إكتشاف "زرّ الخوف" في الدماغ وطريقة تعطيله

02 : 00

قد يكون الخوف شعوراً مدمراً ومزعجاً أو ممتعاً على نحو غريب. لكنه قد يصبح شعوراً مفيداً أيضاً كونه يطلق استجابة فطرية تجاه المخاطر، فتزيد فرص النجاة حين تتخذ الظروف منحىً سيئاً. لكن يُعتبر الخوف في حالات أخرى ردة فعل غير مناسبة. عند الإصابة باضطرابات القلق والإجهاد، قد لا تتماشى استجابة الخوف مع ظروف الناس أو بيئتهم، ما ينعكس سلباً على صحتهم النفسية ونوعية حياتهم.

في محاولة لفهم الخوف وآلية عمله، استشكف عالِم الأحياء العصبية هوي كوان لي من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، التغيرات في كيمياء الدماغ والإشارات العصبية لدى فئران واجهت مخاوف هائلة، حتى أنه حدد كيفية كبحها.

تلقّت الفئران صعقات كهربائية بقوتَين مختلفتَين في ظروف محددة. وعندما عادت إلى المساحة نفسها بعد أسبوعَين، أصبحت أكثر ميلاً إلى التجمّد بسبب الخوف. تجمّدت الفئران التي تلقت صعقة قوية في بيئة مختلفة، ما يشير إلى استجابة مفرطة عامة.

إكتشف العلماء أن نوبة قوية من الخوف تُشغّل «زراً» في الخلايا العصبية وتُغيّر آلية النقل العصبي من الغلوتامات الذي يثير الخلايا العصبية إلى «غابا» الذي يكبح النشاط العصبي. يبدو أن ذلك الزر يحافظ على استجابة الخوف، فينتج أعراضاً مشابهة للخوف العام أو اضطراب القلق.

لكن وجد الباحثون طريقة لتخفيف آثار الخوف. عند معالجة المشكلة بمضاد الاكتئاب الشائع «فلوكستين» بعد نوبة الخوف مباشرةً، يمكن تجنب تشغيل الناقل العصبي والخوف العام في المرحلة اللاحقة. لكن يجب أن يكون الرد فورياً. لا يمكن الاستفادة من أخذ الدواء بعد تشغيل «زرّ الخوف»، ما يفسّر على الأرجح السبب الذي يجعل مضادات الاكتئاب تخسر فاعليتها مع المصابين بإجهاد ما بعد الصدمة. لا يُعتبر هذا الخيار علاجاً نهائياً، لكن قد تُمهّد هذه البداية الواعدة لظهور علاج ناجح.

MISS 3