصاً رجالياً فقط لا غير وتتمشى حافية القدمين في فيلا مطلّة على شاطئ نظيف، ومرة تراها قاعدة في حضن النجم «الثقيل» تبادله النظرات والهمسات ولحظات السعادة وخلفهما مدفأة تكمل المشهد الرومنسي بين الجميلة والوحش. كل صبايا «الكليبات» على قدر وافر من الماسكارا ومن الدلال المتصنّع والنظرات السارحة في متاهات الغباء. إنما قدّهن بالحقيقة ميّاس. فإن لم تعجبك الأغنية، لا لحناً ولا صوتاً ولا كلمات، وهذا هو المرجّح، فعلى الأقل يعوّض عليك المنتج بما يشتت انتباهك عن الأغنية.

يمكن هضم الصبية النديّة، ويمكن هضم أمبرطور الرومنسية وهو يتلوّع، ويمكن هضم صورة المخرج العديم الموهبة، وما لا يمكن هضمه «الجنريك « المكتوب بالإنكليزية.

النجم نفسه يعاني في قراءة سطرين من جريدة بلغة الضاد.

ومدير أعماله توقفت ثقافته عند الـ a b c اكتسبها في فحص العيون الـ d فوق طاقته.

أما المستشارة الإعلامية فاكتفت من اللغات بثلاث: المصرية والخليجية والبدوية إلى لغتها الأم: الكسروانية.

في حين أن المشاهدين ممن يستمتعون بهذا النوع من الأغاني فهم «يركّون» إجمالاً على العربي، على قولة زياد رحباني، ويعتبرون أنفسهم من الشعوب المثقفة.

طب ليه اللجوء إلى الإنكليزية؟

هناك احتمالات ثلاثة:

التعويض عن عقدة نقص يعاني منها النجم.

الإيحاء أن اللغة الأجنبية «أكلس» من لغتنا.

ضرورات الإنتشار في دول الكومنولث.

أن تتهجّأ الجنريك بالإنكليزية ليس آخر العالم. ما أعاني منه في مكان آخر وإطار مختلف: في السوبر ماركت. هناك أشعر بدونية معرفية وخجل ثقافي ووهن لغوي. تصوّروا بعد كل هذا العمر لا أعرف اسم باقة الكزبرة بالإنكليزية. احتجتها قبل أيام لزوم طبق الملوخية. اضطررت لقضم وريقة من الباقة للتأكد منها على مرأى من سيدات متأجنبات متأنقات، الكزبرة هي الأقرب جينياً من البقدونس. احتمال الغلط كبير. الكزبرة يا جهلة هي الـ Coriander. بالفعل أن تكتبها وتقرأها وتلفظها بالإنكليزية « أكلس» بكثير في حين أن وضع الاسم بإحدى اللغات الأجنبية قرب أي منتج يسهّل التعرّف إلى الخضروات غير المتشابهة. ولو لم يكن الأمر كذلك لظننت أن الـ Turnip شقيقة «الليخا» لا اسم اللفت باللغة الإنكليزية. وأعفيكم مما دوّنته على مفكرتي من أسماء الخضار والفاكهة، لأحفظه غيباً كي لا «أتجرّص» في سبينس.

MISS 3