تصميم أعضاء نموذجية عبر خلايا أجنّة حية

02 : 00

ابتكر العلماء نماذج صغيرة لكن معقدة من الأعضاء البشرية انطلاقاً من خلايا أجنّة حيّة للمرة الأولى على الإطلاق، ما يمنح الخبراء فكرة جديدة عن نمو البشر والعلاجات المحتملة للتشوهات قبل الولادة.

هذه العضيات ليست نسخاً كاملة من الأعضاء، لكنها قريبة من العيّنات الحقيقية لدرجة أن تُستعمل لدراسة الأمراض وجوانب أخرى من علم الأحياء البشري الذي يصعب استكشافه لدى الإنسان الحي.

في دراسة جديدة، زرع فريق دولي من الباحثين عضيات من الرئة والكلى والأمعاء انطلاقاً من خلايا جذعية حية في السائل المحيط بالجنين. يسهم هذا السائل في حماية الطفل وتزويده بالمغذيات، وهو يؤخذ من الأم من دون أن يتأذى الطفل، كجزءٍ من فحوصات الحمل الروتينية.

يمنح النسيج الجديد العلماء طريقة لدراسة المشاكل الناشئة في الرحم، قبل أسابيع من ولادة الطفل. لا بد من إجراء دراسات إضافية لبلوغ تلك المرحلة، لكن أصبح العلماء قريبين من تحقيق هذا الإنجاز أكثر من أي وقت مضى.

اختار الباحثون مراقبة فتق الحجاب الحاجز الخلقي الذي يُسبب مشاكل تنفسية. من خلال تحليل العضيات المشتقة من أجنّة مصابة بهذا المرض أو غير مصابة به، تمكّن العلماء من تعقب أي جينات مرتبطة بتلك الحالة، ما قد يُوجّه العلاجات المحتملة مستقبلاً.

يقول باولو دي كوبي، استشاري في جراحة الأطفال من جامعة «كوليدج لندن»: «إنها المرة الأولى التي نقوم فيها بتقييم وظيفي لمرض خلقي لدى الأجنّة. تُعتبر هذه الخطوة بالغة الأهمية في مجال طب ما قبل الولادة».

قد يطرح هذا الابتكار طريقة محتملة لمعالجة المشكلة قبل أن تعطي عواقب بارزة. يمكن اختبار الأدوية التي يتم تطويرها لمعالجة أمراض خلقية مثل التليّف الكيسي على العضيات قبل إعطائها للجنين. إنه إنجاز غير مسبوق في مجال استكشاف تطور الأجنّة.

يبقى نجاح العلماء في تحديد أنواع الخلايا في السائل المحيط بالجنين وتطوير تلك العضيات المصغّرة إنجازاً كبيراً وواعداً، لكن تكثر المسائل التي تحتاج إلى استكشاف إضافي. لا نعرف معلومات كثيرة مثلاً عن المراحل الأخيرة من الحمل، لذا من الإيجابي أن تظهر مجالات جديدة من طب ما قبل الولادة.

MISS 3