الصين تُحذّر أميركا من "اللعب بالنار" التايوانية!

02 : 00

عازار ينحني تكريماً للرئيس التايواني السابق لي تنغ هوي في تايبيه أمس (أ ف ب)

بينما تعصف التوتّرات الجيوستراتيجيّة بين "العم سام" و"التنين الأصفر" حول العديد من الملفات الحسّاسة، كالوباء التاجي وهونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي وحقوق الإنسان والحرب التجاريّة والتكنولوجيّة والسيبرانيّة وغيرها، وفيما اختتم وزير الصحة الأميركي أليكس عازار زيارة تاريخيّة استمرّت 3 أيّام إلى تايوان بالإشادة برئيسها السابق لي تنغ هوي، الذي كان شوكة في خاصرة الصين، حذّرت السلطات الشيوعيّة في بكين واشنطن أمس من "اللعب بالنار" في شأن قضيّة تايوان. وقال الناطق باسم الخارجيّة الصينيّة تشاو ليجيان لوسائل إعلام: "في ما يتعلّق بالمسائل المتعلّقة بالمصالح الأساسيّة للصين، يجب عدم خداع بعض الناس في الولايات المتحدة وعدم اللعب بالنار"، مذكّراً بمعارضة بلاده لأي اتصال رسمي بين الولايات المتحدة وتايوان "تحت أي ذريعة كانت"، إذ تعتبر الصين الشيوعيّة تايوان إحدى مقاطعاتها وتُدين أي اتصال رسمي بين الجزيرة والمسؤولين الأجانب.

وزار عازار قبر الرئيس التايواني السابق لي تنغ هوي، الذي توفي في نهاية تموز عن 97 عاماً، وأشاد بدوره في التحوّل الديموقراطي للجزيرة. وكتب الوزير الأميركي في رسالة تعزية: "إنّ الإرث الديموقراطي للرئيس لي سيُحسّن العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان إلى الأبد". وفي تسعينات القرن الماضي، كان لي مهندس تحوّل تايوان إلى دولة حرّة وحديثة بعد عقود من الديكتاتوريّة، وبالتالي أصبح شوكة في خاصرة النظام الشيوعي في الصين القارية. وكان أيضاً شخصيّة بارزة في حركة الاعتراف بالجزيرة كدولة مستقلّة والمناداة بمفهوم "الاستقلال".

وقدّمت واشنطن وتايبيه رحلة عازار كفرصة لتعلّم الدروس من سياسة تايوان الناجحة الخاصة بمواجهة فيروس "كورونا المستجدّ"، بحيث أن تايوان هي إحدى الدول التي تمكّنت من إدارة الأزمة الوبائيّة بشكل ممتاز، إذ سجّلت الجزيرة أقلّ من 500 إصابة و7 وفيات فقط. وزيارة عازار هذه لتايبيه هي الأولى لمسؤول أميركي بهذا المستوى منذ أن قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الديبلوماسية مع تايوان العام 1979 واعترفت بالصين الشيوعيّة.

على صعيد آخر، أعلنت هونغ كونغ تعليق اتفاقيتَيْ تسليم المطلوبين الموقّعتَيْن مع فرنسا وألمانيا، بعد أيّام على اتخاذ هذَيْن البلدَيْن إجراءات مماثلة احتجاجاً على تراجع الحرّيات في المستعمرة البريطانيّة السابقة. وقبل باريس وبرلين، أعلنت دول غربيّة عدّة (كندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا) إجراءات مماثلة ردّاً على قانون الأمن القومي القمعي الذي فرضته الصين في 30 حزيران على هونغ كونغ لمعاقبة "التخريب والانفصال والإرهاب والتواطؤ مع قوى أجنبيّة".

وفي الغضون، دعا قطب الإعلام جيمي لاي المؤيّد لتعزيز الديموقراطيّة في هونغ كونغ مراسليه إلى مواصلة النضال، مع إطلاق سراحه أمس بعد اعتقاله في إطار حملة صينيّة قمعيّة مكثّفة تطال المعارضة في المدينة التي من المفترض أن تتمتّع بحكم شبه ذاتي. وتوجّه جيمي إليهم قائلاً: "استمرّوا في النضال! دعونا نستمرّ في النضال!"، مضيفاً: "لدينا دعم سكّان هونغ كونغ، ولا يُمكننا أن نخذلهم"، في وقت اعتُقل فيه العديد من النشطاء المؤيّدين للديموقراطيّة والحرّيات، واستُبعد مرشّحين للانتخابات التشريعيّة.

وبعد ساعات من إطلاق سراحه بكفالة إثر احتجاز دام 40 ساعة في مركز الشرطة، توجّه جيمي، الرجل البالغ من العمر 71 عاماً، إلى غرفة أخبار صحيفة "آبل دايلي" وسط هتافات الموظّفين. وفي مقطع فيديو بثّه مراسلو الصحيفة مباشرةً على موقع "فيسبوك"، طلب من هيئة التحرير المحافظة في مقالاتهم على اللهجة التي أغضبت الصين الشيوعيّة والمعسكر المؤيّد لبكين في هونغ كونغ.


MISS 3