أصدر القضاء الهولندي أمس حكماً بالسجن مدى الحياة ضدّ «بارون المخدّرات» وزعيم عصابة «موكرو مافيا» المسجون، رضوان تاغي الذي يوصف بأنه أخطر تاجر كوكايين في هولندا، إثر إدانته بسلسلة جرائم قتل ارتكبت بين عامي 2015 و2017 واستهدفت أفراداً اشتبه في أنهم مخبرون للشرطة. وجرت المحاكمة التي سميت «مارينغو»، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، حيث انتشرت وحدات خاصة في محيط المحكمة لتوفير الأمن، فيما توجّه المدّعون والقضاة إلى المكان في سيارات مصفحة بطريقة سرّية.
ويعتبر تاغي الذي وُلد في المغرب ونشأ في هولندا، العقل المدبّر لمنظمة دولية للجريمة المنظمة، تعود جذورها جزئياً إلى دول منطقة «بينيلوكس» المؤلّفة من هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ، ويطلق عليها اسم «موكرو مافيا» بفعل الأصول المغربية للكثير من أعضائها، بينما وصفت النيابة العامة المنظمة بأنها «آلة قتل عالية الفعالية».
وفي هذا الإطار، أكد القاضي «إدانة جميع المشتبه فيهم»، وقال للمتّهمين: «اضطررتم للانتظار طويلاً لمعرفة الحكم بحقكم، لكن هذا ينطبق أيضاً على أقارب الضحايا». وكان تاغي و16 آخرين يُحاكَمون بتهمة القتل العمد والضلوع في 4 محاولات قتل والتخطيط لعمليات إعدام أخرى. وبالإضافة إلى تاغي، حُكم أيضاً على متهمَين آخرين بالسجن مدى الحياة. وكان عدد من المشتبه فيهم في قاعة المحكمة لسماع الحكم، لكن ليس من بينهم تاغي.
وقتل 3 أشخاص مرتبطين بشاهد الادعاء نبيل ب.، وهو عضو سابق في العصابة، هم شقيقه في عام 2018 ومحاميه ديرك فيرسوم في عام 2019 والصحافي البارز بيتر رودولف دي فريس الذي كان كاتم أسراره في عام 2021. ولفت القاضي إلى أن «كلّ هذا ألقى بظلاله إلى حدّ كبير على هذه المحاكمة».
وبحسب المحكمة، فإنّ تاغي، الذي نفى دائماً الاتهامات، كان «الزعيم بلا منازع» للمنظمة الإجرامية واستخدم «العنف الشديد لتخويف الناس»، في حين لاحظت المحكمة أن أيّاً من أقارب الضحايا لم يجرؤ على الإدلاء بشهادته حول المعاناة التي تعرّضوا لها.
