أكبر نواعير حماة تنتظر إعادة دورانها

12 : 30

يجهد محمد سلطان في ترميم أكبر نواعير مدينة حماة في وسط سوريا، محاولاً ورفاقه، وهم آخر عمال صيانة متخصصين في المجال، إعادة تشغيل دولابها الخشبي الضخم على ضفاف نهر العاصي. وتعدّ النواعير التي كانت تستخدم أساساً لري البساتين المجاورة، وفق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، إرثاً فريداً من نوعه "لا في سوريا فحسب، ولكن في العالم بأسره على الأرجح".

وبقيت النواعير بمنأى عن القصف والمعارك منذ اندلاع النزاع في العام 2011، لكنّ بعضها توقّف تدريجاً عن الدوران إما بسبب تعرّض ألواحه الخشبية المعمّرة للسرقة أو الحرق، أو جراء تعذّر صيانته على غرار ناعورة المحمدية، أكبر نواعير حماة وأقدمها.

"واجبنا أن نعيد الحياة إليها فمن دونها تبدو المدينة ميتة ومن دون ألوان"، يقول محمد.

وخلال السنوات الأخيرة، توقّفت عشر من أصل 25 ناعورة في المدينة وريفها عن الدوران. ويبلغ قطر ناعورة المحمدية 22 متراً ويعود بناؤها إلى العام 1361 وفق منظمة اليونيسكو التي ترجّح أن يعود تاريخ بناء النواعير عموماً إلى الحقبة العربية في القرون الوسطى. ويؤكد رئيس بلدية مدينة حماة عدنان طيّار أهمية المعلم قائلاً: "ما زلنا مهتمين بصيانة وإصلاح هذا المعلم الأثري لما له من مكانة رمزية" ويبدي فخره بالنواعير التي تزيّن صورتها العملة الورقية من فئة مئتي ليرة. 

MISS 3