جاد حداد

Damsel... قصة نضال في عالم خيالي

14 آذار 2024

02 : 00

«تكثر قصص الشهامة حيث يأتي الفارس البطل لإنقاذ الفتاة المسكينة. هذه القصة ليست من هذا النوع». يبدأ فيلم الخيال الجديد Damsel(الآنسة)، من بطولة ميلي بوبي براون، بهذه العبارة. سنعرف منذ البداية إذاً أن القصة تتمحور حول فتاة تمرّ بمحنة صعبة وستضطر لإنقاذ نفسها بنفسها.

بعد عرض مقدمة قصيرة حيث يواجه الفرسان تنيناً ينفث النار، سنتعرّف على «إيلودي» (ميلي بوبي براون) وهي تقطع الخشب بعد مرور قرون في أرض بعيدة. تعيش هي وشقيقتها الصغرى «فلوريا» (بروك كارتر) في منطقة نائية ومغطاة بالثلج حيث تبدو ظروف العيش صعبة. هما تضطران لبيع الستائر في قلعتهما لإعالة نفسَيهما. لكن يصل مبعوث في أحد الأيام وهو يحمل رسالة عليها ختم ملكي. تقترح الملكة على «إيلودي» أن تتزوج ابنها الأمير وتحصل على مهر كبير سيكون كافياً لتجديد الازدهار في أرضها. تتردد «إيلودي» في البداية، لكنها تبدي استعدادها لفعل كل ما يلزم من أجل شعبها. يحاول والدها (راي وينستون بدور اللورد «بايفورد») إقناعها بالعرض، فيقول لها: «أعرف أنك كنت تحلمين بالسفر دوماً».

تنبهر «إيلودي» و»فلوريا» بدفء منزل الملكة وفخامته وتَلْقَيان ترحيباً حاراً. يبدو الأمير «هنري» (نيك روبنسون) ساحراً بقدر الأمراء في القصص الخيالية. أما والدته «إيزابيل» (روبين رايت)، فهي أنيقة لكنها تبقى على مسافة من الجميع وترفض بكل برود الصداقة التي تعرضها عليها زوجة أب «إيلودي»، الليدي «بايفورد» (أنجيلا باسيت).

رغم زيادة مخاوف الليدي «بايفورد» من وجود خطبٍ ما، يحصل الزواج ويُحدِث الضجة المتوقعة من أي زواج ملكي خيالي من هذا النوع. يتّسم تصميم الإنتاج الذي يتولاه باتريك تاتوبولوس بأجواء مبهرة، وتختار أماندا مونك أزياءً مدهشة للشخصيات. يبدو مشهد الزفاف رائعاً، لكن يجب أن يتنبه المشاهدون إلى اللحظات التي تتلقى فيها «إيلودي» المساعدة لارتداء ثوب الزفاف المدهش. لن نشاهد تحوّلها الفوري من فتاة مسترجلة إلى امرأة ساحرة، ويتّضح معنى هذا المشهد لاحقاً.

بعد الزفاف، يُقام حفل غريب بالقرب من مدخل كهف. يضع أعضاء الحاشية أقنعة على وجوههم، ويبدو مظهرهم أشبه بنذير شؤم. تُمرّر «إيزابيل» خنجرها على كفَّي الزوجَين الجديدَين وتمزج دمهما. ثم يتبيّن أن «إيلودي» ستتم التضحية بها كفريسة للتنين داخل الكهف. إنه جزء من ممارسة قائمة منذ قرون لمنع التنين من مهاجمة أبناء المملكة.

تتغير أجواء العمل بالكامل بعد تلك المرحلة، فتحاول «إيلودي» الهرب من التنين الذي يظهر بتصميم متقن وبصوت الممثلة شهره أغداشلو التي تبرع في إضفاء جو من التهديدات والمخاطر على مشاهدها. في مرحلة معيّنة، يتحول ثوب الزفاف إلى أداة تستعملها «إيلودي» للبقاء على قيد الحياة، فتشحذه عبر فركه بجدار الكهف لتحويله إلى خنجر. هي تستعمل بعض الأقمشة كدرع وقاية وتمزق جزءاً كبيراً منها كي تتمكن من التحرك بحرّية، فتبدو فاتنة طوال الوقت. كذلك، تعثر «إيلودي» على بعض الموارد في الكهف، إلى جانب عدد من جثث أميرات أخريات. يتغطى جدار كامل بأسمائهنّ التي كُتبِت بعد شعورهنّ باليأس وعجزهنّ عن الهرب. هي تكتشف أيضاً ديداناً متوهجة، فتستعملها لإضاءة طريقها.

يُعرَض هذا الجزء من الفيلم وكأنه لعبة فيديو، فتواجه «إيلودي» سلسلة من العوائق المتلاحقة، ثم تحرز بعض التقدّم لكنه لا يكون كافياً لتحقيق هدفها. تظهر براون وحدها في مشاهد طويلة، وهي تجيد التنقل بين مشاعر الخوف وقوة الإرادة. كذلك، تبرز بعض المفاجآت المخيفة، لا سيما بعد وصول شخصيات أخرى إلى الكهف.

من المؤسف ألا يُعرَض هذا النوع من الأفلام على الشاشة الكبيرة لأن مواقع التصوير تعجّ بتفاصيل مشوّقة قد تُعوّض أحياناً عن نقاط ضعف السيناريو. لكن يبقى الفيلم عملاً يستحق المشاهدة على الشاشة الصغيرة أيضاً بفضل أداء البطلة الحيوية وتعاملها اللافت مع هذه القصة التقليدية، بما في ذلك تحوّل مفاجئ على صلة بقوة الأخوّة مع اقتراب النهاية.

MISS 3