جاد حداد

الحمض النووي الريبي المصغّر... حلّ لتجديد نمو الشعر؟

12 أيلول 2020

02 : 00

رصد بحث جديد نوعاً من الحمض النووي الريبي المصغّر الذي يستطيع على ما يبدو تنظيم نمو الشعر. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "تقدم العلوم" وقد تُمهّد لابتكار علاجات مستقبلية أكثر فاعلية لتجديد نمو الشعر. يرتبط تساقط الشعر عموماً بالتقدم في السن. لكنه قد ينجم أيضاً عن تقلبات هرمونية وعوامل بيئية ووراثية أخرى. تتعدد العلاجات الأساسية لهذه المشكلة، منها المينوكسيديل والفيناستيريد. صادقت "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية على العلاجَين معاً لكنهما ليسا فاعلَين بدرجة مثالية ويتطلبان تكرار استعمالهما. هما ليسا مُصمّمَين في الأصل لمعالجة تساقط الشعر. لهذا السبب، يستكشف العلماء الآن طرقاً بديلة للتحفيز على إعادة نمو الشعر. يُركّز البحث الأخير على تقوية بصيلات الشعر لنقلها من حالة الجمود إلى النشاط.

بدل زرع بصيلات الشعر (إنها عملية مكلفة ترتكز على كميات جاهزة من المتبرعين)، حاول أحد الأبحاث تحفيز خلايا البصيلات في المختبر، ثم وُضِعت تلك الخلايا في منطقة فروة الرأس الصلعاء مباشرةً.

لكن استنتج هذا البحث أن خلايا بصيلات الشعر تحتاج إلى الزراعة في الظروف المناسبة كي ينجح نمو الشعر، وتشمل تلك الظروف بيئة ثلاثية الأبعاد.

يجب أن تتواصل خلايا بصيلات الشعر مع أنواع أخرى من الخلايا لنقل البصيلات من حالتها الجامدة إلى حالة ناشطة، وتحصل هذه العملية بأفضل طريقة في بيئة ثلاثية الأبعاد.

خلايا مزروعة في بيئة ثلاثية الأبعاد

في الدراسة الجديدة، انطلق الباحثون من استنتاج البحث السابق، فحقنوا الفئران بخلايا مزروعة في بيئة ثنائية الأبعاد أو خلايا ثلاثية الأبعاد في الكيراتين أو المينوكسيديل. ثم اكتشفوا بدورهم أن الخلايا ثلاثية الأبعاد المزروعة في مناطق الصلع كانت أكثر فاعلية من الخلايا ثنائية الأبعاد أو المينوكسيديل. بعد مرور 15 يوماً، استرجعت الفئران التي تلقّت علاجاً ببصيلات ثلاثية الأبعاد 90% من شعرها. يقول المشرف الرئيس على الدراسة، كي تشانغ، أستاذ في العلوم الطبية الحيوية الجزيئية في كلية الطب البيطري في جامعة ولاية "كارولاينا الشمالية": "أعطت الخلايا ثلاثية الأبعاد في الكيراتين أفضل النتائج لأن بنيتها شبه الكروية تشبه بيئة الشعر المصغّرة وتكون بنية الكيراتين أشبه بمرساة لتدعيمها في المواقع التي تحتاج إليها. لكننا أردنا أيضاً استكشاف ما تفعله خلايا حليمات الجلد لتنظيم عملية نمو البصيلات، لذا راقبنا الحويصلات خارج الخلايا، لا سيما الأحماض النووية الريبية المصغرة في تلك البيئة".

تسهم حليمات الجلد في تنظيم نشاط بصيلات الشعر. وتشارك الأحماض النووية الريبية المصغرة في تعديل طريقة التواصل بين الجينات. يمكن إيجادها في حويصلات صغيرة خارج الخلايا.

راقب الباحثون تلك الحويصلات في بصيلات الخلايا ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد ولاحظوا أن الحمض النووي الريبي المصغر من نوع miR-218-5p في المجموعة الثانية يعزز التواصل الجيني الذي يُمهّد لنمو الشعر. ثم تأكدوا من هذه النتيجة حين استنتجوا أن زيادة ذلك الحمض كثّف نشاط بصيلات الشعر. أما كبحه، فأدى إلى اختلال عمل البصيلات.

علاجات مستقبلية؟

تُعتبر هذه النتائج التي توصّل إليها فريق البحث قيّمة. قد يكون زرع الخلايا ثلاثية الأبعاد فاعلاً لتحفيز نشاط بصيلات الشعر، لكنّ عملية الزرع تبقى معقدة ومكلفة. في النهاية، يستنتج تشانغ: "قد يكون العلاج بخلايا ثلاثية الأبعاد خياراً فاعلاً للصلع، لكن ثمة حاجة إلى زرع تلك الخلايا وتوسيعها وحقنها في المنطقة المستهدفة. في المقابل، يمكن استعمال الأحماض النووية الريبية المصغرة في الأدوية الجزيئية الصغيرة. بعبارة أخرى، نستطيع ابتكار كريم أو غسول يعطي المفعول نفسه ضد مشاكل متعددة. يُفترض أن تُركّز الدراسات المستقبلية على استخدام الحمض النووي الريبي المصغر وحده لتعزيز نمو الشعر".


MISS 3