حدادٌ وطنيّ في روسيا... وغوتيريش يدعو من رفح لإنهاء "كابوس" غزة

إسرائيل تصعّد جنوباً وبقاعاً... ومواقف ترحّب بمبادرة بكركي وتدعو للحوار

02 : 00

من القصف الإسرائيلي على الخيام أمس (أ ف ب)

بين احتفالات أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتبعون التقويم الغربي، وعطلة عيد بشارة السيدة العذراء يوم الاثنين، إستراحت المبادرات الرئاسية والجولات الديبلوماسية، على عكس الميدان المشتعل جنوباً وبقاعاً.



فعند منتصف ليل السبت - الأحد، كان محيط بعلبك مجدّداً على موعد مع غارات إسرائيلية متتالية شنّتها مسيّرة إسرائيلية، واستهدفت مبنىً مؤلفاً من 4 طبقات، وسط تحليق مكثّف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.


من الغارة على بعلبك ليل السبت - الأحد




الضربة الليلية، جاءت بعد تصعيد ميداني خلال النهار، حيث سُجّلت سلسلة غارات إسرائيلية على عدد من القرى الجنوبية الحدودية، ليقول بعدها الجيش الإسرائيلي إنّ الضربات استهدفت مواقع عسكرية لـ "حزب الله" في كفركلا والناقورة وعيتا الشعب، وموقع رصد تابع للحزب في منطقة الخيام.



في المقابل، ردّ "الحزب" بسلسلة عمليات طالت أهدافاً إسرائيلية بينها ثكنة راميم وموقع "كفاربلوم" للدفاع الجوي، والتجهيزات التجسسيّة في موقع الرادار، ومواقع بياض بليدا، ورويسات العلم في تلال كفرشوبا والمالكية.



سياسياً، قال النائب كميل شمعون إنّ "الهدف من مبادرة بكركي توحيد الآراء ووضع أهداف مشتركة، أي تطبيق الدستور وفقاً لاتفاق الطائف"، وكشف عن لقاء جديد ربما في 14 نيسان للمجموعات المسيحية، مطالباً بـ "حياد لبنان لعودة الثقة بالبلد وإنجاز الاستحقاق الرئاسي".



أما النائب بلال عبدالله فرحّب بلقاء بكركي، على أمل أن "يتوسّع ويأخذ طابعاً وطنياً أكبر"، كما اعتبر أن "المطلوب هو عدم تعطيل جلسات الانتخاب والاسراع في إنهاء الشغور"، معتبراً أنّ "تحرّك اللجنة الخماسية كان يجب أن يحفّز الداخل على انتخاب الرئيس".


من جهته، جدّد النائب تيمور جنبلاط دعوة الجميع إلى "تحفيز الخطى لبلوغ توافق وطني حول خارطة طريق تؤسّس لخطوات مُجدية ومسؤولة، من شأنها أن تطلق مسارات سريعة للحلول الداخلية المطلوبة، وفي مقدمتها الشغور الرئاسي".



بدوره، اعتبر النائب طوني فرنجية أنّ الملف الرئاسي لن يُحلّ سوى بجلوس الجميع معاً، "فيناقش كل طرف هواجسه بدون شروط لا تكون لاحقة ولا مسبقة"، مبدياً تمسكه بالحوار، حيث قال إنّ "من يرفض ربط المسار الرئاسي بمسار الحرب كان عليه ألا يرفض الحوار، لا بل أن يطالب به منذ بداية الشغور فهو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس صنع في لبنان".



روسيا في مواجهة الإرهاب

دولياً، بقيت في واجهة الأحداث، تداعيات الهجوم الإرهابي الذي تبنّاه داعش واستهدف صالة "كروكوس" للحفلات الموسيقية في موسكو، ليل الجمعة، وخلّف أكثر من 133 قتيلاً.



فقد أعلنت روسيا توقيف 11 شخصاً، بينهم أربعة مهاجمين ضالعين في الهجوم، ونشرت مشاهد لاستجواب بعضهم، مشيرة إلى أنّهم رعايا دولة أجنبية، من دون تحديد جنسياتهم.



الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ندّد بـ "العمل الإرهابي الهمجيّ" وأعلن اليوم الأحد يوماً للحداد الوطني، توعّد في كلمة متلفزة بأنّ "الإرهابيين والقتلة واللاإنسانيين سيواجهون مصيراً لن يحسدوا عليه".



ورغم تبنّي داعش للهجوم، أصرّ بوتين وجهاز الأمن الفدرالي الروسي، على توجيه أصابع الاتّهام الى أوكرانيا، عبر القول إنّها على صلة بالمهاجمين، وهو الأمر الذي نفته كييف.


في حين، اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نظيره الروسي بالسعي إلى "إلقاء اللوم" على أوكرانيا.



الأضرار في موقع الهجوم الإرهابي بموسكو (أ ف ب)



تنديد دوليّ وعربيّ

هذا وتواصلت ردود الفعل المندّدة باعتداء موسكو، حيث عبّرت الخارجية اللبنانية عن تضامنها الكامل مع روسيا واستنكارها التام، لهذا العمل الإجرامي.



كما وجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي برقية تعزية الى الرئيس الروسي، أكد فيها رفض لبنان المطلق لكل أشكال العنف والتطرف والارهاب.



وأبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري الى بوتين، مشدّداً على أنّ استمرار الاعتداءات الارهابية، يستوجب جهداً دولياً عاجلاً لتجفيف منابعه.



هذا واستنكر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هجوم موسكو، معتبراً أنّ "مواجهة الإرهاب تستدعي أوسع تضامن عالمي في سبيل اجتثاثه من جذوره".



وفي المواقف أيضاً، وصف البيت الأبيض، تنظيم داعش بأنّه "عدو إرهابي مشترك ينبغي هزيمته في كل مكان"، بعدما ندّد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن بهجوم موسكو الدامي معتبراً أنه "جريمة بغيضة".



من جهته، دان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، "الهجوم الإرهابي الفظيع" في موسكو، مشيراً الى أنّ الإرهاب غير مقبول بغض النظر عن مصدره أو مرتكبه".




غزة بين القصف والمفاوضات


التطوّرات في روسيا لم تحجب الاهتمام الدولي والعربي عن قطاع غزة وسكّانه، الذين رزحوا تحت يوم جديد من الغارات الجوية والقصف المدفعي، فيما واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية لليوم السادس على التوالي، في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة.



وعصر السبت، اتهمت حركة حماس، الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على حشد من الفلسطينيين، حين كانوا بانتظار الحصول على المساعدات عند دوار الكويت جنوب شرق مدينة غزة، ما أدّى الى مقتل 19 شخصاً وجرح 23، غير أنّ الجيش نفى ذلك.



وعلى خطّ المفاوضات المستمرّة بهدف التوصل الى هدنة جديدة، أعلن قيادي في حماس أن المواقف "متباعدة جداً"، متّهماً إسرائيل بتعمّد "تعطيلها ونسفها".



تزامناً، حطّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، في رفح، حيث رأى خلال زيارته الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة، أنّ الفلسطينيين يعيشون كابوساً لا ينتهي، معتبراً ألاّ "شيء يبرّر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.


كما دعا الى وقف فوري لإطلاق النار، قائلاً: "حان الوقت كي تبدي إسرائيل التزاماً صارماً بإيصال كل مواد الإغاثة الإنسانية إلى مختلف أنحاء غزة وبدون قيود".



خلال زيارة غوتيريش الى رفح أمس (أ ف ب)



MISS 3