رمال جوني

بالعلم اللبناني... الهبّارية تُشيّع مُسعفيها

28 آذار 2024

02 : 00

الهبّارية مفجوعة، لم تستوعب بعد ما حصل، لمَ استهدف العدوان الإسرائيلي المركز الصحّي الذي يقدّم خدماته للنازحين ومراكز الإيواء في البلدة؟ يُسيطر الغضب على الأهالي الذين كانوا قبل المجزرة بعيدين عن أهوال الحرب والاعتداءات الإسرائيلية. بالعلم اللبناني شُيّع المسعفون السبعة، في رسالة واضحة إلى أنّ الإسرائيلي تقصّد استهداف المدنيين، فقصف الجهاز الإسعافي الذي يفترض أن يكون تحت حماية القانون الدولي. فالقصف طال المركز مباشرة، وهو ما اعتبره البعض رسالة إسرائيلية دمويّة وخطيرة.

عملياً، يتبع المركز لـ»الجماعة الإسلامية»، وهو يندرج في سياق الشقّ الخدماتي الذي تقدّمه لأبناء الهبّارية وقرى العرقوب، ويقدّم المركز شتّى الخدمات الصحية والتمريضية للنازحين من أبناء كفرشوبا وشبعا ويقدّر عددها حوالى 70 عائلة، وفق رئيس بلدية الهبّارية أيمن شقير الذي لفت إلى خطورة الاستهداف الإسرائيلي للمركز الذي يقع وسط البلدة بصاروخ «محا المبنى عن بكرة أبيه».





قضى الصاروخ الإسرائيلي على أحلام فاروق عطوي الذي كان يستعدّ للزواج قريباً، ومحا أحلام أحمد وحسين الشعار التوأم اللذين قضيا مع باقي الشباب في الغارة، وجلهم أقرباء. لفّ الحزن الهبّارية المصدومة، ويشير شقير إلى أنّها «المرّة الأولى التي تستهدف الهبّارية، وكان القصف قاسياً جدّاً علينا»، ويرى أنّ «العدو الإسرائيلي يحاول استدراج «الجماعة الإسلامية» إلى الحرب رغبة منه في توسيعها، وفي هذا الإطار يأتي الاستهداف لأحد مراكزها». كان يوماً صعباً عاشته الهبّارية التي ودّعت شبّانها السبعة، بموكب شعبي. ويقول الناشط الإجتماعي رياض عيسى إنّ «الهبّارية اعتادت تقديم الدماء في سبيل الوطن، وما حصل هو مجزرة في حقّ الإنسانية ومخالفة صريحة لكلّ المواثيق الدولية». واعتبر أنّ الاعتداء «طال شباناً جامعيين طموحين، عدد منهم يتامى كانوا يطمحون في بناء مستقبلهم في لبنان، وإذ بالعدوّ قضى عليهم». ويعتقد عيسى أنّ «استهداف العدو مركزاً إسعافياً هو فشل استخباراتي وإفلاس في بنك أهدافه التي باتت بمعظمها مدنية، فالمركز هو مدني تنتشر حوله سيارات الإسعاف ولا مظاهر عسكرية». المؤكد أنّ الهبّارية تعيش حالة صدمة، ويتهيّأ عدد من أبنائها للنزوح وفق ما أشار شقير. ويتوقّع أن ينزح نصف العائلات الباقية ويقدّر عددها بـ400 عائلة. ولاحقاً، أفاد المكتب الإعلامي لـ»الجماعة الاسلامية» في بيان أنّ «المركز يخصّ الجمعية المذكورة ولا صلة ولا علاقة للجماعة به».







MISS 3