دعا إلى محادثات حول قبرص وفق مبدأ "دولتَيْن منفصلتَيْن"

أردوغان يستفزّ نيقوسيا وأثينا ويزور فاروشا

02 : 00

أردوغان وعقيلته عند شواطئ فاروشا مساء أمس (أ ف ب)

في خضمّ التوتّر الجيوستراتيجي في شرق المتوسّط، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة مثيرة للجدل إلى الشطر الشمالي من قبرص، الذي تحتلّه أنقرة، أمس، إلى إجراء محادثات حول الجزيرة وفق مبدأ "دولتَيْن منفصلتَيْن".

وفي استعراض "مسرحي" استفزازي لنيقوسيا وأثينا والمجتمع الدولي برمّته، زار أردوغان أيضاً منطقة فاروشا في الشمال، التي كانت منتجعاً سياحيّاً فخماً وباتت "مدينة أشباح" ضمن المنطقة العازلة التي أقامتها الأمم المتحدة وقسّمت الجزيرة بعد الاجتياح التركي للشمال العام 1974.

وإذ قال أردوغان بعد وصوله إلى الشطر الشمالي في الذكرى الـ37 لإعلان "جمهوريّة شمال قبرص التركيّة"، التي لا تعترف بها سوى أنقرة: "هناك شعبان ودولتان منفصلتان في قبرص"، أضاف: "يجب أن تُجرى محادثات من أجل التوصّل إلى حلّ على أساس دولتَيْن منفصلتَيْن"، في نكسة أخرى لجهود إعادة توحيد الجزيرة المتوسطيّة المقسومة بين جمهوريّة قبرص اليونانيّة العضو في الاتحاد الأوروبي، والشطر الشمالي الذي تحتلّه تركيا منذ غزو قبرص.

ووصل أردوغان إلى فاروشا بُعيد حلول الظلام، فيما كان مطر غزير يتساقط على المنطقة، وجال في المنطقة التي كانت توصف بأنّها "جوهرة المتوسّط". وكشف الرئيس التركي وإلى جانبه "رئيس" الشطر الشمالي المحتلّ إرسين تتار أنّ فاروشا قد تخضع لإعادة تنمية، مشيراً إلى أنّه "لم يتمّ منح القبارصة الأتراك أبداً حصّة متساوية من موارد الجزيرة".

وأعادت القوّات التركيّة فتح فاروشا جزئيّاً في 8 تشرين الأوّل الماضي، ما أثار انتقادات دوليّة، إذ تنشر تركيا حوالى 30 ألف عنصر في الشطر الشمالي من الجزيرة. ولم يتنازل القبارصة اليونانيّون، الذين خسروا أرضهم ومنازلهم وأعمالهم، قطّ، عن مطلبهم بالسماح بعودة المُهجّرين من المدينة إلى ديارهم.

تزامناً، تظاهر قبارصة يونانيّون في جمهوريّة قبرص ضدّ زيارة الرئيس التركي عند معبر على طول المنطقة العازلة. وتأتي زيارة أردوغان إلى الجزء المحتلّ من شمال الجزيرة وسط أجواء توتّر جيوسياسيّ شديد، فيما ندّدت نيقوسيا وأثينا بالزيارة باعتبارها "استفزازاً غير مسبوق". كما تأتي بعد بضعة أسابيع على فوز حليف أنقرة القومي إرسين تتار بالإنتخابات "الرئاسيّة" في شمال قبرص غير المعترف بها دوليّاً. وجاءت زيارة أردوغان كذلك وسط خلافات بين تركيا وكلّ من اليونان وقبرص حول مناطق بحريّة تابعة لسيادة أثينا ونيقوسيا، وتحوي حقولاً كبرى من الغاز. وقال الرئيس التركي في هذا الصدد: "سنُواصل أبحاثنا وأنشطة التنقيب في شرق المتوسّط إلى حين الوصول إلى اتفاق عادل".

إلى ذلك، تحدّث وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبّية كليمان بون عن عقوبات اقتصاديّة محتملة من قبل الإتحاد الأوروبي تستهدف قطاعات في تركيا بسبب "مواقفها العدائيّة" على حدود أوروبا، في حين كان لافتاً أمس عبور سفن حربيّة مصريّة مضيق البوسفور في تركيا في طريقها إلى البحر الأسود، حيث من المقرّر أن تجري مناورات مشتركة مع البحريّة الروسيّة. وذكرت وسائل إعلام روسيّة الشهر الماضي أن موسكو والقاهرة ستُجريان مناورات بحريّة مشتركة باسم "جسر الصداقة 2020" في البحر الأسود للمرّة الأولى.


MISS 3