قد يعتبر البعض النادي الرياضي مكاناً كئيباً. وعندما تشعر بالإرهاق، من الأفضل ألا تلقي نظرة على ساعتك! قد تبدو حصة استعمال الدراجة الرياضية طوال 10 دقائق هدفاً عملياً قبل ضبط الوقت. حين يبدأ جسمك بالتحرك، تكشف سلسلة من التجارب الجديدة أن الثواني قد تصبح أطول من العادة.
أشرف علماء نفسيون من المملكة المتحدة وهولندا على هذه التجارب، ويزعم الباحثون أنها أول دراسة تثبت بكل وضوح أن الشعور بالوقت يتباطأ خلال حصص التمارين الجسدية، وبغض النظر عن حدّة الرياضة أو مستوى التنافس في محيط الناس. حين بدأ المشاركون يتحركون على دراجة رياضية ثابتة لقطع 4 كيلومترات، تشوّهت نظرتهم إلى الوقت وشعروا بأن التحرك لنصف دقيقة على تلك الآلة طال بنسبة 8% مقارنةً بالوقت الحقيقي.
تتماشى هذه النتائج مع استنتاجات دراسات سابقة مفادها أن التمارين الجسدية تبطئ نظرتنا إلى الوقت. يفترض العلماء النفسيون أن السبب يتعلق بزيادة التركيز على حركة الجسم وانزعاجه بسبب عاملَي التحفيز الجسدي والوعي، ومن المعروف أن أحاسيس الألم تبطئ الشعور بمرور الوقت.
إستنتج العلماء أن «العدّاد» داخل الجسم قد يتغيّر بطرق مختلفة بسبب عوامل مثل العمر، العواطف، الأدوية، التمارين الجسدية وحرارة الجسم. لكن على عكس الدراسات السابقة، لم يرصد البحث الجديد رابطاً بين تباطؤ الوقت عند تكثيف التمارين أو عند ظهور منافِس جديد.
في جميع التجارب، شعر المشاركون بأن الوقت يمرّ بالإيقاع نفسه وأنه أصبح أبطأ أثناء تحركهم مقارنةً بأوقات الراحة، وبغض النظر عن حدة التمارين. ربما يتعلق السبب بعدم تنافسهم مع بشر حقيقيين، أو ربما لم يكن المشاركون تنافسيين لدرجة أن ينشغلوا بهذا الجانب من نشاطهم.