ابراهيم: أشجّع طلابنا على اختيار الاختصاصات الزراعية والبيئية..

لحود رعى إحتفالاً بيئيّاً في زحلة: الزراعة عمود أساسيّ في الإقتصاد المنتج

20 : 28

نظم مجلس الأهل في ثانوية مار يوسف للراهبات الأنطونيات زحلة احتفالا بيئيا تحت عنوان "الذي يزرعه الإنسان، اياه يحصد" في مسرح الثانوية، برعاية وحضور المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، وببركة مجلس اساقفة زحلة والبقاع.


وحضر الاحتفال رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، الأرشمندريت بورفيريوس ابراهيم ممثلا المتروبوليت انطونيوس الصوري، مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، مديرة الثانوية الأخت رولا كرم، رئيس مجلس الأهل المهندس نديم الريف واعضاء المجلس، رئيس مصلحة الصحة في البقاع الدكتور خليل عقل، رئيس دير مار الياس المخلصية الأرشمندريت نقولا الصغبيني، رئيس دير مار انطونيوس الكبير الأب جوزف شربل، رئيس دير مار الياس الطوق الأرشمندريت مطانيوس نصرالله، رئيس دير مار فرنسيس الأب الياس مرسوانيان، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، مدير مدرسة سيدة الزلزلة الأب جورج معلوف، مدير مدرسة القديسة ريتا الأب ادمون بخاش، الأب جاورجيوس شبوع، المهندس وسيم رياشي، اعضاء من الهيئتين التعليمية والإدارية وطلاب الصفوف النهائية.


وافتتح الحفل بالنشيد الوطني عزفه طلاب من الثانوية، تلاه نشيد المدرسة، بعده قدم طلاب صفوف الرابع والخامس اساسي فقرة فنية.


رئيس مجلس الأهل في الثانوية المهندس نديم الريف كانت له كلمة رحب فيها بالحضور، وشدد على "أهمية تنظيم ندوات التوعية البيئية بهدف الحفاظ على ما تبقى من مقومات بيئية في لبنان".


وألقت كلمة تلامذة مدارس زحلة الطالبة كريستي نبهان من مدرسة سيدة الزلزلة، اما كلمة مجالس الأهل في زحلة فألقاها المهندس وسيم رياشي مشددا على "ضرورة استمرار الحملة البيئية التي اطلقت العام الماضي من ثانوية القلبين الأقدسين في زحلة وستستمر مع باقي المدارس"، وشكر لحود على رعايته الحملة ومتابعته الحثيثة لها.


والقت رئيسة ثانوية مار يوسف للراهبات ألأنطونيات الأخت رولا كرم كلمة مدارس زحلة في الحفل، وقالت: "التعليمُ أساسُ الوعي، والوعي هو مُفتاحُ فهمِنا للتحدياتِ الزمنيةِ البيئيةِ، والفهمُ يحثُنا على تبني مفهوم التربية المستدامة في المناهج الدراسية والممارسات التعليمية".


أضافت: "لديكم أيها الشبانُ وعيٌ بيئيٌ جديدٌ وروحٌ سخيٌ، والبعضُ منكم يناضلُ على نحوٍ رائعٍ من أجل الدفاع عن البيئة، غير أنكم تنشَؤون في إطارٍ من الاستهلاكِ المفرط ومن رغد العيش، وهو ما يجعل من الصعب نضوج عاداتٍ أخرى. لهذا، فإننا، إلى جانبِكم، نجد أنفسَنا أمام تَحدٍ تربوي، المربون شركاؤنا في عيشه وتخطيه وكل ذوي الإرادة الصالحة. وعليه، تحثنا ضرورة الاستثمارِ في التربية على إيكولوجيا متكاملة لنفهم أن البيئة هي عطية من الله وإرثٌ مشتركٌ ينبغي علينا إدارتُه لا القضاء عليه".


وتابعت: "من الرائع ومن النبيل جداً أن تتوصل التربية، في المدرسة كما في البيت، إلى التحفيز على الالتزام بواجب الحفاظِ على الخليقةِ من خلالِ القيامِ بأعمال يومية صغيرة، علينا ان نكون صالحين وصادقين، أن نكون مواطنين بيئيين".


وختمت: "بين الاهتمام بالطبيعة، والعدالة تجاه الفقراء، والالتزام في المجتمع، والسلام الداخلي وجوهٌ أربعة لمكعب وجودِنا بشرا مخلوقين على صورة الله وكماله، فلنكن جميعاً جزءاً من هذا الجهد العالمي لبناءِ عالمٍ أفضل وأكثر استدامة".


المطران ابراهيم

وألقى المطران ابراهيم كلمة مجلس أساقفة زحلة والبقاع قال فيها إن "الزراعة والبيئة جزءٌ لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة، وهما من نسيج العالم الذي نعيش فيه".


وأشار إلى أنّ "الزراعة ليست مجرّد وسيلة لتوفير الغذاء، بل هي عمليّة حيوية لاستدامة الحياة على هذا الكوكب"، متسائلاً: "كيف يمكننا أن نتحدث عن الزراعة من دون أن نتحدث عن البيئة؟".


وقال: "إن البيئة تشكل المسرح الطبيعي للزراعة، لأنها توفر الظروف المناسبة لنمو النباتات والحيوانات التي نعتمد عليها للحصول على الغذاء والمواد الخام الأساسية".


أضاف: "ما نقوم به كبشر في تعاملنا مع البيئة يؤدي دورا مهما في صحة الأرض وثباتها وصمودها. أما تحديات التلوث فتهدد مستقبل كوكبنا البهي".


ولفت إلى أنّ "الزراعة المستدامة واحترام البيئة وحمايتها تتحقّق من خلال استخدام تقنيّات زراعيّة حديثة وآمنة وتقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائيّة الضارّة، من أجل التمكُّن من الحفاظ على صحّة التربة والتنوع البيولوجي".


وقال: "هذا الإدراك والوعي لأهمية البيئة والزراعة والطبيعة في ديمومة الحياة على الأرض، يساعدنا على اتخاذ القرارات الصحيحة والمسؤولة في تعاملنا مع مواردنا الطبيعية. يجب ألا ننسى أنّنا جميعاً شركاء في الحفاظ على هذا الكوكب الجميل الذي نعيشُ عليه، فلقاءُ اليوم يصبُّ في خانة التصويب نحو هذا الهدف السامي والمقدس".


أضاف: "نحن في سهل البقاع التاريخي، الذي يعتبر من أكثر سهول العالم خصوبةً، وقد سمي يوماً "أهراءات روما"، فهذه التسمية لم ترتكز على عامل المساحة فحسب، بل على عامل الخصب، والجودة خصوصاً، فثمار السّهل، عرين الشمس، هي الأشهى والألذ في العالم. لذا، أشجّع طلّابنا البقاعيّين على اختيار الاختصاصات الزراعيّة والبيئيّة المناسبة من أجل الحفاظ على هذا الإرث الذي من الله ورثناه".


وتابع: "إن التحديات البيئية الحالية التي نواجهها في عصرنا، خصوصاً في وطننا لبنان، مثل التغيّر المناخيّ النّاتج من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتلوّث المصادر المائيّة والمسطّحات المائيّة الكبيرة، والاحتباس الحراري والتغير المناخي وظهور مشكلة التصحر، إضافةً إلى ارتفاع شدّة الجفاف، وحرائق الغابات، ومصادر الطاقة، والمخلفات الصناعية والكيماوية والغذائية وما تخلفه من أمراض وأوبئة، قد يُمكن حلُّها بواسطة الممارسات الزراعيّة المستدامة المساهمة في التصدي لهذه التحديات التي تهدد الحياة البشريّة برمّتها وتسبّب أزمات كثيرة كتكوّن الأمطار الحمضية، وتكوّن الضباب، والهجرة البيئيّة، وتلف النباتات الزراعية والغابات، وتلوث المياه الجوفية وغيرها.


وأردف: "إن كل طالب بيننا وكل واحد منا قادر على أن يؤدي دورا مهما في الحفاظ على البيئة، سواء أكان ذلك من خلال تبني ممارسات زراعية مستدامة أم من خلال دعم المبادرات البيئية".


وختم: "إنّ الطّبيعة والبيئة ووطننا لبنان تحتاج إلى رعايتكم وحبكم للأرض والتراب والماء والهواء التي خلقها الله لنا. لا أحد يقدر أن يلوّث وطنه من دون أن يلوّث ذاته وعائلتَه وأهله. أما إذا استطعنا أن ننقي ذواتنا، فإنّنا من دون أدنى شك سنتمكّن من تنقية البيئة الطبيعيّة، ونتخلّص من تلوث الطبيعة والمجتمع والسياسة والإدارة والمؤسّسات وسائر الوطن".


لحود

واختتم الاحتفال بكلمة لحود قال فيها: "أودّ أن أشكر المبادرة الكريمة من رئيس لجنة الأهل في ثانوية مار يوسف للراهبات الأنطونيات المهندس نديم الريف على دعوتنا وتنظيمه لهذا الحدث الذي أصبح حدثاً سنويّاً لمدارس زحلة. بدأنا به العام الماضي مع لجنة الأهل في ثانوية القلبين الأقدسين زحلة الراسية وهو يتابع اليوم مع كل لجان الأهل. وهنا اوجه تحية لكل لجان الأهل في كل مدارس زحلة التي تدعم كل المشاريع الزراعية والتنموية والبيئية في زحلة. أوجّه تحيّة إلى مدارس زحلة الّتي هي استثنائية في عملها. رغم كلّ الأزمة الإقتصاديّة والإجتماعيّة بقيت مدارس زحلة تُخرّج أفضل الأجيال، وعبر الأخت رولا أوجّه تحيّة لرئيسات رؤساء المدارس الخاصّة والرسميّة في زحلة الّذين يجعلون من الضعف قوة ويتابعون مسيرة تربوية مهمة في اصعب مرحلة يمر بها لبنان".


أضاف: "اشكر سيادة المطران ابراهيم على شهادة التقدير فقد أعطيتني أكثر ممّا أستحقّ. أشكر محبّتك وتعاونك منذ توليك مهامّك الأسقفية في كانون الأول 2021 نشعر بوجود تعاون واهتمام كبير بالمزارع والقطاع الزراعي، في منطقة غالبية سكانها هم مزارعون، في منطقة فيها أوسع المساحات الزراعية في منطقة تعتبر استراتيجية لتحقيق امن غذائي في لبنان. ولمسنا اطلالاتك العديدة على الأرض والإجتماعات والمشاركة في نشاطات زراعيّة وصناعيّة وتسويقيّة عدّة، لأننا نعتبر أن الراعي يتكامل مع أبناء رعيته وهم غالبيتهم من المزارعين. وأرحّب برؤساء الأديار وممثلي الرهبانيات التي لدينا تعاون كبير معها، وأحيّي أيضاً اساقفة زحلة والبقاع، فبركتهم أساسية اليوم بكل المواضيع ودعمكم اساسي".


وتابع: "اوجه التحية الى الأساتذة والطلاب الموجودين معنا اليوم، فهم امل لبنان وأمل المستقبل. حفاظكم على البيئة وعلى الثروة الحرجية هو اساس في عمل لبنان. وادعو اليوم ان تتعاونوا مع الدولة ومع البلديات للحفاظ على الثروة الحرجية وفي زيادة المساحات الخضراء، وهنا، أناشد القضاء وكنت قد تواصلت مع وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال ومدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار واتفقنا على الإسراع في اصدار الأحكام الصارمة بحق المعتدين على الثروة الحرجية لأنها تحمي ثروة لبنان الخضراء".


واردف: "اليوم وبعد نهاية هذا اللقاء ستكون لدينا توصيات بيئية تصدر من ثانوية مار يوسف للراهبات الانطونيات، ستكون بمثابة اعلان بيئي لكل زحلة والبقاع ولبنان، وعلينا العمل لأجل هذا الاعلان عبر المنظمات والهيئات المانحة، عبر المجتمع الدولي، وعبر البلديات والرهبانيات، الأديار والمجتمع المحلي من جمعيات واندية".


ثم فند أهدافَ هذا الإعلان البيئيّ، وقال: "أوّلاً، الهدف منه الحفاظ على الثروة الحرجية في البقاع وفي لبنان، ثانياً، زراعة المساحات الخضراء وزيادة نسبتها، واستصلاح الأراضي غير زراعية، فاليوم، نحن بحاجة لزيادة مساحة الأراضي الزراعية. بعد أزمة 17 تشرين عرفنا قيمة الأراضي الزراعية. كنا في الماضي نستورد العديد من الموادّ لكن اليوم مع ارتفاع سعر صرف الدولار لم يعد بالإمكان الإستيراد واخراج العملة الصعبة من البلاد. علينا أن نزرع أرضنا لكي نؤمن الأمن الغذائي، ونؤمن حاجاتنا الأولية للمصانع الغذائية ونصدر هذه الصناعات لأنها تدخل أموالاً صعبةً إلى البلاد. علينا أن نفكّر بالإقتصاد المنتج، والزراعة هي عمودٌ أساسيّ في الإقتصاد المنتج. من زحلة ومن هذه الثانوية وببركة اصحاب السيادة اساقفة زحلة، اناشد الإنتشار والإغتراب الزحلي واللبناني، فكلما دعموا تسويق منتوجات لبنان، كلما ثبتوا أهلهم في أرضهم، كلّما جعلوا الحياة الإقتصادية والإجتماعية مستمرة، وبالتالي يؤمنون استمرارية العديد من العائلات".


وتابع: "ثالثاً، التعامل مع موضوع تغير المناخ، رابعاً، أن تكون لدينا في المدارس مباريات لتقديم أفضل المواضيع حول عنوان "ما يزرعه الإنسان، إيّاه يحصد"، سنحاول إدخال المجتمع الدولي لدعم هذه المبادرات، خامساً، مع الكنيسة الممثلة بالرهبانيات يجب أن يكون لدينا تعاونٌ ببركة مجلس الأساقفة لتنحقيق هذه المبادرة البيئية، سادساً، نحن نعيش بين سلسلتَي جبال لبنان الشرقية والغربية، والله وضعنا في منطقة مميزة".


وختم: "اتمنى بعد اطلاق هذه المبادرة ان تكون لدينا من الآن لغاية آذار المقبل مشاريع تحقّق هذه المبادرة، وسنتنقل بين كل مدارس زحلة".


وفي نهاية الإحتفال بارك المطران ابراهيم غرسات من الأرز وتم توزيعها على الحضور وانتقل الحضور الى فناء المدرسة حيث تم غرس شجرة زيتون.

MISS 3