"قمّة الأردن" تدعو إلى إطلاق مسار لتنفيذ "حلّ الدولتَين"

02 : 00

بلينكن متحدّثاً خلال مشاركته في "قمّة الأردن" أمس (أ ف ب)

تعمل الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها العرب على الدفع في اتجاه تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة يتخلّله تبادل للرهائن والأسرى، ما يُمهّد لوضع حدّ للحرب وتعبيد الطريق أمام إيجاد حلّ نهائي للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وفي سياق هذه الجهود الديبلوماسية الدؤوبة، دعت «قمّة الأردن» حول الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة في ختام أعمالها في السويمة على شاطئ البحر الميت أمس، إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار» في القطاع المنكوب وإدخال المساعدات الإنسانية «على نطاق واسع» إليه، و»إطلاق مسار لا رجعة فيه» لتنفيذ حلّ الدولتَين.

وتضمّن البيان الختامي للقمّة التي نظّمها الأردن ومصر والأمم المتحدة، دعوة إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وجميع المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني». وأعرب رؤساء المؤتمر في بيانهم عن «قلقهم البالغ إزاء الخسائر الفادحة في الأرواح»، مندّدين بالهجمات على موظّفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اعتبر في كلمته أن «المجازر وأعمال القتل المرتكبة في غزة تفوق من حيث سرعة وتيرتها وحجمها أي أعمال ارتُكبت خلال السنوات التي قضيتها كأمين عام»، فيما وصف منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الحرب في غزة بأنها «وصمة عار على جبين الإنسانية»، ودعا إلى جمع 2.5 مليار دولار لتلبية احتياجات سكان غزة حتّى كانون الأوّل المقبل.

في السياق، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي وصل إلى الأردن قادماً من إسرائيل، أن الولايات المتحدة ستُقدّم أكثر من 400 مليون دولار كمساعدات جديدة، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن بلاده ستُقدّم 16 مليون يورو.

من جهته، اعتبر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي منح وكالة «الأونروا» وسام الإستقلال من الدرجة الأولى تقديراً لجهودها، أن «أهل غزة يُريدون إجراءات فعلية على أرض الواقع»، مؤكداً أنّه «يجب أن نكون مستعدّين الآن لنشر عدد كاف من الشاحنات لتوصيل المساعدات بشكل يومي»، وأن «الأردن سيواصل أيضاً عمليات الإنزال الجوي»، وشدّد على أنّه «لا يُمكننا التخلّي عن غزة، فيجب أن تكون أولوية الجميع».

توازياً، اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إسرائيل التي تُحاصر القطاع، باستخدام الجوع «سلاح حرب»، في وقت اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّه «لا بدّ من مواصلة بذل الجهود لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، لفتح المجال لقيام دولة فلسطين واستلامها مهامها كاملة».

في الأثناء، قدّمت حركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» ردّهما على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، للوسطاء المصريين والقطريين، الأمر الذي أكدته القاهرة والدوحة. وأوضحت الحركتان في تصريح صحافي مشترك أن الردّ يضع «الأولوية لمصلحة شعبنا الفلسطيني وضرورة وقف العدوان المتواصل على غزة بشكل تام». وأكدتا الجاهزية «للتعامل الإيجابي للوصول إلى اتفاق يُنهي هذه الحرب».

وأفاد مصدر مطّلع على المحادثات وكالة «فرانس برس» أنّ ردّ «حماس» يتضمّن «تعديلات» تشمل الجدول الزمني لوقف إطلاق نار دائم والإنسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، مشيراً إلى أن المحادثات ستتواصل عبر الوسطاء القطريين والمصريين وتنسيق أميركي، بينما أوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن واشنطن تلقّت «الردّ الذي سلّمته «حماس» لقطر ومصر، ونحن ندرسه راهناً».

في وقت سابق، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «أعاد تأكيد التزامه» بمقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تبنّاه مجلس الأمن الدولي الإثنين، خلال لقائهما في القدس، مشيراً إلى أن ترحيب «حماس» بقرار وقف إطلاق النار، «إشارة تبعث على الأمل وننتظر الردّ» من الحركة، وتساءل: «هل ينتظرون شخصاً قد يكون الآن في أمان أو مدفوناً، لا أعرف، على عمق 10 طوابق تحت الأرض في مكان ما في غزة؟»، في إشارة إلى أن «حماس» تنتظر تعليمات رئيس مكتبها السياسي في غزة يحيى السنوار.

ميدانيّاً، تواصلت الضربات الإسرائيلية، خصوصاً في وسط القطاع، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «استكمل مهمّته» في شرق دير البلح وشرق البريج، مشيراً كذلك إلى مقتل 4 من جنوده خلال معارك الإثنين في جنوب القطاع، في وقت قُتل فيه 6 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في كفر دان بالقرب من مدينة جنين في شمال الضفة الغربية.

وفي الداخل الإسرائيلي، صوّت الكنيست على المضي قدماً في مشروع قانون مُثير للجدل مدعوم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شأن الخدمة العسكرية لليهود الحريديم. وبذلك، سيُحال مشروع القانون إلى اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع لمواصلة درسه قبل القراءتَين الثانية والثالثة، بحسب الكنيست.

إقليميّاً، أكدت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» ليل الإثنين - الثلثاء أنها دمّرت طائرة مسيّرة أطلقها المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من طهران في اليمن، صوب خليج عدن، لافتةً إلى أن السفن الأميركية وسفن التحالف والسفن التجارية لم تبلغ عن وقوع إصابات، فيما طالب مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الحوثيين بالإفراج «الفوري وغير المشروط» عن موظّفين في الأمم المتحدة وعناصر إغاثة آخرين، رافضاً رفضاً قاطعاً «الاتهامات المشينة» لهم بالإنضواء في شبكة تجسّس أميركية - إسرائيلية.