أي رابط بين الحياة على الأرض والبرق البركاني؟

يفترض العلماء أن الفوضى التي يُحدثها البرق في أنحاء السماء تؤثر على تحرير عناصر مثل الفوسفور، ما يجعلها الاحتمال الأقرب إلى أصل الحياة الناشئة على الأرض القديمة.

إكتشف العلماء الآن أدلة جيولوجية مفادها أن تفريغات البرق المرتبطة بالأحداث البركانية ربما أثرت على تثبيت النيتروجين أيضاً، ما يجعلها متاحة في عمليات بيولوجية أخرى. وبما أن النظريات تشير إلى وفرة التقلبات البركانية في أولى سنوات نشوء الأرض، يعني هذا الاكتشاف أن كثافة النشاط البركاني كانت أساسية على الأرجح لظهور الحياة بالشكل الذي نعرفه. وبما أن البرق ينتشر على نطاق واسع خلال الانفجارات البركانية، بسبب كميات هائلة من غيوم الرماد، ظن العلماء سابقاً أن البرق البركاني ربما أثّر على إطلاق دورة النيتروجين قبل أن تشق الحياة طريقها نحو هذا العالم.

إكتشف الباحثون الآن أدلة على شكل نترات في رواسب بركانية قديمة. هم جمعوا عينات من عدد من الرواسب المشتقة من نشاطات بركانية متفجرة في تركيا والبيرو منذ مدة تتراوح بين 1.6 و20 مليون سنة، وبحثوا عن النترات الذي يُعتبر المنتج النهائي لأكسدة النيتروجين.

عثر الباحثون على كميات كبيرة من النترات في جميع عيّنات الرواسب التي حللوها، وأشارت خصائصها إلى تشكّل معظمها خلال الانفجارات البركانية. على صعيد آخر، كانت كميات الكبريت والكلور في الرواسب تشير إلى أصل بركاني أيضاً، ما يعني أن البرق البركاني قد يثبّت النيتروجين بكميات كافية للتأثير على ظهور الحياة. هذا الاستنتاج قد يمنح العلماء أداة لتفسير رواسب نترات أخرى حول العالم. إنه أول دليل ميداني وجيولوجي على ارتباط تثبيت النيتروجين بالبرق البركاني، وقد يترافق هذا الاكتشاف مع نتائج بالغة الأهمية.