لأن العطاء أبيض والمحبة بيضاء، أطلّ الفنان رامي عيّاش أمس على مسرح كازينو لبنان بالأبيض، هو وفرقته والكورس، كما فرقة الرقص التي رافقته بالطبول. في حفل قدّمه مجانا دعماً لجمعية "Grace Hills" التي تعنى بالأشخاص المختلفين، فوق الثامنة عشرة من العمر. وقد نظّمت الجمعية هذا الاحتفال لاستكمال بناء منزل ومدرسة لهؤلاء الأشخاص في ربوع بلدة إهمج الجبيلية، على أرض قدّمتها مطرانية جبيل المارونية ووقف إهمج.
وشهد الحضور الذي اكتظت به الصالة على قوة الصوت تعانق نبل العطاء، فشارك لمدة ساعة ونصف بالأغاني التي حفظها عن ظهر قلب. وقد تقدّمه مطران أبرشية جبيل المارونية ميشال عون والنائبان سيمون أبي رميا وزياد الحوّاط، رئيس بلدية إهمج نزيه أبي سمعان وأعضاء المجلس، مختارا البلدة شربل زيادة وشربل أبي رميا، نقيب مستوردي المشروبات الروحية ميشال أبي رميا ورئيسة الجمعية إيليان مطر أبي رميا بالإضافة إلى شخصيات سياسية وقضائية ودينية وإعلامية.
سبق إنارة أضواء المسرح، إستقبال تعرّف من خلاله الحضور على الجمعية، التي تعتبر رائدة في تخصيص منزل ومدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة للبالغين. وهم في الغالب محرومون من النشاطات الاجتماعية والترفيهية أو المدرسة أو أي متابعة جدّية.
وقد انطلق الحفل بكلمة للمحامي رولان حردان عرّف من خلالها بالمشروع شاكراً الفنان عيّاش على كرمه ورئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان خوري لتقديم صالة الحفل. ومما جاء في كلمته: " ابتدأت النشاطات التي عنوانها الفرح والتضامن، وأمضى الشباب الذين تستهدفهم الجمعية أجمل الأوقات في رحاب الطبيعة، وبدأت رحلة تحقيق الحلم التي ستطول بحكم ضخامة المشروع المؤلف من مبنيين متصلين أحدهما مدرسة وثانيهما مكان لإقامة من تهتم بهم الجمعية وترعاهم، لكن البشائر أتت مميزة بفعل التقديمات والتبرعات". وأضاف:" أملنا اليوم من خلال ريع هذا الحفل، ان ننفذ جزءا صغيرا من المشروع وهو طابق واحد من كل مبنى، وتبنون معنا من خلال مساعدتكم مؤسسة سترعى أولادا وتحتضنهم وتكون لهم أرضا دافئة فيغيب في وديان الصمت وجعهم وتطفو فوق جبالنا بسماتهم وشعورهم بالحب والأمان".
ولأن المشروع نابع من تجربة خاصة صقلت بالهمّ اليومي والارادة القوية لجعل أيام هؤلاء الأولاد وردية، أشارت رئيسة الجمعية السيّدة إليان مطر أبي رميا في كلمتها إلى أن "هذا المشروع هو حلم كل أم ترى أطفالها ينطلقون على دروب الحياة مكللين بالنجاح، ولكن للأسف البعض منا شاء القدر أن يبقى أولادهم أطفالا مدى الحياة وهو أمر صعب ووجع كبير". وعلّقت "إبنتي بقيت طفلة صغيرة، مع أنها تعلّمت التضحية والعطاء وتعلّمت أن الاستسلام ليس هدفنا". وقد توجّهت إليها قائلة:" لأنك ورفاقك في حاجة إلى حضن دافئ كل العمر ها هي "غرايس هيلز" لكم كل العمر وبفضلكم نلتقي اليوم مع هذه الوجوه لنشر الفرح ومسح دمعة خجولة وزرع الأمل في زمن المآسي والحزن". وشكرت بدورها الفنان عيّاش وخوري والخيّرين على دعمهم ومساهماتهم.
ثم اعتلت المسرح الإعلامية منى أبو حمزة لتثني من جهة على أهمية المشروع ودور الجمعيات في سدّ ثغرات الدولة لا سيما في هذا المجال. ومن جهة أخرى على مساهمة الفنان رامي عيّاش الذي له باع طويل في مجال العطاء.
وإنطلق الحفل بعد أن قدّمت أبي رميا درعا تقديرياً لعيّاش الذي سيبقى صدى صوته مدويّا في غابة إهمج، حيث سيتجسد بأرزة غُرست على اسمه وقد سلّمه شهادتها رئيس البلدية نزيه أبي سمعان.
