مخاوف من اجتياح إسرائيلي لرفح... وعبداللهيان يجول في بيروت

إسرائيل توسّع رقعة القصف جنوباً... وميقاتي يرفض الحديث عن "الدويكا"

02 : 00

من موقع الضربة الإسرائيلية على جدرا أمس (تصوير فضل عيتاني)

للمرّة الثانية منذ اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، ضربت إسرائيل العمق اللبناني، عندما شنّت غارة على سيّارة في بلدة جدرا الساحلية في صيدا، البعيدة عشرات الكيلومترات عن الحدود الجنوبية، وذلك بعد يومين من قصف سيّارة في النبطية.



وقد نجا من الضربة الاسرائيلية القيادي في حركة "حماس" باسل صالح، وهو "مسؤول وحدة تجنيد في الضفة الغربية" وأحد معاوني عزام الأقرع الذي اغتيل مع العاروري، بينما قضى في غارة جدرا، شخصان، أحدهما عنصر في حزب الله يدعى خليل محمد علي فارس.



وفي بيانات متلاحقة طوال يوم السبت، تبنّى "الحزب" استهداف عدد من المواقع التابعة للجيش الاسرائيلي، الذي كثّف غاراته على بلدات جنوبية عدّة، معلناً أنّه قصف أهدافاً لـ "الحزب"، في عيتا الشعب والخيام ومروحين، اضافة الى الناقورة حيث نعى "حزب الله" أحد مقاتليه.


ومساء السبت، قتل مدني وأصيب تسعة في غارة نفذتها مسيّرة إسرائيلية بالقرب من مسجد في بلدة حولا الجنوبية.


جولة عبداللهيان



التطوّرات الميدانية جنوباً، واكبت جولة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان على المسؤولين اللبنانيين، حيث التقى، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب اضافة الى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله وممثّلين عن فصائل فلسطينية.



بوحبيب تحدّث بعد لقاء نظيره الايراني، عن تصوّر لبناني "لإيجاد حلّ مستدام يعيد الهدوء والاستقرار الى الجنوب، وذلك من خلال سلّة متكاملة تضمن التطبيق الشامل لقرار مجلس الأمن 1701 وتوقّف الخروقات الإسرائيلية، وتؤمّن انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، بما فيها مزارع شبعا".



بدوره قال عبداللهيان من بيروت، إنّه تلقّى "تقارير جيّدة من المسؤولين اللبنانيين"، واعتبر أنّ هجوماً إسرائيليّاً واسع النطاق على لبنان "سيمثّل نهاية" رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، مشيراً الى أنّ "التطورات في قطاع غزة تتّجه نحو حلّ سياسي، فيما لا يزال نتنياهو "يرى الحل في الحرب".



مؤتمر صحافي مشترك بين عبدالله بوحبيب وحسين أمير عبداللهيان في بيروت أمس (أ ف ب)



جلسة حكومية


ملفات حياتيّة عدّة حضرت على طاولة حكومة تصريف الاعمال، التي أقرّت، يوم السبت، مرسوم المعاملات الإلكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي، ورفع بدل النقل في القطاع الخاص من 250 الف ليرة يومياً الى 450 ألفاً، في حين قرّرت التريّث في درس ملف موظفي القطاع العام.



من جلسة حكومة تصريف الأعمال أمس



وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، استهلّ الجلسة بالردّ على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، من دون أن يسمّيه، فقال: "هناك موضوع يثير لديّ الحساسية المفرطة، ويتعلّق بالحديث الذي يتمّ تداوله عن الاستئثار بإدارة البلد و"الدويكا" وما إلى ذلك من كلام لا يمتّ الى الحقيقة بصلة"، مضيفاً: "نحن نكرّر الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت، وإذا كنّا نتولّى اليوم صلاحيات رئيس الجمهورية ودوره كحَكم بين جميع اللبنانيين، فحينما يشعر أحد أن هناك جنوحاً ما أو تجاوزاً ما، فلنلفت النظر الى ذلك على طاولة مجلس الوزراء، بعيداً من المنطق الطائفي البغيض"، على حدّ تعبيره.



ميقاتي متحدّثاً خلال الجلسة الحكومية أمس



بوصعب يهاجم ميقاتي


في الإطار نفسه، شنّ نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، من عين التينة، هجوماً عنيفاً على ميقاتي، واتّهمه بنسف دستور الطائف عبر التعدّي على "صلاحيات رئيس الجمهورية وبعض الوزراء"، مشيراً الى أنّها سابقة خطيرة وتشكّل استفزازاً "لشارع طويل عريض".




تحذيرات من اجتياح رفح


إقليمياً، واصلت اسرائيل حملتها العنيفة على مناطق عدة في قطاع غزة مستهدفة المنازل السكنية وسيارات الشرطة، خصوصاً في رفح، المدينة الواقعة في اقصى جنوب القطاع والقريبة من الحدود مع مصر، والتي هدّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، باجتياحها عن طريق البرّ.



التهديد باقتحام رفح، أثار مخاوف دولية، واستدعى موجة واسعة من التنديد بين غالبية الدول العربية، في حين دعت الرئاسة الفلسطينية، العالم أجمع الى وقف شلاّل الدمّ الفلسطيني ومنع تهجير الفلسطينيين ووضع حدّ لهذا "الجنون الإسرائيلي، الذي أدّى إلى توسّع ساحات الحرب في المنطقة، ويمهّد لحروب إقليميّة مستمرّة".



أمّا حركة "حماس" فحذّرت من "كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال اجتياح رفح"، التي باتت الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطيني.


من القصف الاسرائيلي على رفح أمس (أ ف ب)



تشييع عناصر حوثيّة


 إلى اليمن، حيث شيّع الحوثيون 17 من عناصرهم، الذين قتلوا في الضربات الأميركية – البريطانية الأخيرة، بالتزامن مع إعلان القيادة المركزية الأميركية أنّ عمليّاتها ضدّ الحوثيين يوم الجمعة شملت استهداف سفينتين وخمسة صواريخ كروز، كانت مُعدّة للإطلاق ضد السفن في البحر الأحمر.

MISS 3