حمية "باليو" تُعرّض صحّة قلبك للخطر؟

12 : 29

Paleo diet concept.

تزعم حمية "باليو" أنها نسخة عما كان يأكله أسلاف البشر المعاصرون!

يستهلك مطبّقو هذه الحمية كميات كبيرة من اللحوم، والفاكهة، والخضار، والمكسرات، والبذور، لكنهم يمتنعون في المقابل عن تناول مشتقات الحليب والبقوليات والحبوب الكاملة.

لطالما كانت هذه الحميات مثيرة للجدل، ويستمر النقاش حتى الآن حول صوابية اعتبارها آمنة وصحية.

كشفت دراسة من العام 2016 أن حمية "باليو" تحمي من النوبات القلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال زيادة مستويات الجزيئات الواقية في الدم. لكن توصّلت دراسة أخرى في السنة نفسها إلى نتيجة معاكسة بالكامل، فاستنتجت أن هذا النوع من الحميات يؤدي إلى اكتساب وزن غير صحي ويزيد خطر الإصابة بالسكري ومشاكل القلب. طرح بحث أسترالي جديد الآن أدلة إضافية مفادها أن حمية "باليو" قد تُعرّض صحة القلب للخطر.

استعان الباحثون، بقيادة الدكتورة أنجيلا جينوني، بـ44 مشاركاً تبنّوا حمية "باليو"، فضلاً عن 47 مشاركاً طبّقوا حميات نموذجية تتماشى مع التوصيات الغذائية الشائعة.

امتدت فترة المتابعة على أكثر من سنة، وجمع الباحثون خلالها عينات بيولوجية من جميع المشاركين، وقيّموا حمياتهم الغذائية، وقارنوا النتائج بين مطبّقي حمية "باليو" والمجموعة المرجعية.

ولزيادة دقة التقييم، قسّم الباحثون مطبّقي حمية "باليو" على مجموعتين إضافيتين، بحسب الخيارات التي يفضّلونها:

•الملتزمون الجدّيون بحمية "باليو" (22 مشاركاً)، منهم أفراد تناولوا أقل من حصة واحدة من الحبوب ومشتقات الحليب يومياً.

•الملتزمون المزيفون بحمية "باليو" (22 مشاركاً)، منهم أفراد تناولوا أكثر من حصة واحدة من الحبوب ومشتقات الحليب يومياً.

فاكتشف الباحثون زيادة في مستويات عنصر أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين، الذي يربطه الخبراء بأمراض القلب، في دم المشاركين في المجموعتين الآنف ذكرهما.

يتشكل هذا العنصر في البداية داخل الأمعاء، وتتوقف مستوياته على طبيعة الحمية والجراثيم المعوية، فضلاً عن عوامل مؤثرة أخرى.

توضح جينوني: "يزعم مؤيدو حمية "باليو" أن هذه المقاربة تفيد صحة الأمعاء، لكن يكشف هذا البحث أنها تعطي أثراً معاكساً على صحة القلب عند إنتاج عنصر أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين في الأمعاء". ترتفع مستويات ذلك العنصر لهذه الدرجة برأي الباحثين نتيجة الامتناع عن استهلاك الحبوب الكاملة لأنها مصدر ممتاز للألياف الغذائية، كما تسهم في تخفيض خطر الإصابة بمشاكل قلبية ووعائية.

تضيف جينوني: "رصدنا علاقة بين غياب الحبوب الكاملة ومستويات أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين، ما يسمح بإقامة رابط مع تراجع مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لدى مستهلكي كميات كبيرة من الحبوب الكاملة. تستثني حمية "باليو" جميع أنواع الحبوب، ونعرف أن الحبوب الكاملة مصدر مدهش للنشويات المقاوِمة وألياف مخمّرة أخرى تُعتبر أساسية لصحة البيئة الميكروبية المعوية".

كذلك، رصد الباحثون كميات إضافية من الجراثيم المعوية التي تنتج أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين لدى مطبّقي حمية "باليو": "بما أن الجسم ينتجه في الأمعاء، قد يؤدي غياب الحبوب الكاملة إلى تغيير الجراثيم بما يكفي لزيادة إنتاج ذلك العنصر. كذلك، تشمل حمية "باليو" حصصاً يومية أكبر من اللحوم الحمراء التي تحتوي على مركّبات تعزز إنتاج أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين. كما أن مطبّقي الحمية استهلكوا ضعف المستوى الموصى به من الدهون المشبعة، وهو وضع مقلق".

في خلاصة الدراسة، حذر الباحثون من تدهور صحة الأمعاء نتيجة حذف الحبوب الكاملة من الحمية وتوقعوا أن تطاول التداعيات صحة القلب أيضاً. ثم دعوا في النهاية إلى إجراء دراسات إضافية عن دور الخضار والدهون المشبعة في تنظيم الآليات البيولوجية الأساسية في الأمعاء.


MISS 3