ضربات مركّزة في الجنوب وإسرائيل ترفض مقترح حماس لوقف الحرب

الراعي: لرئيس يحافظ على السيادة.. وعبداللهيان يربط أمن لبنان بإيران

02 : 00

تختلف المشهدية السياسية والأمنية في لبنان يوماً بعد يوم، ويشهد مطار بيروت حركة موفدين لافتة، يتبدّل معهم المشهد العام كلما حطت رحالهم في لبنان، ومعهم يعيش اللبنانيون حالات الخوف والذعر من الدخول في أتون الحرب مع إسرائيل، التي تصعّد هجماتها على لبنان و"حزب الله"، وتزيد من تهديداتها باجتياح القرى الجنوبية لإبعاد الحزب عن الليطاني.


الراعي بقداس مار مارون

في الأثناء، صعّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من حدّة خطابه في عيد شفيع الطائفة المارونية الذي مرّ هذه السنة أيضاً من دون رأس للدولة، بعد ما يزيد عن عامين من الشغور، وسأل الراعي: "لماذا لا يدعى المجلس النيابي للانعقاد والقيام بأول واجب أساسي عليه، وهو ان ينتخب رئيساً للجمهورية لكي تنتظم كلّ المؤسّسات الدستوريّة وأوّلها مجلس النّوّاب ومجلس الوزراء والقضاء ومسيرة العدالة، ولكي تبدأ مسيرة الإصلاحات والنهوض بالاقتصاد وضبط الفساد؟ بتنا في هذه الحالة نشك بالنوايا، ونرى في تعطيل انتخاب الرئيس خلفيات مشبوهة غير مقبولة ومدانة".


وتحدّث الراعي عن تاريخ الموارنة ودورهم في لبنان، لافتاً إلى اننا "أمام عملية إقصاء مبرمج للموارنة عن الدولة بدءاً من عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وإقفال القصر الجمهوري والعودة إلى ممارسة حكم الدويكا بالشكل الواضح للعيان، وغير المقبول"، مضيفاً: "وما القول عن إقصائهم وسائر المسيحيين من الوزارات والإدارات العامّة؟ والكل بانتهاك الدستور عبر بدعة "الضرورة" التي يعتمدها مجلس النواب ليشرع عن غير حق، ومجلس الوزراء ليجري التعيينات وكل ما يفوق تصريف الأعمال العادية، عن غير حق أيضاً".


عبد اللهيان في بيروت

وفي جديد الموفدين، حطّ بعد ظهر الجمعة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في بيروت بزيارة ليست الأولى له الى لبنان، واللافت هذه المرة كان ربطه أمن لبنان بأمن إيران والمنطقة.


وقال الوزير الإيراني: "إسرائيل لم تُحقّق أياً من أهدافها المعلنة في الحرب على غزة، وحزب الله والمقاومة في لبنان قاما بكلّ شجاعة بإيفاء دورهما الرادع والمؤثّر".


وأكّد عبداللهيان دعم إيران "القوي" للبنان لأن أمنه من أمن إيران والمنطقة، ووجّه رسالة الى واشنطن لوقف دعمها لإسرائيل لأن الأخيرة تجرّ الولايات المتحدة الى مستنقع حرب في المنطقة.


جنبلاط في موسكو

الى ذلك، التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، في موسكو، وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونائبه لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف.


وأعلنت الخارجية الروسية في بيان أنه "خلال المحادثة، تم التبادل بشكل متعمق وجهات النظر حول الأزمة في الشرق الأوسط".


لافروف شدد على عدم قبول المزيد من التصعيد في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وتورط دول أخرى في المنطقة، وخاصة لبنان. وفي الوقت نفسه، أكّد مجدداً موقف روسيا الثابت الداعم لسيادة الجمهورية اللبنانية ووحدتها وسلامة أراضيها.


كما وأولى المجتمعون اهتماماً خاصاً بالجانب السياسي الداخلي للوضع في لبنان وشددوا على ضرورة قيام اللبنانيين أنفسهم بإيجاد حلول في أسرع وقت ممكن للقضايا الملحة على جدول الأعمال الوطني على أساس التوافق المتبادل ومن دون تدخل خارجي.


القصف يتركّز في الجنوب

وفي جديد القصف الإسرائيلي اليومي جنوباً، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلاً في مركبا من دون ورود أي معلومات عن هذا المنزل، في حين إستهدف القصف المدفعيّ الإسرائيليّ أطراف طيرحرفا عين الزرقا وعلما، بلدة حولا، خراج بلدتَي كفرحمام وراشيا الفخار وبلدة بليدا في قضاء مرجعيون، وجبلَي اللبونة والعلام بالقطاع الغربي. وإستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية مساءً بلدة كفركلا بقذائف سقطت بالقرب من مسجد البلدة.


واللافت كان استهداف الجيش الإسرائيلي مكتباً تابعاً لحركة أمل في مارون الراس من دون تسجيل أي إصابة.


ردود الحزب

ورداً على الهجمات الإسرائيلية، أعلن حزب الله استهدافه ثكنة كيلع ‌التابعة للجيش الإسرائيلي في الجولان السوري بعشرات صواريخ الكاتيوشا، و‏موقع زبدين في مزارع شبعا، والتجهيزات التجسسية في محيط موقع المالكية، والتجهيزات التجسسيّة في موقع الرمتا في مزارع شبعا اللبنانية، واستهداف ‏دبابة ميركافا في موقع البغدادي ما أدى إلى إصابتها وتدميرها.


كذلك، نعى حزب الله المُقاتل محمد علي فياض "لواء الحسين" مواليد عام 1997 من بلدة أنصار في جنوب لبنان الذي قتل في قصف إسرائيلي.


الوضع في غزة

ويستمر الوضع على حاله والقصف على وتيرته في غزة، في حين تشتدّ المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في خان يونس ورفح. وأمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جيشه الجمعة باعداد "خطة لاجلاء" المدنيين من رفح، مع خشية الولايات المتحدة والامم المتحدة من هجوم محتمل لاسرائيل على هذه المدينة التي تشكّل ملاذاً أخيراً للنازحين من الحرب في قطاع غزة.


إسرائيل تسلّم الردّ على مقترح حماس

وسلّمت إسرائيل ردّها على خطة حماس بشأن صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى، إلى كلٍ من قطر ومصر والولايات المتحدة، رافضةً معظم مطالب حماس وأبرزها:


- سحب القوّات التي تقسم قطاع غزة إلى جزأيْن.

- الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار في نهاية مراحل وقف القتال.

- أعداد الأسرى الذين تطلب حماس الإفراج عنهم في عملية التبادل.


وقالت إسرائيل للوسطاء إنها تعارض طلب حماس إضافة عبارة "بشكل دائم" إلى البند الذي ينص على إجراء مفاوضات غير مباشرة، بشأن العودة إلى السلام في المرحلة الأولى من الصفقة.


بريطانيا تستأنف رحلاتها إلى إسرائيل

في المقابل، أعلنت الخطوط الجويّة البريطانيّة أنّها ستستأنفُ رحلاتها إلى إسرائيل في نيسان المقبل، بعدما أوقفتها في تشرين الأول الماضي بسبب مخاوف أمنيّة بعد اندلاع الحرب، وسيتمّ تشغيل الخطّ أربع مرّات في الأسبوع ولكن بطائراتٍ أصغر من تلك التي كانت تُستخدم قبل الحرب.

MISS 3