بن سلمان وزيلينسكي يبحثان تبادل الأسرى والسلام

02 : 00

بن سلمان خلال استقباله زيلينسكي في الرياض أمس (أ ف ب)

إستقبل وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الرياض أمس، حيث بحثا وساطة المملكة في ملف تبادل الأسرى بين كييف وموسكو. وعقد الزعيمان جلسة محادثات موسّعة، أكد خلالها بن سلمان «حرص المملكة ودعمها لكلّ المساعي والجهود الدولية الرامية إلى حلّ الأزمة والوصول إلى السلام ومواصلة الجهود للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها»، بحسب وكالة «واس».

وفي التفاصيل، استعرض الزعيمان خلال اللقاء «أوجه العلاقات السعودية - الأوكرانية وبحثا آخر المستجدّات وتطورات الأزمة الأوكرانية - الروسية». وأعرب زيلينسكي عن «التقدير والشكر للجهود» التي تبذلها السعودية، مؤكداً أن بلاده تعتمد على الدعم السعودي النشط والمستمرّ للوصول إلى صيغة للسلام، فيما كان لفت قبل اللقاء إلى أنه «سبق لقيادة المملكة أن ساهمت في إطلاق سراح أبناء شعبنا وأنا واثق من أن هذا الاجتماع سيُفضي إلى نتائج».

من جهة أخرى، رفض حلفاء غربيون لكييف أمس قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا في باريس الإثنين إنه «لا ينبغي استبعاد» إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، حيث أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن تُرسل قوات للقتال في أوكرانيا، كما أكدت المملكة المتحدة أنه «لا نُخطّط لانتشار كبير» في أوكرانيا. وشدّدت ألمانيا على رفضها فكرة إرسال جنود إلى أوكرانيا، الموقف الذي اعتمدته كلّ من إسبانيا وإيطاليا وبولندا وتشيكيا.

وبينما لم تستبعد السويد هذا الاحتمال في المستقبل، أكد مسؤول في «الناتو» لوكالة «فرانس برس»، عدم وجود خطة لإرسال «قوات مقاتلة» إلى أوكرانيا. وتعقيباً على اقتراح ماكرون، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أنه على الغربيين «درس تحرّكات جديدة دعماً لأوكرانيا»، مشيراً إلى أن «بعض هذه العمليات قد يتطلّب وجوداً على الأراضي الأوكرانية من دون تخطّي عتبة العمل الحربي».

وعلى رغم أن كييف لم تطلب علناً من الغرب إرسال قوات، رأت كييف أن تصريحات ماكرون تُعدّ «مؤشّراً جيّداً» وتُظهر «فهماً عميقاً للمخاطر التي تواجهها أوروبا»، بينما اعتبر الكرملين أن مجرّد إثارة احتمال إرسال جنود غربيين إلى أوكرانيا يُشكّل «عنصراً جديداً مهمّاً جدّاً» في الصراع و»لن يكون في مصلحة الغرب»، محذّراً في حال حصول ذلك من «حتمية» نشوب نزاع مباشر بين «الناتو» وروسيا.

بالتوازي، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاء مع قادة الكونغرس في البيت الأبيض من الكلفة الباهظة للفشل في تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا. وقال بايدن إنّه «في ما يتعلّق بأوكرانيا، أعتقد أن الحاجة ملحّة»، مشيراً إلى أن «عواقب التقاعس عن التحرّك كلّ يوم في أوكرانيا وخيمة»، بينما حمّل البيت الأبيض، رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، مسؤولية تعطيل إقرار المساعدات الجديدة لكييف، لرفضه طرحها على المجلس للتصويت.

ميدانيّاً، سيطر الجيش الروسي على بلدة سييفيرني الصغيرة الواقعة قرب مدينة أفدييفكا التي سقطت حديثاً في منطقة دونيتسك، فيما أكد المتحدث باسم الجيش الأوكراني دميترو ليخوفي أن القوات الأوكرانية «انسحبت من بلدتي سييفيرني وستيبوفي». وأشار الجيش الأوكراني إلى «معارك ضارية» تدور قرب بلدة تشاسيف يار القريبة من مدينة باخموت والتي «يُحاول الجيش الروسي التقدّم في اتجاهها».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها دمّرت دبابة «أبرامز» تابعة للجيش الأوكراني قرب أفدييفكا، في أوّل إعلان من نوعه تصدره موسكو منذ تسليم واشنطن هذه الدبابات الثقيلة لكييف. وأشار الجيش الروسي إلى «صدّ 9 هجمات مضادة لمجموعات قتالية من الجيش الأوكراني» في منطقة دونيتسك.

في الأثناء، ادّعت أجهزة الأمن الروسية «إحباط محاولة لأجهزة الاستخبارات الأوكرانية لتنفيذ هجوم في منطقة زابوريجيا» باستخدام ما يُماثل العنصر العسكري السام «بي زد»، لافتةً إلى أن العناصر السامة التي ضُبطت «تُستخدم في تصنيع أسلحة الدمار الشامل الكيماوية وجرى تطويرها في الولايات المتحدة».

MISS 3