إشارة صادرة من نيزك مشبوه قد تكون مجرّد شاحنة صاخبة

02 : 00

يبدو أن الإشارات الزلزالية المنسوبة إلى نيزك سقط على الأرض منذ عشر سنوات تشتق من ظاهرة أكثر بساطة بكثير.



في السنة الماضية، تصدّر نيزك CNEOS 2014-01-08 عناوين الأخبار، حين زار العلماء ما اعتبروه موقع اصطدام صخرة فضائية وجمعوا عيّنات من كريات ضئيلة مجروفة من قاع البحر. هم افترضوا أن ذلك الحطام يحتوي على أدلة مرتبطة بتكنولوجيا فضائية معيّنة.

لكن ظهرت مشكلة جديدة بشأن ذلك الادعاء الآن. يبدو أن بيانات الرصد الزلزالي المستعملة لتعقب مسار ذلك الجسم الافتراضي نحو البحر الواقع قبالة ساحل بابوا غينيا الجديدة لم ترصد نيزكاً وهو يصطدم بالأرض، بل شاحنة هادرة كانت تمرّ في طريق مجاور.

يوضح عالِم الزلازل الكوكبية، بنجامين فيرناندو، من جامعة «جونز هوبكينز»: «غيّرت الإشارة اتجاهاتها مع مرور الوقت، وباتت متطابقة مع طريق يمرّ به مقياس الزلازل. يصعب أن نرصد إشارة معيّنة ونؤكد على مصدرها. لكن يمكننا أن نثبت وجود إشارات كثيرة من هذا النوع ونجمع الخصائص التي نتوقع صدورها من شاحنة وتلك التي لا تتطابق مع مواصفات النيازك».

من الشائع أن يتم تفسير الإشارات بطريقة يتبيّن لاحقاً أنها خاطئة. يبقى البشر كائنات صاخبة وفوضوية، وقد يصعب التمييز بين الإشارات الطبيعية والضجة التي يُحدِثها الناس.

تتطلب الادعاءات الاستثنائية أدلة استثنائية دوماً. تعجّ الأرض بكريات نيزكية. تذكر دراسة من العام 2021 مثلاً أن 3600 طن من الكريات الكونية تستهدف الأرض سنوياً. لهذا السبب، يصعب ربط الكريات المجروفة من المحيط، بعد عشر سنوات على وقوع الحادثة، بنيزك محدد.

في تقرير من السنة الماضية، اكتشف علماء الفلك أن البعض بالغ في تقدير سرعة نيزك CNEOS 2014-01-08، ما يعني أن الأدلة المرتبطة بأصله كانت خاطئة على الأرجح. بعبارة أخرى، يبدو أننا عدنا إلى نقطة الصفر في مجال رصد إشارات قوية على وجود ذكاء خارج كوكب الأرض.

في النهاية، يستنتج فيرناندو: «يبدو أن الجسم الموجود في قاع البحر لا يرتبط بذلك النيزك، سواء كان صخرة فضائية طبيعية أو قطعة من مركبة فضائية تعود إلى كائنات غريبة. لكننا نشتبه بأنه لا يرتبط بكائنات فضائية».

MISS 3