تل أبيب تُطلق قمراً تجسّسياً إلى الفضاء

"قنبلة إسرائيليّة" وراء انفجار "نطنز"؟

02 : 00

أثناء عمليّة إطلاق الصاروخ الذي يحمل القمر الإصطناعي الإسرائيلي التجسّسي "أوفيك 16" (أ ف ب)

وسط تضارب كبير في الأنباء حول حادث "نطنز" واحتمال وجود "بصمات إسرائيليّة" خلف "عمليّة التفجير" المشبوهة، كشف مسؤول استخباراتي شرق أوسطي مطّلع أن تل أبيب هي المسؤولة عن الهجوم الذي حصل في منشأة "نطنز" النوويّة الإيرانيّة قبل أيّام، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة أمس.

وبينما اعترفت طهران بأنّ الحريق الذي وقع الخميس الماضي في المنشأة النوويّة تسبّب في أضرار كبيرة، ما يعني العودة بالبرنامج النووي للبلاد "شهوراً إلى الوراء"، نقلت "نيويورك تايمز" عن المسؤول الاستخباراتي أن إسرائيل زرعت قنبلة قويّة داخل مبنى يتمّ فيه تطوير أجهزة طرد مركزي متطوّرة.

وإذ أكد مسؤول في "الحرس الثوري" للصحيفة الأميركيّة أن الحادث حصل باستخدام مواد متفجّرة، قال: "بينما نظر المحقّقون في احتمال إصابة "نطنز" بصاروخ "كروز" أو بطائرة بلا طيّار، فإنّهم يرون أنّه من المرجّح أن شخصاً ما حمل قنبلة إلى المبنى". وأشار أيضاً إلى أنّهم لا يعرفون حتّى الآن كيف ومتى تسلّلت المتفجّرات، لكن الهجوم أظهر بوضوح وجود مشكلة كبيرة في أمن المنشأة.

ورأى بعض المسؤولين الإيرانيين أمس الأوّل أن الحادث قد يكون بسبب "عمل تخريبي إلكتروني"، لكن مسؤول "الحرس الثوري" أوضح أن إسرائيل والولايات المتحدة استخدمتا في الماضي هجمات إلكترونيّة لإلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، إلّا أن الأمر مختلف في هذا الحادث الأخير.

وبالفعل، فقد تركّزت الشكوك في إيران على واشنطن وتل أبيب اللتَيْن تعهّدتا بمنع طهران من تطوير أسلحة نوويّة، فيما قال وزير الخارجيّة الإسرائيلي غابي أشكنازي للصحافيين أمس الأوّل: "سياستنا ضدّ إيران طويلة الأمد وعابرة للحكومات، ولا يُمكن السماح لطهران بأن يكون لديها قدرات نوويّة"، مضيفاً: "نقوم بأفعال من الأفضل أن تبقى طي الكتمان".

من جهته، أكد رئيس السلطة القضائيّة في إيران إبراهيم رئيسي متابعة التحقيق في حادثتَيْ مجمّع "نطنز" النووي ومستوصف "سينا أطهر"، مشدّداً على ضرورة محاسبة المقصّرين، وفق ما نقلت وكالة أنباء "فارس".

تزامناً، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيليّة إطلاق القمر الاصطناعي الاستطلاعي التجسّسي "أوفيك 16" من قاعدة في وسط البلاد، أفادت تقارير إعلاميّة بأنّ الهدف منه مراقبة أنشطة إيران النوويّة. وأشارت الوزارة في بيانها إلى "خضوع قمر الاستطلاع الكهروضوئي ذي القدرات المتقدّمة إلى سلسلة من الاختبارات"، فيما أشاد وزير الدفاع ورئيس الوزراء بالإنابة بيني غانتس بالإنجاز، قائلاً: "إنّ الإطلاق الناجح للقمر الاصطناعي "أوفيك 16" بين عشيّة وضحاها، يُعتبر إنجازاً رائعاً آخر" لقطاع الدفاع في إسرائيل.

وبحسب وزير الدفاع الإسرائيلي، فإنّ "التفوّق التكنولوجي والقدرات الاستخباراتيّة أمران أساسيّان لدولة إسرائيل". وتابع: "سنُواصل تعزيز قدرات إسرائيل والحفاظ عليها على كلّ جبهة وفي كلّ مكان".

على صعيد آخر، وبينما تُعاني الجمهوريّة الإسلاميّة من أزمة اقتصاديّة - اجتماعيّة هائلة وارتفاع مرعب في الأسعار وانهيار قيمة العملة الوطنيّة، أسّست شركة مملوكة للجيش الإيراني ومرتبطة ببرنامج الصواريخ، سلسلة محلّات للبيع بالتجزئة في فنزويلا وتعمل مع برنامج الغذاء الطارئ لكاراكاس، الذي يخضع لعقوبات أميركيّة بسبب عمليّات "غسيل أموال"، ما يُعمّق ارتباط طهران بنظام الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته والمطلوب للعدالة الأميركيّة نيكولاس مادورو، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".


MISS 3