على ثلوج لانغكول، تنقل حافلة عملاقة الركاب بسرعة 60 كيلومتراً في الساعة منطلقةً على ثاني أكبر نهر جليدي في أيسلندا والذي يتوقع العلماء أن يختفي تقريباً بحلول نهاية القرن.
يبلغ طول الحافلة الحمراء 15 متراً وتدفعها ثماني عجلات مجهزة بدواليب عرضها متران وهي تجوب جزءاً من هذا الجليد المعمّر البالغة مساحته 844 كيلومترا مربعاً.
تعصف رياح قوية بالثلج المتساقط حديثاً لكن مع تسلق الحافلة المرتفعات العالية تختفي الغيوم لتحل مكانها سماء لازوردية اللون. ويظهر حينها منظر رائع على قمم الجبال المسطحة التي تكسوها الثلوج.
يترجّل زوجان إيطاليان وهما من بين المسافرين القلائل الذين تحدوا مرض كوفيد - 19 من الحافلة ليمشيا للمرة الأولى على النهر الجليدي. وتقول روسيلا غريكو (30 عاماً) "ملامسة الثلوج في هذا الموقع القديم أمر مؤثر جداً.. نشعر بأننا على تواصل مع الأرض".
ويقول العلماء إنّ "لانغكول تشكّلت قبل حوالى 2500 سنة وقد يكون أقدم جليد في الموقع عائد إلى خمسة قرون". وتراجعت مساحة الجليد 250 كيلومتراً مربعاً منذ 1890 كما ساهمت نهاية العصر الجليدي الصغير في تسارع ذوبان الجليد.
وفي هذا السياق، يشير الدليل غونار غوديونسون الى أنّ "ارتفاع النهر الجليدي يتراجع في أماكن كثيرة ونرى بروز نتوءات صخرية فوق الجليد. إنه يذوب بسرعة لا تصدق".
ويشير علماء الجليد الى أن فرص بقاء هذه الأنهر الجليدية معدومة، موضحين أنه "في حال بقي المناخ على حاله أو أن الحرارة ارتفعت عن المعدّل المطلوب، سيختفي حينها لانغكول كلياً أو بنسبة 80 إلى 90 % بحلول نهاية القرن الحالي".
