إصابة بشرية نادرة بالطاعون الدبلي في الولايات المتحدة

02 : 00

قد يبدو الطاعون الدبلي مرضاً من الزمن الماضي، لكنّ الجرثومة المسؤولة عن هذه الحالة لا تزال موجودة، وهي تسبّب آلاف الإصابات البشرية حول العالم.

أكدت ولاية «أوريغون» الأميركية للتوّ أول حالة من هذا النوع منذ ثماني سنوات، ويظنّ المسؤولون أنها تنجم على الأرجح عن قطة أليفة تحمل أعراض المرض.

لم تتّضح طريقة انتقال العدوى من القطة إلى صاحبها. لكن إذا لدغتها براغيث مصابة بالمرض، فقد تجلب معها الحشرة وتنقلها إلى البشر. أو ربما احتكّ صاحب القطة بسوائل الحيوان الملوثة.

غالباً ما تصيب عدوى اليرسينية الطاعونية الثدييات الصغيرة والبراغيث، وقد تُسبّب الطاعون الدبلي أو طاعوناً في الدم أو الرئة بسبب لدغات الحشرات، أو السوائل الملوثة، أو الرذاذ في الهواء.

يُعتبر الطاعون الدبلي النوع الأكثر شيوعاً من المرض، وهو يصيب النظام اللمفاوي ويجعل العقد اللمفاوية تتورّم وتُسبّب الألم ثمّ تتحوّل إلى تقرّحات مفتوحة ومليئة بالقيح.

إذا انتشرت العدوى، فقد تصل إلى الرئتين لاحقاً. يبدو أن المريض في «أوريغون» بدأ يسعل في المستشفى، وهو مؤشر على بلوغ المرض مرحلة خطيرة في حالته.

ظهر الطاعون للمرة الأولى في الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين عبر الجرذان المنتشرة في السفن.

انتهت آخر موجة وبائية في المدن في العام 1925، لكن لجأت الجرثومة إلى القوارض الريفية ونشرت المرض بوتيرة متقطّعة خارج المدن الكبرى.

اليوم، تقع معظم الإصابات في الولايات المتحدة داخل المناطق الريفية، في الغرب الأوسط والشمال الغربي، وتُسجَّل سبع حالات تقريباً كل سنة.

خارج الولايات المتحدة، يتواجد الطاعون في جميع القارات باستثناء أوقيانيا، لكنّه يتركّز عموماً في الأماكن التي تشمل مزارع حيوانات متداخلة مع السكان، منها جمهورية كونغو الديمقراطية، ومدغشقر، والبيرو. خلال أسوأ الموجات، قد يقتل المرض مئات الأشخاص.

مقارنةً بموجة الموت الأسود التي ضربت أوروبا في القرن الخامس عشر، ثم الصين والهند في القرن التاسع عشر وأسفرت عن موت الملايين، لم يعد الطاعون الدبلي قاتلاً بقدر ما كان عليه سابقاً. لكن نظراً إلى سمعته المخيفة، يسهل أن تتصدر حالة واحدة في الولايات المتحدة عناوين الأخبار، حتى لو عولج المريض ولم تتخذ العدوى منحىً خطيراً.

MISS 3