جنى جبّور

"الأصلي" مقطوع... والصيني يغزو العيادات

ما أضيق العيش لولا "إبرة" البوتوكس

28 تشرين الأول 2020

02 : 00

البوتوكس الصيني كما الكوري غير آمنين
ما ان انتشر الخبر عن احتمال انقطاع البوتوكس من السوق اللبناني، حتّى دبّ الهلع في نفوس السيدات والرجال على حد سواء، الذين لا يمر شهر الّا ويحصلون على "إبرة" من هنا وأخرى من هناك. ولو أمكنهم تخزين "البوتوكس" في برّاداتهم، لما ترددوا. فما صحة ما يُتداول؟ وماذا عن غزو البوتوكس الصيني غير الآمن للعيادات؟




يعيش اللبناني حالاً من الهلع مع فقدان "الأساسيات" في حياته تباعاً. فصار ينتقل من صيدلية إلى أخرى بحثاً عن دواء "تبخّر" من السوق مع ازدياد الطلب عليه، أو أخفي من قبل مافيات التخزين والتهريب. ومع تفاقم أزمة القطاع الاستشفائي، لم يعد غريباً أن تؤجل عمليات جراحية دقيقة لعدم توافر الموارد اللازمة، أو استبدال المستلزمات باخرى اقل جودة، مثل استعمال الممرضات القطن بدل الشاش المطهر للجروح، أو استبدال القفازات الطبية بالاخرى التي تستعمل "لصبغ" الشعر، وفق شهادات بعض الأطباء والممرضات داخل المستشفيات. ولم يقتصر هذا الوضع المتأزم على القطاع الدوائي والاستشفائي فحسب، بل شمل قطاع التجميل الذي بدأ يعاني من شح في بعض المواد ولا سيما البوتوكس.




الدكتور ابراهيم الاشقر



بشكل أوضح، غيّرت الأزمة الاقتصادية نمط حياة اللبنانيين، فباتوا يتأقلمون مع ما يناسب ظروفهم الحالية، محاولين ايجاد البدائل الارخص لتأمين حاجياتهم الاساسية أو حتّى الكماليات. الّا أنّ رحلة البحث عن البدائل، لا تخلو من المخاطر، ولا سيما في المجال الطبي التجميلي. فحقنة البوتوكس الآمنة يختلف سعرها من عيادة طبيب الى آخر بدءاً من 800 الف ليرة لبنانية وصولاً الى المليون أو أكثر. هذه الاسعار، دفعت باللبنانيين إلى البحث عن كل ما هو أقل ثمناً من دون التفكير في النوعية في كثير من الاحيان، فازدهرت التجارة بالبوتوكس (والفيلر أيضاً) الصيني ذي النوعية الرديئة ويتراوح سعره بين الـ300 الى 380 الف ليرة لبنانية، ما يشكل عنصر جذب للكثير من اللبنانيين، بمعزل عن مضاعفاته، أو حتّى عدم تسجيل اي نتيجة ملحوظة في منطقة الحقن. من جهة أخرى، يبقى السؤال الأهم في هذه المعضلة، هل سينقطع فعلاً البوتوكس "الأصلي" من الأسواق؟ وماذا عن الفيلرز؟


لبنانية ضحية البوتوكس المغشوش



دعم البوتوكس سبب انقطاعه؟!

يجيب اختصاصي أنف أذن حنجرة وجراحة تجميل الدكتور ابراهيم الاشقر أنّ "منذ 3 أشهر تقريباً توقفت شركتا "Allergan" الاوروبية و"Dysport " الاميركية، عن تسليمنا البوتوكس. ويعود سبب انقطاع هذه المواد من السوق اللبناني الى مشكلة رفع الدعم، فما يجهله البعض، انّ البوتوكس، كمستخلص طبيعي، دواء مدعوم لان استعماله لا يقتصر على التجميل فحسب، بل يستعمله اختصاصيو العظام والمفاصل والأعصاب أيضاً، لعلاج مشاكل التشنجات والصداع النصفي (migraine). ويمكن اضافة سببين آخرين لمشكلة الإنقطاع: الأول، قيام الموزعين بتخزين هذه المواد الى حين رفع الدعم عنها وبيعها لاحقاً بسعر مرتفع، والثاني، انتهاء المخزون الموجود عند الموزعين، وعدم قدرتهم فعلياً على اعادة شراء هذه المواد".

تمكن د. الأشقر، قبيل بدء أزمة البوتوكس، من شراء وتخزين ما يكفيه لسنة ونصف تقريباً. مثله مثل غيره من الاطباء، الذين استشعروا بالمشكلة واعتمدوا هذه الطريقة للاستمرار في عملهم، وخدمةً لمن يقصدهم. ويشير الى أنّ "من لم يخطُ هذه الخطوة، والاختصاصي غير القادر على السفر للخارج للحصول على البوتوكس، فهذا يعني إنه "انقطع من البضاعة" حالياً. وهذا ما ساهم في انتشار البوتوكس الصيني والكوري بشكل كثيف في السوق اللبناني، اللذين يعتبران غير آمنين للاستعمال، ولو أنّ الكوري افضل من الصيني غير النقي بتاتاً، الّا أنّ الاثنين يسببان مشاكل مختلفة، كما أنّ سعرهما منخفض مقارنةً بالبوتوكس "الأصلي".


الدكتور روي مطران



الحصول على البوتوكس من الخارج

لا يختلف رأي رئيس قسم الجلد في مستشفى جبل لبنان الدكتور روي مطران عن رأي د. الأشقر، وأكدّ أنّ "لا مشكلة في تأمين الفيلر، عكس البوتوكس الذي بات توزيعه محصوراً بعدد محدود من الشركات، وتحول تسليمه الى عملية صعبة، وهذه المشكلة نعاني منها منذ أشهر عدّة". ورأى د. مطران أنّ "السبب يعود الى الازمة الاقتصادية التي نعيشها حالياً، حيث يتم شراء البوتوكس بالدولار أو باليورو، ويباع بعدها للمريض بالليرة اللبنانية، وسبّب عدم ثبات سعر الصرف مشكلات مادية لبعض الأطباء، وباتوا غير قادرين على الحصول على البوتوكس فيما البعض الآخر يستحصلون عليه من الخارج، ولا سيما من أوروبا".

المشكلة الحقيقية هي بهؤلاء الأطباء الذين لا يبالون سوى بالربح المادي، ولو على حساب سلامة "الزبون". نقصد بذلك، من استغل هذه المشكلة، ليبيع البوتوكس الصيني من هنا، والكوري من هناك. والأنكى أن بعضهم يستبدل علب البوتوكس الصيني، بعلب أوروبية في عملية غش موصوفة، وبعد وقوع "المريض" في الفخ تظهر سلسلة من المضاعفات على وجهه، تبدأ من الحساسية ولا تنتهي بمشاكل "الحُفر"(الندوب) في الوجه".


في لبنان... تشوهات بالجملة



احذروا التقليد

لا يتأثر الوجه، ولا يترهل اذا توقفت السيدة أو الرجل عن حقن البوتوكس، عكس ما يظن البعض، من هنا على مدمني الحقن، عدم الإستلشاق والقبول بـ"شو ما كان" وينصح د. مطران أنّ "من لا يستطيع في هذه المرحلة الصعبة الحصول على البوتوكس "الأصلي" التوقف عنه، وبذلك يعود الوجه الى حاله الطبيعية قبل الحقن، وفي حال استمرت مشكلة التوزيع، يمكن الحصول على "البوتوكس" من الخارج، ولو بتكلفة مرتفعة، فالمهم عدم الاسترخاص بهذه المواد للحد من المشاكل الناتجة عنها".

بدوره، يؤيد د. الأشقر رأي زميله د. مطران مؤكداً أنه "يمكن العيش من دون بوتوكس، ويبقى ذلك أفضل من حقن بوتوكس "مش معروف شو هوي" في الوجه. من هنا أهمية التوجه الى الاطباء الذين يمكن الوثوق بهم، مع الاشارة، الى أنّ لا مشكلة في الحصول على الفيلر فهو موجود في السوق اللبناني، وفي حال انقطاعه يمكن استبداله بحقن الدهن التي يتم استخراجها من جسم الانسان نفسه، وحتّى انّ نتيجتها افضل من حقن الفيلرز".


شح البوتوكس الاوروبي والأميركي في السوق اللبناني



البوتوكس الصيني وآثاره الجانبية

وفقاً لشركة « Allergan»، من بين 25000 عملية بوتوكس غير جراحية أجريت هذا العام، تم إجراء حوالى 5 في المئة باستخدام منتجات تحت المستوى يدعي من يستعملها أنها بوتوكس «أصلي». وتنتشر في العالم أجمع، منتجات صينية وكورية لا تؤدي إلى النتائج المرجوة، ولكنها تتوافر بسعر أقل بـ40 بالمئة مقارنةً بالبوتوكس الذي وافقت عليه ادارة الدواء والغذاء الاميركية (FDA)، بعد اكثر من 6500 تجربة سريرية في جميع أنحاء العالم، بينما لم يحظَ المنتج الصيني على أكثر من 25 الى 30 تجربة فقط.



لا تسترخصوا... والّا


أمّا بالنسبة للمضاعفات المحتملة للبوتوكس المغشوش فهي:

- حساسية قوية في الوجه بعد اللجوء إليه. وقد يحصل مباشرةً بعد إجراء الحقنة مباشرة أو بعدها بايام قليلة.

- تورّم كبير في العينين والوجه.

- بعد ردة فعل الحساسية التي تصيب الجسم إزاء استعمال هذا النوع من البوتوكس لا يعود البوتوكس فاعلاً بعد استخدامه ويصبح اللجوء إليه من دون جدوى أو نتيجة.


MISS 3