هل نملك أدمغة كمّية؟ السلوك «غير المنطقي» يتبع قواعد غريبة

01 : 59

السلوك البشري لغز يحيّر عدداً كبيراً من العلماء حتى الآن. لطالما احتدم النقاش حول دور الاحتمالات في تفسير طريقة عمل عقلنا.



الإحتمال إطار رياضي مُصمّم لإبلاغنا بالمسار المتوقع للأحداث، وهو ينجح في عدد من الظروف اليومية. لكن تكشف الأبحاث أن السلوك البشري لا يمكن تفسيره بالكامل عبر قوانين الاحتمال التقليدية أو الكلاسيكية. هل يمكن شرحه إذاً عبر طريقة عمل الاحتمالات في عالم ميكانيكا الكمّ الأكثر غموضاً؟



شددت الاكتشافات في آخر عقدَين على الدور الأساسي للعامل الكمّي في تطوير القدرات المعرفية البشرية، أي طريقة معالجة المعلومات في الدماغ البشري لاكتساب المعارف أو فهم الأحداث. قد تؤثر هذه النتائج أيضاً على تطوير الذكاء الاصطناعي.



وفق نظرية الاحتمال التقليدية، لا تتوقف الأجوبة على ترتيب طرح الأسئلة. لكن في فيزياء الكمّ، قد تتوقف الأجوبة على ترتيب الأسئلة المطروحة.



تختلف النتائج عموماً عند تغيير الترتيب بسبب ميزة معروفة في ميكانيكا الكمّ. قد يؤثر قياس إحدى خصائص النظام الكمّي على العامل الخاضع للقياس، فتتغير نتيجة التجارب اللاحقة.



هذا النوع من الملاحظات دفع العالِم المعرفي جيروم بوسيماير وعلماء آخرين إلى طرح فرضية مفادها أن ميكانيكا الكمّ تستطيع أن تفسّر السلوك البشري بطريقة أكثر تماسكاً. استناداً إلى هذه الفرضية المدهشة، ظهر بحث جديد بعنوان «المعرفة الكمّية» في مجال العلوم المعرفية.



هل يُعقَل أن تتحكم القواعد الكمّية بعمليات التفكير إذاً؟ وهل يعمل دماغنا مثل الكمبيوتر الكمّي؟ لا يمكن التأكيد على الأجوبة بعد، لكن يبدو أن أفكارنا تتبع القواعد الكمّية وفق البيانات الأولية.



قد تنطبق قواعد مماثلة على الدماغ البشري، لا سيما طريقة تغيير حالتنا الذهنية عند رصد الإشارات الخارجية. إنها عملية ضرورية لمتابعة مسار التطور التكنولوجي بشكله الراهن.



إذا كنا نستطيع وصف سلوكنا بأفضل الطرق عبر طريقة تطبيق الاحتمالات في مجال ميكانيكا الكمّ، يعني ذلك أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يُفترض أن تتبع قواعد الكمّ بدل القواعد الكلاسيكية لتكرار السلوك البشري بدقة في الآلات. تُسمّى هذه الفكرة «الذكاء الكمّي الاصطناعي»، لكن لا بد من إجراء أبحاث كثيرة أخرى قبل تطبيقها عملياً.

MISS 3