خامنئي متخوّف من مشاركة هزيلة في الإنتخابات

02 : 00

خامنئي خلال إستقباله جمعاً من الشبان في طهران أمس (أ ف ب)

يتخوّف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وهو عادة أوّل من يُدلي بصوته صباحاً، من مشاركة هزيلة في الانتخابات المقرّرة غداً الجمعة لاختيار أعضاء مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة، مكرّراً حضّ الإيرانيين على الاقتراع بكثافة، فيما يتّجه كثيرون، خصوصاً الشباب، إلى مقاطعة انتخابات شبه محسومة النتائج، إذ يتنافس فيها محافظون ومحافظون أكثر تشدّداً، جميعهم يدينون بالولاء الأعمى لنظام الجمهورية الإسلامية الذي طالبت ثائرات وثوّار «إمرأة، حياة، حرّية» بإسقاطه عام 2022.

وقال خامنئي خلال استقباله في طهران جمعاً من الشبّان الذين سيُتاح لهم الاقتراع للمرّة الأولى إنّ «أعداء إيران يترقّبون عن كثب حضور الشعب الإيراني... في الساحة الانتخابية». واعتبر أنّه «يجب النظر إلى الانتخابات من منظور المصلحة الوطنية وليس من منظور فئوي وجماعي»، مؤكداً أن «من يُحبّ إيران وشعبها وأمنها يجب أن يعلم أنه إذا كانت الانتخابات ضعيفة، فلن يستفيد أحد وسيتضرّر الجميع».

ودُعي أكثر من 61 مليون إيراني للتوجّه إلى صناديق الاقتراع في انتخابات من المرتقب أن تُعزّز هيمنة المحافظين المتشدّدين على السلطة مع استبعاد أي منافسين جدّيين. وتجرى الانتخابات في نحو 59 ألف مركز اقتراع موزّعة في مختلف مناطق البلاد، لا سيّما في المدارس والمساجد. ويتوقّع خبراء نسبة مقاطعة مرتفعة جدّاً تتخطّى 50 في المئة، فيما شهدت الانتخابات التشريعية عام 2020 أدنى نسبة مشاركة منذ إعلان الجمهورية الإسلامية عام 1979، إذ لم يدل سوى 42.57 في المئة من الناخبين بأصواتهم.

وفي طهران حيث لم يُصوّت سوى 26 في المئة من الناخبين عام 2020، فإنّ عدد لافتات المرشّحين أدنى منه في الحملات الانتخابية السابقة. وكانت العاصمة أحد مراكز الحركة الثورية الواسعة التي هزّت البلاد إثر وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني في أيلول 2022 بعد أيام على توقيفها من قِبل «شرطة الأخلاق» لعدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامية الصارمة.

كما تجري الانتخابات في ظلّ استياء متزايد في إيران إزاء غلاء المعيشة ونسبة تضخم تقارب الـ50 في المئة. وقال محسن عميدبخش الموظّف الأربعيني ردّاً على أسئلة وكالة «فرانس برس» قرب بازار طهران الكبير: «جيوب الناس فارغة»، مضيفاً: «لا أعتقد أن مجلس الشورى المقبل سيتمكّن من تبديل هذا الوضع».

وينتخب الإيرانيون أعضاء مجلس الشورى الـ290 لمدّة 4 سنوات في اقتراع من دورة واحدة. كما يختارون أعضاء مجلس خبراء القيادة، وهي هيئة مؤلّفة من 88 عضواً من رجال الدين، ينتخبون لمدّة 8 سنوات بالاقتراع العام المباشر. وتختار هذه الهيئة المرشد الأعلى وتُشرف على عمله وعلى إمكان إقالته. وقد يختار مجلس الخبراء الجديد خليفة خامنئي الذي سيبلغ من العمر 85 عاماً في نيسان.

وصادق مجلس صيانة الدستور على عدد قياسي من المرشّحين بلغ 15200 مرشّح للانتخابات التشريعية، رافضاً في المقابل ترشيحات أكثر من 30 ألفاً آخرين، بينهم شخصيات معروفة في طليعتها الرئيس السابق المعتدل حسن روحاني الذي أُبطل ترشيحه لمجلس الخبراء، رغم أنه عضو فيه منذ 24 عاماً.

MISS 3