نوبل الآداب 2020 للشاعرة الأميركية لويز غلوك 

02 : 00

نالت الشاعرة الأميركية لويز غلوك (77 عاماً) جائزة نوبل للآداب العريقة في خطوة غير متوقعة تتوج نتاجها الذي باشرته في نهاية الستينات ويتمحور على مواضيع الطفولة والحياة العائلية ويستوحي من الأساطير خصوصاً. وقالت الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة في حيثيات قرارها إن غلوك كوفئت "على صوتها الشاعري المميز الذي يضفي بجماله المجرد طابعاً عالمياً على الوجود الفردي". وتشكل الحياة العائلية موضوعاً مركزياً في عملها.

ويُعتَبَر "افيرنو" (2006) ديوانها الرئيسي وهو تفسير رؤيوي لنزول بيرسيفونا إلى الجحيم وهي أسيرة هاديس إله الموت.

وسبق لغلوك أن فازت العام 1993 بجائزة بوليتزر عن مجموعتها الشعرية "ذي وايلد أيريس" وجائزة "ناشونال بوك اوارد" في 2014 عن آخر عمل لها "فيثفول أند فيرتووس نايت".

وقال الأمين العام الدائم للأكاديمية ماتس مالم إنه اتصل بغلوك قبيل الإعلان. وأوضح للصحافيين "كان وقع الإعلان مفاجئاً عليها لكنه مرحب به على ما أظن".

وهي رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب في العقد الأخير والسادسة عشرة فقط منذ بدء توزيع هذه المكافآت العريقة في 1901. وكانت البولندية أولغا توكارتشوك آخر الفائزات في 2018. ويسجل وجود كبير للنساء في موسم نوبل للعام 2020 مع فوز ثلاث نساء بجوائز علمية. وقد تعادل النساء أو يحطمن العدد القياسي للفائزات (خمس في 2009) مع توزيع جائزتي السلام الجمعة والاقتصاد الاثنين المقبل.

وقالت اللجنة إن ديوانيها "ذي ترايومف او أكيليس" (1985) و"ارارت" (1990) يتناولان "بطريقة تكاد تكون صلفة صوراً صريحة حول علاقات عائلية مؤلمة" مشيرة إلى أن استخدامها "لنبرة طبيعية لافتة من دون أي أثر لزخارف شاعرية".

وغلوك هي أيضاً "شاعرة التغير الجذري والولادات الجديدة" وتصف في قصيدتها "سنودروبس" عودة الحياة بعد الشتاء فيما غالباً ما يتسم عملها "بحس الفكاهة والظرافة اللاذعة". وأكدت الأكاديمية أن غلوك "تكتب شعراً روائياً حالما يستحضر ذكريات وأسفاراً ويتردد ويتوقف لفتح آفاق جديدة. فيه يتحرر العالم ويحلق قبل أن يحضر مجدداً بسحر ساحر".

وبررت الأكاديمية خيارها بأنها تمنح الجائزة على أساس الجدارة من دون أي اعتبارات سياسية. وتترافق الجائزة مع مكافأة مالية قدرها 10 ملايين كرونة سويدية (حوالى 1,1 مليون يورو).

وكان يفترض أن تتسلم غلوك جائزتها من ملك السويد كارل غوستاف في مراسم رسمية في ستوكهولم في العاشر من كانون الأول في ذكرى وفاة العالم السويدي ألفرد نوبل الذي طلب في وصيته استحداث هذه الجوائز. إلا أن المراسم الحضورية ألغيت هذه السنة بسبب جائحة كوفيد-19 واستعيض عنها بمراسم متلفزة تظهر الفائزين يتسلمون المكافآت في بلدانهم.



مقتطفات مترجمة من قصائدها


فـــــــــرس



ما الذي تقدّمه لك الفرس

ولا يسعني تقديمه لك؟

اراقبك حين، وحيداً،

تمتطيها في الحقل،

وتغوص يداك

في عرفها الأسود.

ثم ادرك سرّ صمتك:

انه الازدراء، انه مقتك لي وللزواج.

ورغم ذلك تريدني ان المسك؛

تنتحب كعروس، لكن حين انظر اليك

لا ارى اطفالاً في جسدك.

ماذا فيه اذاً؟

احسب ان لا شيء سوى استعجالك

الموت قبل قبلي.

رأيتك في المنام تمتطي الفرس

في الحقول الجافّة

ثمّ ترجّلت: وسرتما معاً؛

انت والفرس..

لم يكن لك ظلّ في الظلام.

لكنني شعرت ان ظلّك يتّجه نحوي

لأنه في الليل يذهب اينما يشاء،

انه سيّد نفسه.

انظر اليّ. اتحسبني لا افهم؟

اذ ما الحيوان

ان لم يكن معبراً من هذه الحياة؟


(ترجمة سامر أبو هواش)

بورتريــــــــــه



ترسم طفلة إطار الجسد

ترسم ما تجيده، الإطار الخارجي فحسب،

أما الباقي فيملأه البياض

لا تستطيع الطفلة ملء ما تعلم أنه كائن هناك

تدرك أمها: داخل خطوط الإطار الهشة

ليس من حياة

لقد فصلت بين الاثنين

وكطفلة تلتفت الآن إلى أمها

وها أنت ترسمين القلب

في الفراغ الذي صنعته

سعــــــــــادة


رجل وامرأة على فراش أبيض

إنه الصباح، أفكر، وعما قليل سيصحوان.

ثمة زنابق على نضد السرير.

فى مزهرية تغمرها الشمس

آراه ينقلب نحوها

كأنه، بصمت، سيلفظ اسمها

عميقاً في فمها

على حافة النافذة

مرة، ثم مرة أخرى،

يشدو طائر.

ثم ترتعش المرأة،

جسدها يمتلئ بأنفاسه.

أفتح عيني فأجدك تتأملني

فوق حجرتنا

تنساب الشمس

تقول: أنظري إليّ

وتقرّب وجهك مني

كأنه مرآة

كم أنت هادئ

بينما العجلة المشتعلة

تمر بسلاسة فوقنا.

الحديقـــــــة

تحبك الحديقة

ومن أجلك تلطخ نفسها بالخضرة

وبأحمر الورود

لكي تدخليها على عشاقك

أترين كيف أنشأت أشجار الصفصاف

خيم الصمت الخضراء هذه

لكن ما زال ثمة ما تحتاجين إليه

جسدك لينٌ جداً، حي جداً،

بين الحيوانات الحجرية

إعترفي أنه من الرهيب أن تكوني مثلها

بمنأى عن الأذى

المعاتبة

خدعتني يا "إيروس"

حين أرسلت إليّ

حبي الحقيقي

صنعت، على هضبة عالية

نظرته الثاقبة،

ولم يكن قلبي

صلباً كسهمك

ما الشاعر بلا أحلام










MISS 3